الشركات الهولندية تنتظر التعويض من فيلدرز في حال مقاطعة الدول العربية لمنتجاتها

الرابطة العربية الأوروبية ترد على «فتنه» بفيلم يظهر العنصرية ضد المسلمين

مقعد النائب الهولندي اليميني المتشدد خيرت ويلدرز بدا فارغا أمس بعد أن تخلف عن الحضور الى كنيسة بأمستردام لمناقشة فيلمه «فتنة» المثير للجدل (أ.ف.ب)
TT

قامت الرابطة العربية الاوروبية التي تتخذ من بروكسل مقرا لها ببث فيلم على الانترنت يحمل اسم «المفتنون»، وقالت انه جاء ردا على فيلم فتنه الذي عرضه اليميني الهولندي خيرت فيلدرز. وجاء التعليق على الفيلم (7 دقائق) بصوت رئيس الرابطة وهو الشاب اللبناني دياب ابوجهجه، ثم لقطات لما تعرض له الاجانب في اوروبا من مظاهر العنصرية. وتناول بعدها الفيلم العنصرية بالتحديد في هولندا ومظاهرات تطالب بحظر المساجد، وتحدث الفيلم عن فيلدرز وقال «انه من مواليد مقاطعة فينلو الهولندية ولكن اصوله الحقيقية غير معروفة، واشار الى ان زوجته مجرية يهودية، وتناول رئيس الرابطة من خلال التعليق على الفيلم الاشارة الى الزيارات المتعددة التي قام بها فيلدزر الى اسرائيل، وتصريحات له جاء فيه انه زار معظم دول العالم ولكن اسرائيل لها مكانه خاصة». الفيلم تناول بعد ذلك ما تعرض له المسلمون من تعذيب ومعاملة قاسية، بحجة العمل على مكافحة الارهاب، وعرض مشاهد لما جرى في سجن ابوغريب وافغانستان، وما يتعرض له المواطنين في الاراضي الفلسطينية على ايدي جنود الاحتلال. وقال عبد المطلب بوزردا رئيس فرع الرابطة العربية الأوروبية في هولندا إن الرابطة تعمل على انتاج فيلم وثائقي قصير كرد على الفيلم الذي ينتجه السياسي الهولندي المتطرف ويلدرز. وأضاف بوزردا بأن الرابطة هي من مناصري حرية الرأي المطلقة الا أنها تعتبر أيضا أن للمسلمين حق الرد وعليهم أن يستعملوه، فعندما ثارت قضية الرسوم المسيئة للرسول في الدنمارك قامت الرابطة بالرد من خلال انتاج رسوم تستفز المواطن الأوروبي في ما يعتبره محرما لتجعله يفهم مدى الاهانة التي شعر بها المسلمون حينها. وقال إن الرابطة العربية الأوروبية ترفض المنطق الداعي الى تجاهل ويلدرز واعتباره حالة استثنائية وهو ما تروج له الحكومة الهولندية من خلال أدواتها من السياسيين العرب المنتخبين على لوائح أحزابها والجمعيات التي تعتاش على فتات تمويلها. أما الحقيقة فهي وللأسف أن ويلدرز يمثل تيارا واسعا في المجتمع الهولندي بل أنه وتياره يمثلان قمة جبل الجليد العنصري الذي يكمن تحت محيط التسامح الهولندي الدافئ. ومن هذا المنطلق فان الرابطة من منطلق كونها حركة شعبية مستقلة للمواطنين الهولنديين من اصل عربي ترفض الاكتفاء بدور المروج الدعائي للحكومة من أجل اطفاء الغضب العربي والمسلم على هذا الفيلم وتأخذ هذه المبادرة للرد على عنصرية ويلدرز من خلال عمل حضاري ومعنوي راق.

يذكر ان الرابطة العربية الاوروبية قد ذاع صيتها في عام 2000، عندما ساندت الدعوى القضائية التي كانت مرفوعة امام القضاء البلجيكي لمحاكمة شارون كمجرم حرب، على دوره في مذابح صابرا وشاتيلا، التي وقعت اثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان مطلع الثمانينات، ولكن الغاء المادة التي تعطي الحق للقضاء البلجيكي في ملاحقة مجرمي الحرب كانت وراء اغلاق الملف.

وفي لاهاي قالت منظمة اصحاب العمل انها ستلجأ الى القضاء لمطالبة فيلدرز بتعويضات عن أي خسائر في حال قررت الدول العربية والاسلامية مقاطعة المنتجات الهولندية. وفي طهران ذكرت الاذاعة الايرانية ان وزارة الخارجية استدعت السفير الهولندي لدى الجمهورية الاسلامية امس للاحتجاج على فيلم لمشرع هولندي يتهم القرآن بالتحريض على العنف. وذكرت الاذاعة انه جرى ايضا استدعاء دبلوماسي بارز من سلوفينيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. وهولندا عضو في الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة. وأدانت ايران الفيلم الذي انتجه الهولندي فيلدرز ووصفته بأنه عمل «شائن» وطالبت الحكومات الاوروبية بوقف عرضه وفي نفس الاطار انضمت سنغافورة إلى الحملة الدولية التي تدين فيلم فتنة الذي ينتقد القرآن، وقال متحدث باسم الحكومة السنغافورية إن حرية الرأي لا تعطي أحدا الحق في إهانة عقيدة أو جنس، وكان السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أدان في وقت سابق الفيلم، وهو نفس موقف العديد من الدول، من بينها إيران وبنجلاديش وباكستان والأردن ومصر.

وقد تميزت ردود الأفعال في الدول الإسلامية الأخرى بالهدوء.

من جهة اخرى اختفى فيلم فتنه المسيء للقرآن الكريم من على مواقع بالانترنت، بسبب تهديدات وصفت بانها جادة للغاية وذلك حسب ما ذكر موقع لايف ليك، الذي كان من اوائل المواقع التي عرضت الفيلم، وفي نفس الاطار اشار استطلاع للرأي اسبوعي حول شعبية الاحزاب السياسية ان حزب خيرت فيلدرز قد تراجع شعبيته بعد عرض الفيلم المسيء للقرآن، وجاء في نتائج الاستطلاع الذي تشرف عليه محطات تلفزة ومكاتب متخصصة انه لو أجريت انتخابات الان سيحصل حزب الحرية الذي يقوده فيلدرز على عشرة مقاعد بينما كان نصيبه في الاستطلاع الذي جرى الاسبوع الماضي 12 مقعدا، مما يعني خسارة الحزب لمقاعد داخل المؤسسة التشريعية في حال اجريت الانتخابات الان، ويشغل الحزب حاليا 9 مقاعد من اصل 150 مقعدا.