كذبة «الأول من أبريل».. بين المزح والجد

لبنان يختار رئيسا.. كارلا بروني تعلم البريطانيين الأناقة.. وساركوزي يسعى لزيادة طوله

تبارت الصحف البريطانية في نشر أخبار كاذبة بمناسبة أول أبريل
TT

تصدر صفحة إحدى الصحف اللبنانية امس عنوان «خلص انفرجت»، اكد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، وغيرها من الاخبار السعيدة التي تبين في النهاية انها ليست سوى «كذبة اول نيسان», كما ذكرت وكالات الأنباء.

وجاء في اخبار النشرة التي وزعتها حملة «خلص، معا لخلاص لبنان» الناشطة في المجتمع المدني، ان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وصل الى لبنان وعقد اجتماعات مفاجئة في البرلمان مع المسؤولين اللبنانيين، الذين وافقوا «على التحاور من اجل خلاص لبنان».

وعلى الاثر «فتح رئيس المجلس النيابي ابواب القاعة الكبرى التي دخلها النواب وانتخبوا رئيسا للجمهورية اللبنانية، بعد مضي اكثر من اربعة اشهر على شغور سدة الرئاسة».

ويشهد لبنان شغورا في رئاسة الجمهورية منذ 24 نوفمبر (تشرين الثاني).

وتابعت النشرة ان القيادات اللبنانية توافقت ايضا «على تشكيلة حكومية مؤلفة من شخصيات لبنانية كفوءة ونظيفة الكف والسمعة، وعلى بيان وزاري وعلى سياسة تقشف».

ومن الاخبار السعيدة التي تضمنتها النشرة خبر القاء القبض على «المسؤولين عن كل الجرائم التي ارتكبت خلال السنوات الثلاث الماضية»، في لبنان. وختمت النشرة بأن النواب قرروا وضع القطعة الخالدة «ويل لأمة» لجبران خليل جبران على مدخل المجلس النيابي (...) وتنتهي القطعة بعبارة «ويل لأمة مقسمة الى أجزاء وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة».

وقالت الناشطة في حملة «خلص» يمنى فواز لوكالة فرانس برس، إن الهدف من هذه النشرة الكاذبة اظهار «بشاعة ما وصلنا إليه، إلى درجة أن مجرد انتخاب رئيس، الذي هو امر طبيعي في كل دول العالم، بات حلما».

واضافت «اللبنانيون في حاجة الى كذبة ليعيشوا الامل، والاول من نيسان مناسبة جيدة لجعل اللبنانيين يعيشون حلما لا يمكن تحقيقه».

وتقوم حملة «خلص» بنشاطات تؤكد رفض الحرب وضرورة احترام حقوق الانسان وتعزيز القانون والمواطنين ودور المجتمع المدني.

وفي الاطار نفسه، نشرت صحيفة «البلد» في عددها الصادر أمس، رسما كاريكاتوريا يصور النائب سعد الحريري، ابرز اقطاب الاكثرية، والنائب ميشال عون، احد اركان المعارضة، وهما يتبادلان العناق، مع قلوب طائرة من حولهما وتعليق «اليوم الـ130، الجمهورية بلا رئيس، اليوم اول نيسان، مبروك اليوم سيكون لنا رئيس».

وكذبة أول نيسان مناسبة عالمية، وقد تسببت «كذبة أبريل» التي أطلقتها الوزيرة النيوزيلندية المحافظة ستيف تشادويك أمس في إحراج وكالتي أنباء نشرتا بيانا صحافيا زائفا يقول إن وزارتها دربت فئرانا للبحث عن الضفادع.

وكتبت وكالة الصحافة النيوزيلندية (إن.زد.بي.إيه) موضوعا من البيان الذي وضعته على الخدمة الموجهة إلى الصحف، فيما بث موقع إليكتروني البيان الذي صدر عن مكتب تشادويك وباسمها، كجزء من خدمة توزيعه البيانات الصحفية الرسمية.

وقال نيك براون، الذي يعمل محررا في وكالة الصحافة النيوزيلندية، والذي ألغى الخبر بعد ذلك:«أنا مندهش أن تأتي من وزير، ومندهش أن يكون أناس وظفوا من قبل الحكومة لديهم الوقت الذي يقضونه في النكات، وهو ما يكلف الآخرين الوقت».

وقال بيب تشامبان المتحدث الإعلامي باسم تشادويك، إن الوزيرة وافقت على إصدار البيان، الذي كتبه أحد موظفي الوزارة، ظنا منها أن ذلك نوع من المرح.

ولم يستطع توت عنخ امون من الافلات من شباك كذبة الاول من ابريل، حيث صرح مارتن رافين مدير المتحف الملكي للاثار في ليدن بهولندا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، بأنه لم يتم العثور على ورقة بردي مصرية قديمة بخصوص فرعون مصر الشهير توت عنخ آمون.

وكان بيتر لوس وهو طالب في قسم المصريات بجامعة ليدن الهولندية، قد زعم امس نقلا عن رافين العثور على بردية نادرة في أحد أسواق القاهرة.

وزعم الطالب أنه عثر على البردية النادرة قبل أسبوعين أثناء عطلة في مصر وأنه يقوم بدراستها تحت إشراف رافين.

وعرض اتحاد طلاب قسم المصريات في جامعة ليدن صورة للبردية المزعومة في موقعه على شبكة الانترنت، كما نشر بيانا حول «الاكتشاف» على الموقع متضمنا رقما هاتفيا ذكر أنه يمكن للصحافيين الاتصال به للحصول على مزيد من المعلومات من لوس.

وتهرب الطالب من الرد على أسئلة من الوكالة الالمانية حول ما إذا كانت البردية أصلية حقا وقديمة، كما رفض تحديد مكان وجودها في الوقت الحالي قائلا، إنه «لا تزال هناك حاجة إلى الاستمرار في دراستها». وحول اسم عالم المصريات المشرف على البحث، قال لوس إنه مارتن رافين كبير الباحثين بالمعهد الملكي للاثار في ليدن.

غير أن رافين أبلغ الوكالة الالمانية أنه لا علم له على الإطلاق بأي اكتشاف لورقة بردي.

وفي لندن، نشرت إحدى الصحف البريطانية موضوعا كاملا مع صور تبين بأن ساعة «بيغ بين» الشهيرة في لندن سوف تتحول الى نظام «الديجيتال» وسوف تتغير نغمتها الى نغمة أشبه بتلك التي تطلقها ساعة المنبه الحديثة، وسارع البريطانيون على اثر نشر هذا الخبر الى الاستفسار من وسائل الاعلام البريطانية بكافة أشكالها للتأكد من الخبر، ليظهر بعدها بأن «بيغ بين»، ستبقى على شكلها وسيبقى صوتها يصدح بالنبرة المعتادة ولم يكن الخبر إلا دعابة احتفالا بكذبة الاول من ابريل.

ولم ينته الامر بنشر موضوع عن «بيغ بين»، إنما نشر خبر آخر في جريدة «الغارديان»، مفاده أن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون يختار كارلا بروني ساركوزي لاعطاء دروس في الاناقة الى البريطانيين.

وقالت الصحيفة في مقال بعنوان «ابريل الكذبة» ان رئيس الوزراء البريطاني، الذي بهر بسحر زوجة الرئيس الفرنسي اقترح عليها الاستقرار في لندن لثلاثة اشهر اعتبارا من يونيو (حزيران). واضاف ان السيدة بروني ـ ساركوزي ستنتقل من والى باريس عبر قطار يوروستار العابر للمانش عندما تضطر لتولي مسؤوليات رسمية.

واضافت الصحيفة ان براون سيعلن الخبر المدهش الاربعاء في المعهد الثقافي الفرنسي في لندن، بالقول «اريد ان يصبح حسن الذوق واللباقة في بريطانيا، اليوم وفي المستقبل، سواء على صعيد الموضة، او المأكل والمشرب، او الثقافة، حقا للجميع، لا حكرا على نخبة».

واكدت الصحيفة ان كارلا بروني ـ ساركوزي تنوي البدء بمهمتها التثقيفية ما وراء المانش بمعالجة نقطتين سوداوين في الثقافة البريطانية، الا وهما نمط الملابس والمطبخ.

ويفترض بالسيدة الفرنسية الاولى ان تلتقي الطباخ البريطاني الشهير جيمي اوليفر لحث البريطانيين على اعتماد اسلوب اقرب الى «القارة» في علاقتهم بالمآكل والمشرب.

كما قد تلتقي العارضة السابقة برئيس مجموعة ماركس اند سبنسر لتصميم نسخة «جاهزة» من زي «ديور» الرمادي الذي سحر الباب البريطانيين الاسبوع المنصرم، بحسب الصحيفة.

من جهتها، تندرت صحيفة «ذا صن» من وجه اخر لدى الثنائي ساركوزي تناقلته الصحافة البريطانية هو اختلاف الطول، فالرئيس الفرنسي سيتبع علاجا ثوريا وضعه مختبر سويسري ليكسب 12 سنتمترا اضافيا في غضون عام، ما سيسمح له بالنظر افقيا الى عيني زوجته العارضة السابقة، على ما افادت به الصحيفة الشعبية ممازحة.

وفسرت الصحيفة بالرسوم تقنية العلاج المقترحة التي تشمل على وجه الخصوص ربط ساركوزي بسرير «ممدد» جدير بروايات كافكا، وذلك طوال ساعات، يتخللها اعطاؤه حقنا من الكالسيوم. وتجري هذه العمليات في مركز كذبة نيسان الطبي في جنيف.