زيمبابوي: المعارضة تحافظ على تقدمها وموغابي مستعد للتخلي عن السلطة

رئاسة الاتحاد الأوروبي تدعو موغابي إلى التنحِّي

TT

في ما يشكل تطوراً بارزاً في ازمة الانتخابات في زيمبابوي، دعا وزير الخارجية السلوفيني ديميتري روبل الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي امس رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي، الى التخلي عن السلطة، معتبرا ان بقاءه في الحكم يوازي «انقلاباً».

وقال روبل إثر جلسة للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي، «أمل انه على وشك المغادرة، أغلبية الأوروبيين تفكر بالطريقة نفسها».

واضاف أمام الصحافيين «اذا بقي (في الحكم) سيشكل الامر انقلاباً»، حسب ما افادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان روبل قد قال اثناء الجلسة ان «النتائج تشير الى خسارة موغابي للانتخابات». ويشكل تصريح الوزير السلوفيني تطوراً مهماً في الملف، اذ اكتفت الدول الغربية حتى الآن بالدعوة الى نشر فوري لنتائج الانتخابات العامة، التشريعية والرئاسية، التي جرت في زيمبابوي السبت الماضي.

كذلك، حضت الولايات المتحدة حكومة موغابي على نشر نتائج الانتخابات العامة «في اسرع وقت ممكن» والى «احترام ارادة شعب زيمبابوي». وقال المتحدث باسم الخارجية توم كايسي «نود ان تنشر نتائج الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن».

وتابع متحدثا للصحافيين «ان التأخير في تعداد (الاصوات) والتأخير في نشر النتائج يدعو الى القلق نظرا بالطبع الى كل المشكلات التي رصدناها قبل الانتخابات». وقال «اذا تبين ان المعارضة فازت، فاننا نتوقع بالطبع عندها ان يحترم الرئيس موغابي وغيره في النظام السياسي الزيمبابوي النتائج وان يحترموا ارادة شعب زيمبابوي».

من جانبه، دعا غوردون براون رئيس الوزراء البريطاني الى الاعلان فورا عن نتائج الانتخابات، قائلا انه من الضروري الحفاظ على الحقوق الديمقراطية لمواطني البلاد.

وقال براون في مؤتمر صحافي، «الحقوق الديمقراطية لشعب زيمبابوي يجب ان تحترم. النتائج يجب ان تنشر فورا وبالطبع يجب ان تكون الانتخابات نزيهة».

وفور ذلك, اعلن مسؤول كبير في الحزب الحاكم في زيمبابوي ومصادر دبلوماسية غربية لوكالة الصحافة الفرنسية ان الرئيس روبرت موغابي مستعد للتخلي عن مهامه.

وقال المسؤول في حزب الاتحاد الوطني الافريقي في زيمبابوي ـ الجبهة الوطنية طالبا عدم كشف اسمه ـ ان موغابي «مستعد للتخلي عن السلطة لانه لا يريد احراج نفسه بخوض جولة ثانية» من الانتخابات الرئاسية.

وتابع ان «شخصا واحد ما زال يمنعه من ذلك وهو قائد الجيش» اوغوستين تشيونغا.

واكد مسؤولان دبلوماسيان اوروبيان في هراري انه تم التوصل الى اتفاق مبدئي بين المعارضة واوساط موغابي. وقال احدهما ان «كل شيء يسير في اتجاه رحيل الرئيس موغابي بشكل هادئ».

ورغم استمرار التأخير غير المبرر لاعلان نتائج الانتخابات، لا يزال حزب المعارضة الرئيسي يحافظ على تقدم طفيف على الحزب الحاكم بزعامة الرئيس الحالي روبرت موغابي، في حين دعت اللجنة الانتخابية المواطنين الى التحلي بالصبر. ورجحت مختلف التوقعات تقدم زعيم المعارضة مورغان تسفانغيراي على موغابي في الانتخابات الرئاسية.

فقد اظهر توقع للحزب الحاكم في زيمبابوي ان زعيم المعارضة سيتقدم على الرئيس موغابي، لكنه سيضطر الى خوض جولة اعادة خلال ثلاثة اسابيع.

وقال مصدران في حزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي ـ الجبهة الوطنية، ان التوقع اظهر عدم حصول تسفانغيراي على نسبة 51 في المائة اللازمة لنصر حاسم. ويتشابه ذلك مع توقع مجموعة مراقبة مستقلة.

وقال مصدران حكوميان كبيران، طلبا عدم كشف هويتهما، ان توقعاتهما اظهرت حصول تسفانغيراي على 3ر48 في المائة مقابل 43 في المائة لموغابي وثمانية في المائة لماكوني.

وقالت شبكة دعم الانتخابات في زيمبابوي، ان توقعاتها تشير الى حصول تسفانغيراي على 4ر49 في المائة من الاصوات مقابل 8ر41 في المائة لموغابي و2ر8 في المائة لماكوني.

ومن المتوقع ان تتحد المعارضة وراء مرشح واحد اذا اجريت جولة اعادة. وقال دبلوماسي غربي كبير لرويترز، ان من المرجح اجراء جولة اعادة. وقال نيلسون تشاميسا المتحدث باسم الحركة من أجل التغيير الديمقراطي: «أصبح من الواضح الان أن هناك شيئا مريبا. الامر برمته مريب وغير مقبول على الاطلاق».

وقالت الحركة من أجل التغيير الديمقراطي، ان الاحصاء غير الرسمي للاصوات أظهر حصول تسفانغيراي على 60 في المائة من الاصوات في انتخابات الرئاسة، وهو ضعف نسبة الاصوات التي حصل عليها موغابي.

وقال تنداي بيتي الامين العام للحركة من أجل التغيير الديمقراطي، «في رأينا كما قلنا سابقا فاننا لا نرى تغييرا في الاتجاه الوطني. هذا يعني أن الناس عبروا عن ارائهم.. أوضحوا أنهم ضد الديكتاتورية».

وقد دعت اللجنة الانتخابية في زيمبابوي البلاد الى «التحلي بالصبر»، فيما تعالت الدعوات الى نشر النتائج الكاملة للانتخابات العامة. وصرح مدير اللجنة لوفمور سيكيرامايي في بيان «تود اللجنة الانتخابية في زيمبابوي اعلام الامة انها تتلقى نتائج الانتخابات الرئاسية من اقاليم مختلفة»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.