إسرائيل تعارض اقتراحا أميركيا لإعلان نوايا للتسوية الدائمة خلال زيارة بوش في مايو

رايس ستزور المنطقة بعد 3 أسابيع لمضاعفة الضغط على حكومة أولمرت

TT

أعربت مصادر سياسية مسؤولة في اسرائيل عن «عدم الارتياح» من اقتراح أميركي للتوصل لاعلان نوايا اسرائيلي ـ فلسطيني ـ أميركي حول التسوية الدائمة للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، خلال زيارة الرئيس الأميركي، جورج بوش، للمنطقة أواسط مايو (ايار) المقبل. وقالت هذه المصادر ان مثل هذا الاقتراح سيدخل الطرفين في حالة ضغط شديد، من شأنها أن تعرقل مسار التفاوض الحالي للتوصل الى اتفاق اعلان مبادئ للتسوية حتى نهاية السنة.

وكشفت هذه المصادر ان واشنطن تريد إعطاء وزن كبير لزيارة بوش في ما يتعلق بأزمة الشرق الأوسط، يبين ان المفاوضات الجارية ناجعة وبالغة الجدية وليست مجرد «لقاءات للصور الصحافية»، كما يعتقد العرب. فهي من جهة معنية بنجاح المفاوضات ومن جهة ثانية تأخذ بجدية تذمرات الدول العربية التي بلغت حد التفكير بإعادة النظر في مبادرة السلام العربية في مؤتمر القمة الأخير في دمشق. لذلك جاء الاقتراح بالتوصل الى اعلان نوايا، للتأكيد أن الأمور تتقدم بشكل جدي. وحسب المصادر فإن اسرائيل اعترضت بشدة على الفكرة من أساسها ووضعت عدة تفسيرات لاعتراضاتها. وبالاضافة الى قولها ان تكريس الجهود حاليا لتنفيذ هذا الاقتراح سيكون على حساب المفاوضات الجدية الجارية حاليا بشكل حثيث بين رئيسي الوفدين، الفلسطيني، أحمد قريع (أبو علاء)، والاسرائيلي، وزيرة الخارجية تسيبي لفني، قالت ان الخوض في تفاصيل العملية السلمية سيولد مصاعب ائتلافية تهدد بانسحاب حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين من الحكومة مما يعني سقوطها واجراء انتخابات جديدة وربما فوز الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو بالحكم. وبناء على ذلك، اقترحت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، ان يقتصر اعلان النوايا على تأكيد مبدأ الدولتين للشعبين وكيفية العلاقات بينهما في المستقبل، بعد حلول السلام، ولا يدخل في تفاصيل المبادئ التي سيقوم عليها هذا السلام. واقترحت في مضمار تفاصيل مبادئ السلام، أن يتضمن اعلان النوايا تأكيدا مجددا على خطة «خريطة الطريق» كأساس للتسوية، ويتطرق الى المبادرة العربية بشكل ايجابي. وردت على التحفظات الاسرائيلية بالقول ان الاعلان لن يتضمن أي ذكر لمدينة القدس حتى لا تستفز حزب «شاس». ومع ذلك فإن الاسرائيليين لم يقتنعوا بالفكرة وطلبوا من رايس بدائل أسهل عنها.

يذكر ان بوش سيصل الى اسرائيل في زيارة رسمية يومي 14 و15 مايو (ايار)، وهي الزيارة الثانية له خلال ستة شهور. والعنوان الرسمي للزيارة هو المشاركة في الاحتفالات بمناسبة مرور 60 عاما على قيام اسرائيل. ولكن بوش ينوي استغلال زيارته لإحداث قفزة في المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية تسجل لصالحه، ازاء مسلسل الاخفاقات الطويل الذي سجلته سياسته الدولية.

وحاولت رايس شرح هذه القضية للاسرائيليين خلال زيارتيها الأخيرتين، اللتين تمتا في غضون ثلاثة اسابيع. وأوضحت انها ستعود الى المنطقة بعد ثلاثة اسابيع أخرى. وأن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، ستيف هادلي، سيسبقها في زيارة أخرى بعد أسبوعين، كمبعوث مباشر للرئيس بوش. وتهدف رايس من تكثيف الزيارات هذا، وفقا للمصادر الاسرائيلية، ممارسة ضغط مباشر وعلني على اسرائيل حتى تفي بالتزاماتها الواردة في تفاهمات أنابوليس ولا تماطل في تطبيق بنود المرحلة الأولى من «خريطة الطريق». وخلال هذه الأسابيع، سيعمل الجنرال الأميركي، وليم فريزر، الذي عين حكما بين الطرفين حول تطبيق تلك البنود، بشكل حثيث على متابعة جهود الطرفين لتطبيقها.

ويرفض الأميركيون الاتهامات الاسرائيلية بأنهم يمارسون الضغط على اسرائيل، ويؤكدون انهم «يمارسون ضغطا شرعيا لمساعدة كلا الطرفين، وليس فقط الطرف الاسرائيلي، على التقدم في تحقيق السلام الذي يخدم مصالح كل منهما».

وأوضح ناطق أميركي ان رايس تسعى لابقاء تفاهمات أنابوليس حية، وهي التي اتفق عليها قادة الطرفين، وخصوصا رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن). وانها لا تقصر جهودها على المفاوضات الثنائية، انما تبذل الجهود العظيمة لإنجاح قرارات مؤتمر الدول المانحة أيضا، التي خصصت مبلغ 7.4 مليار دولار لدعم بناء السلطة الفلسطينية، اقتصاديا وديمقراطيا وشرعيا ووضع أسس دولة عصرية. وقالت انها ستعقد مؤتمرا ثانيا في مايو (ايار) المقبل لمتابعة تلك القرارات وفحص مدى التزام الدول المانحة بقراراتها وكيف تتصرف السلطة الفلسطينية في الأموال بشفافية ووفقا للقواعد الاقتصادية الغربية.

وكان المندوب الروسي في الأمم المتحدة، فيتالي بشوركين، قد أعلن في نيويورك، الليلة قبل الماضية، ان مؤتمر موسكو للسلام في الشرق الأوسط، الذي سيعقد في الصيف المقبل، هو امتداد لأنابوليس وان اقراره تم بالتنسيق الكامل مع الادارة الأميركية والاتحاد الأوروبي.