«ليلة ناضجة» بالشعر.. «مدت النار أعناقها» في قوافي الشاعر السعودي محمد العلي

جمهور لم يسبق له مثيل غصّت به صالة نادي الشرقية الأدبي

محمد العلي (تصوير: صادق الاحمد)
TT

50 دقيقة كانت مساحة شعرية ضافية انتظرها جمهور الشعر منذ سنين، وجاءت بمستوى كثافة اللحظة الشعورية التي يتجلى فيها الشعر، ووسط موج متلاطم من القوافي، احتشد مساء أول من أمس جمهور الشعر ومحبي الشاعر السعودي محمد العلي في صالة النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، ليلتحم الشعر بجمهور انتعش على أوزان الشعر تفعيله ومقفاه.

في ليلة من ليالي الشعر، ألقى الشاعر السعودي محمد العلي مجموعة من قصائده في أمسية النادي الأدبي، وسط قاعة غصت بالجمهور، حتى أن معظمهم قضى وقت الأمسية واقفاً، فيما اعتذر النادي لكثير من الحضور لعدم وجود مواقع داخل قاعة الأمسية يقفون فيها لسماع قصائد العلي، فيما علق مدير النادي جبير المليحان بالقول «إن اسم العلي له ثقله في الساحة الثقافية» وذلك بعد المقارنة بين حضور أمسية العلي الذي فاق في كثافته حضور أمسيات الخمس التي خصصت للاحتفال بيوم الشعر العالمي مجتمعة. في ليلة الشعر، تلك، أنشد محمد العلي:

* «ليلة ناضجة مدت النار أعناقها في المزامير حول الزوايا المطهمة الهائجة مطر كان يستبطئ الليل يخلطه بالبنفسج وشيئاً فشيئاً يهيج باللدونة في حطب هامد ويهمي على ناظريه النخيل ينادي:

ذراعيك أني مطر يا صلاة النبي يا مزامير داود يا لفتة النهر نحو الوراء اسرجوا لي الهواء»

* العلي الذي يعد واحداً من رواد الحداثة في المجتمع السعودي وأحد رموزها المهمة في فترة الثمانينات من القرن الماضي، انقطع عن إقامة الأمسيات في الأندية الأدبية منذ فترة طويلة، حيث كان يرى أن واقعها لا يدل على فعل ثقافي حقيقي، لكن التغييرات التي جرت على إدارات الأندية منذ فترة، جعلته يتراجع عن ذلك الرأي، خصوصاً بعد إقامته الأمسية الأخيرة في نادي الشرقية الأدبي، وحضوره بعض الفعاليات الثقافية في النادي.

أحد إداريي النادي عندما سئل لماذا لم تكن أمسية العلي ضمن فعاليات أسبوع الشعر، قال إنه تم تأجيل أمسية العلي حتى لا يصيب الإحباط الشعراء الشباب الذين خصصت لهم أمسيتان من قلة الحضور.

في هذه الأمسية خرج النادي عن تقاليده في تخصيص وقت يعادل وقت الأمسية للمداخلين، حيث لم تكن هناك مداخلات وإنما الرغبة في سماع المزيد من الشعر والشعر فقط.

قرأ العلي مجموعة من القصائد منها «لا ماء في الماء، الحزن، سطر، دارين، نخلة، الحزن الآخر، آه متى أتغزل، فنار، العائد، الماذا، تحولات، جواب طويل، خطاب إلى العالم الجديد، الكابوس الداجن». وبعد أن أنهى قصائده صفق الجمهور كثيراً وخرجوا يلفهم الصمت، في وقت لم يتعود منسوبو النادي إنهاء الفعاليات الثقافية فيه، حيث لم تستغرق الأمسية أكثر من 50 دقيقة فقط. ولد الشاعر السعودي محمد العلي سنة 1932 في الأحساء، وحصل على البكالوريوس سنة 1961 من جامعة بغداد. وعمل في المجال التعليمي في النجف بالعراق والدمام وترأس تحرير جريدة «اليوم» في الدمام. نشر أشعاره ودراساته الفكرية في الصحف والمجلات المحلية والعربية.