رحلات ديك تشيني: دايت سبرايت وفوكس نيوز

يحمل معه دراجة تدريبات رياضية وكتبا الكترونية ومشغل موسيقى

ديك تشيني وزوجته لين على سلم الطائرة
TT

واشنطن (أ ب): يسافر بحقيبة غليظة خضراء ممتلئة بكتب تخلو من الخيال عن الحملات العسكرية والشؤون السياسية. ويمتلك جهاز «آي بود» وسماعات أذن لعزل الضوضاء ليستمع من خلالها إلى أشهر الأغاني القديمة وبعض أغاني الكانتري (الريف) الغربي. والمعروف انه يفضل القهوة بالحليب (لاتيه) والدايت سبريت وسماع الاخبار من محطة فوكس نيوز. كما يمتلك طائرتين، إحداهما طائرة نقل عسكرية من طراز C-17 مزودة بجزء منفصل طوله 40 قدماً ليتمتع بالخصوصية والراحة، كما تحتوي على حرس يعملون على مدار الساعة وطاقم طبي. إن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ليس محارباً عادياً قد تراه في الطريق. فهو لا يصطف في طوابير المسافرين في المطارات من أجل الإجراءات الأمنية، ولا يخلع حذاءه للعبور من خلال جهاز كاشف المعادن. إلا أن معظم الناس لا يذهبون إلى مناطق الحرب ولا يتناولون العشاء مع رؤساء وزراء. لقد عاد تشيني يوم الأربعاء من رحلة استغرقت عشرة أيام وشملت كلا من العراق وعمان وأفغانستان والسعودية وإسرائيل والأراضي الفلسطينية وتركيا. ورغم أن الظروف الصعبة للرحلة والمخاوف الأمنية الموجودة باستمرار تجعل من ارتياد الأماكن السياحية أمراً صعباً. وعلى الرغم من ذلك، فلقد نجح في الحصول على القليل منها أثناء محطته الأخيرة في أسطنبول. وشاهد تشيني وزوجته لين وابنته ليز قصر توبكابي، الذي كان مقراً للسلاطين العثمانيين لفترة امتدت إلى 400 عام. وعلى الرغم من رحلاته حول العالم، لم يذهب تشيني قط إلى اسطنبول الموجود بها جسر بسفور، الذي يربط بين أوروبا وآسيا. وفي معظم الأحوال، يقضي تشيني أوقات سفره قابعاً على متن الطائرات والمروحيات أو في غرف الفنادق والمباني الحكومية رديئة التهوية، وتمر هذه الأيام القاسية ببطء. يقول العاملون معه إنه كان عليهم أن يبذلوا وسعهم ليحافظوا على برنامج صارم بالنسبة لشخص بلغ من العمر 67 عاما وأصيب بأربع أزمات قلبية. كان تشيني يتصرف على مهل. قالت زوجته ليز تشيني وهي مسؤولة سابقة في الإدارة وأم لخمسة أولاد: «كان لديه حدس جيد لما هو مهم وما هو غير مهم، فقد ألف ذلك» واضافت انه «يحافظ على نظرته للحياة، ولا يسمح للأشياء التافهة بأن تشغل وقته، ومع هذا فهو ذو روح مرحة». سافر تشيني كثيرا عندما كان في الكونجرس وكنائب للرئيس سافر لبضع وثلاثين دولة، وسافر للبعض منها أكثر من مرة، ومن المحتمل أن يقوم بمزيد من الرحلات خارج البلاد قبل أن يترك منصبه في يناير. في بعض الأحيان تسافر حفيداته معه، ولكن هناك مخاطر في بعض الرحلات. ذات مرة، في رحلة إلى ولاية وايومنغ، بهر نظام الفيديو كونفرانس الآمن الموجود في غرفة النوم حفيدته، كان عمرها في ذلك الوقت 3 أعوام. كانت الطفلة تشاهد بعض الرجال العراقيين في أحد جوانب الشاشة، ولكنها كانت مهتمة أكثر بمشاهدة نفسها في الجانب الآخر. كانت الطفلة ترتدي ثيابا قرنفلية اللون. قفزت بصورة طفولية أمام العراقيين وكانت تغير ملامح وجهها وتخرج لسانها لهم على سبيل المرح قبل أن يوقفها أحد مساعدي تشيني. ويقول مسؤول كبير سابق في الإدارة إنه عندما تحدث تشيني للعراقيين من خلال الفيديو كونفرانس قال: «كانت هذه حفيدتي».

وخلال رحلاته خارج البلاد وفي إحدى الرحلات لمنطقة الشرق الأوسط، كان تشيني يقضى كثيرا من وقته على الطائرة العسكرية C-17. وداخل الطائرة، كان تشيني يقضي ساعات طويلة في المكان الخاص به في الطائرة الكبيرة. كان هذا المكان يسمى بـ«الرصاصة الفضية» كان بها حمام ومكانان للنوم والجلوس، حيث كان تشيني يحب أن يجلس للقراءة ويلخص الأوراق والصحف ويسمع الموسيقى ويقضي بعض الوقت مع زوجته. خلال رحلته كان يقرأ «ذا داي أوف باتل» لريك أتكينسون عن حملة الجيش الأميركي للسيطرة على صقلية والجزء الرئيس من إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية. كان يقرأ مجموعة من المقالات عن الحرب وكتابا عن حرب الاستقلال الأميركية. ولهذا أعطت لين تشيني زوجها آلة الكترونية تستخدم للقراءة يستطيع أن يُحمل عليها المئات من الكتب، ولكنه لم يُشاهد وهو يستخدمها خلال رحلته الشرق أوسطية. وقضت زوجته الوقت في تحرير كتاب للأطفال سيصدر في الشتاء عن الدستور.

ويقضي تشيني معظم وقته أثناء الطيران في قراءة تقارير المخابرات التي يقدمها له موظف وكالة المخابرات المركزية الذي يسافر معه. وهناك غالبا ملف أبيض وملف آخر ذو ثلاث حلقات لكل بلد يقوم بزيارته. كما إنه يضع بعض الملاحظات على بطاقات يستخدمها لتنظيم أفكاره قبل أن يتوجه إلى الاجتماعات. ويحضر تشيني معه دراجة تدريبات رياضية ليمشي بها على الطريق، ولكنه يستخدمها أكثر عندما تكون زوجته معه. وهو حريص على الاستيقاظ مبكرا والسير بانتظام ليحافظ على دورته الدموية. وخلال رحلاته يكون موظفو البحرية مسؤولين عن طعام نائب الرئيس وخدمته، وعن وجود أعواد الكرفس بدلا من رقائق البطاطا. وهو يأكل البيض دون صفار، والنقانق على الإفطار في معظم الأيام، كما إنه قد يتناول الوجبات الخفيفة. وقد يأكل حبوب الذرة المسخنة في الميكروويف على الطائرة. وإذا انتهى من عمله، فقد ترتاح عائلته في المقصورة أو في إير فورس 2 وربما يشاهدون فيلما تلفزيونيا. وفي هذه الرحلة، أحضرت لين تشيني فيلم «أسرة تيودور» ونسخة مراجعة حصلت عليها من قناة اتش بي او عن جون آدامز، الرئيس الأميركي الثاني. وكان تشيني مشغولا عندما كان يضع سماعات آي بود على أذنيه، وكان يقرأ بعض أوراق العمل عندما توقفت اير فورس 2 في شانون بآيرلندا، لإعادة التزود بالوقود لقطع آخر مسافة في الرحلة. وعندما حطت الطائرة في قاعدة آندروز الجوية، أخذ تشيني طائرة هليكوبتر، اختفت به في السماء الغائمة ليصل إلى منزل نائب الرئيس.