بوش يبارك انضمام أوكرانيا إلى الناتو وموسكو تبحث فسخ معاهدة الصداقة معها

تحت حراسة القناصة الأميركيين في شوارع كييف

TT

في خطوات حثيثة تتعجل اوكرانيا الانضمام الى حلف شمال الاطلسي خصما من رصيد علاقاتها التاريخية مع روسيا. وفي الوقت الذي كان الرئيس الاميركي جورج بوش يبحث مع نظيره الاوكراني فيكتور يوشينكو دعم طلبه حول انضمام بلاده الى الناتو تحت حراسة القناصة الاميركيين المنتشرين فوق اسطح المنازل المجاورة على مقربة من المظاهرات التي احتشدت لليوم الثالث على التوالي بين مؤيدة ومعارضة، كان مجلس الدوما يبحث في موسكو الموقف من مستقبل معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة مع اوكرانيا محذرا من مغبة قرار اوكرانيا بشأن الانضمام الى الناتو. وكان الرئيس الاميركي قد اعلن صراحة انه يؤيد طموحات الاوكرانيين حول الانضمام الى الاسرة الاوروبية والى الناتو مؤكدا ان مثل هذا الانضمام يتفق ومصالح الطرفين مؤكدا ان آفاق ارتباط انضمام اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي مرتبطة بمدى نجاحها في الانضمام الى الناتو وهو ما اعتبره المراقبون تلويحا بالجزرة على حد قولهم. واذ اشار بوش الى قلق الرئيسين الروسيين الحالي والمقبل اي بوتين وميدفيديف من جراء احتمالات انضمام اوكرانيا الى الناتو أكد أنه يعدهما بالا تتحول اوكرانيا الى ساحة دائمة لتمركز قوات الناتو على مقربة من الحدود الروسية. واعرب عن اعتقاده ان روسيا لن تضع «فيتو» على انضمام اوكرانيا الى الناتو وإن اعترف بحقها في ذلك على حد قوله في المؤتمر الصحافي الذي عقده في كييف امس. وما بين اجماع القيادة الاوكرانية الرسمية المؤيدة للانضمام الى الناتو ومعارضة «حزب الاقاليم» الذي طالب بوش باتاحة الفرصة امام الشعب الاوكراني لتقرير هذه المسألة بنفسه، اجتمع مجلس الدوما في العاصمة الروسية ليعلن تحذيره من مغبة الانضمام الى الناتو مهددا بفسخ معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة مع اوكرانيا في عام 1997 والتي اعترفت فيها موسكو بحق اوكرانيا في شبه جزيرة القرم الروسية التي سبق وأهداها الزعيم السوفياتي الاسبق نيكيتا خروشوف لاوكرانيا في 1954. وقد تناول مجلس الدوما امس مسألة ربط الموافقة على مد فترة المعاهدة التي تنتهي في اول ابريل (نيسان) 2009 بموافقة اوكرانيا على مد فترة استئجار القاعدة البحرية في ميناء سيفاستوبول على ضفاف البحر الاسود لمدة عشرين سنة اخرى. ولم يقتصر تحذير مجلس الدوما على اوكرانيا وحدها بل وحسبما اشار رئيس المجلس بوريس غريزلوف فان التحذير ينسحب على كل بلدان منظومة الكومنولث. وقال غريزلوف: «ان اقتراب الناتو من حدود روسيا امر غير مقبول وسنبذل قصارى جهدنا من اجل الحيلولة دون ذلك». وعلى الرغم من اعترافه بحق اي دولة في الانضمام الى اي تحالف فانه اشار الى ان من حق موسكو ايضا اتخاذ ما تراه مناسبا من قرارات قد تستهدف ضمنا ضرب مصالح مثل هذه الدول ولا سيما السوفياتية السابقة والتي يحمل غالبية سكانها موقفا مناهضا من الانضمام الى الناتو. وقد اعرب الكثيرون من المراقبين في موسكو عن قلق موسكو ازاء ما تردد من تصريحات عن ياب دي هوب شيفر الامين العام لحلف الناتو يؤكد فيها ان روسيا لا تستطيع منع قبول اوكرانيا وجورجيا في الحلف. اما عن رد الفعل الرسمي من جانب موسكو فقد صدر عن وزير خارجيتها سيرغي لافروف الذي قال ان خطط توسع الناتو لا تتناسب مع الواقع المعاصر. واشار نائبه جريجوري كاراسين الى ان انضمام اوكرانيا الى الناتو سيسفر عن نشوب ازمة عميقة في العلاقات بين البلدين وسيؤثر لاحقا على الامن في القارة الاوروبية بما يعني ان الغرب مدعو ايضا الى استخلاص النتائج اللازمة.