الصومال: 20 قتيلا على الأقل في قصف متبادل بقذائف الهاون بين القوات الإثيوبية ومسلحين

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: زيارة رئيس الحكومة للسعودية تؤكد أهمية دور الرياض في المصالحة

صبي صومالي يلعب ببندقية قديمة في مقديشو (رويترز)
TT

اعتبرت مصادر صومالية رفيعة أن حرص رئيس الحكومة الصومالية العقيد نور حسن حسين (عدي) على أن تكون المملكة العربية السعودية هي أول دولة عربية يزورها منذ توليه مهام منصبه نهاية العام الماضي، بمثابة تأكيد على أن السلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ما زالت تراهن على حيوية الدور السعودي في عملية المصالحة الصومالية.

وقالت المصادر المرافقة لنور عدي في اتصال هاتفي من العاصمة السعودية الرياض لـ«الشرق الأوسط» إن اختيار الرياض لتكون أول عاصمة عربية يزورها رئيس الحكومة الصومالية هو تأكيد على تطلع الصوماليين إلى قيام المملكة بمواصلة جهودها في هذا الإطار. وكان عدي الذي وصل إلى الرياض قادما من العاصمة الكينية نيروبي حيث التقى مع ممثلين عن الجهات المانحة للمساعدات إلى بلاده قد عقد أمس جلسة محادثات مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي حيث تم استعراض العلاقات الثنائية وبحث الأوضاع على الساحة الصومالية وجهود المملكة في المصالحة على ضوء اتفاق جدة.

في غضون ذلك، اجتمع الرئيس الصومالي عبد الله يوسف في العاصمة الصومالية مقديشو أمس بشكل مفاجئ مع وزير الخارجية الإثيوبي سيوم سيفين في وقت قالت مصادر المعارضة الصومالية أن «قوات الاحتلال الإثيوبي قصفت سوق بكارة المركزي بتسع قذائف هاون ردا على قصف مماثل للمقاومة ضد فيلا الصومال» المقر الرئاسي ليوسف خلال اجتماعه مع سيفين.

وقالت مصادر مقربة من يوسف إن القصف الذي استهدف المقر الرئاسي لم يحقق أهدافه نافية ما أشيع عن إصابة الرئيس الصومالي أو بعض مساعديه أو وزير الخارجية الإثيوبي من جراء هذا القصف الذي أسفر عن سقوط عدد كبير ما بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين العزل.

كما استهدف انفجار قوي قوات إثيوبية كانت تتمركز في تقاطع شارع فلورنسا شمال العاصمة مقديشو وفقا لما أكده موقع مقرب من تحالف المعارضة الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له. وسمع دوي الانفجار في أرجاء المنطقة فيما تصاعدت ألسنة اللهب من موقع الانفجار الذي كان جنود إثيوبيون يتخذونه نقطة لحراسة القصر الرئاسي. وهرعت القوات الأثيوبية إلى الموقع، حيث بدأت حملة واسعة النطاق لمداهمة المنازل واعتقال المشتبه بهم فيما تعرض سوق بكارة التجاري الرئيسي في مقديشو إلى قصف عشوائي أثيوبي أدى إلى سقوط أكثر من عشرين قتيلا وجرح نحو 30 آخرين.

وأفادت مصادر طبية في مستشفى المدينة جنوب غربي العاصمة أنه استقبل 35 جريحا بعضهم في حالة خطرة وتوفي اثنان منهم على الفور في المستشفى. ويمثل السوق الذي يعتبر أكبر اسواق مقديشو عصب الاقتصاد المهترئ لهذه الدولة التي تعاني حربا أهلية طاحنة منذ عام 1991، حيث يقصده المدنيون يوميا بما في ذلك اللاجئون الذين شردوا خارج العاصمة.

وقالت حركة الشباب المجاهدين المتشددة والمناوئة للسلطة الصومالية وللتواجد العسكري الإثيوبي والأفريقي في البلاد إنها قصفت القصر الرئاسي بست قذائف هاون من عيار 82 ملم، أثناء اجتماعٍ لقادة السلطة الانتقالية حضره وزير الخارجية الإثيوبية سيوم مسفين. وزعمت الحركة في بيان تقلت «الشرق الأوسط» نسخة عنه أن ثلاث قذائف أصابت مقر السفارة الإثيوبية بينما أصابت بقية القذائف مكان تجمع الوفدين الصومالي والإثيوبي، مما أدى إلى إصابة مسؤولين حكوميين بارزين. لكن مسؤولا صوماليا قال لـ«الشرق الأوسط» إن مزاعم حركة الشباب التي وضعتها وزارة الخارجية الأميركية مؤخرا على قائمة المنظمات الإرهابية معتبرة انها تشكل خطرا على المصالح الأميركية في منطقة القرن الأفريقي، غير صحيحة، مؤكدا أن أحدا من المسؤولين الرسميين أو أعضاء الوفد المرافق لسيفين لم يصب بأذى جراء هذا القصف. وكانت الحركة قد أطلقت أول من أمس تهديدات جديدة إلى الولايات المتحدة على خلفية إسقاطها لطائرة تجسس أميركية بدون طيار في مدينة مركا عاصمة إقليم شابيلا السفلى يوم الجمعة الماضي.

وفي تهديد هو الأخطر والأكثر صراحة قالت الحركة في بيان منفصل «نطمئن إخواننا المسلمين عامة والمجاهدين خاصة ونبشرهم بأننا نعد لأميركا ما سينسيهم هجمات نيروبي ودار السلام».