اليمين اليهودي يستعد لهجمة استيطانية على 5 جبال فلسطينية .. وأولمرت يقرر بناء 1900 بيت

عشية زيارة بوش إلى إسرائيل للاحتفال بذكرى قيامها الستين

TT

كشف النقاب، أمس، عن خطة يستعد عناصر اليمين اليهودي المتطرف في اسرائيل لتنفيذها خلال الأسبوعين المقبلين وحتى أواسط مايو (ايار) المقبل، استقبالا للرئيس الأميركي جورج بوش الذي سيزور اسرائيل للمشاركة في احتفالات الذكرى الستين لتأسيسها يومي 14 و15 مايو.

وترمي الخطة الى احتلال خمسة رؤوس جبال وبناء عشرات البؤر الاستيطانية عليها، وبادرت اليها حركة «شباب من أجل أرض اسرائيل» المنبثقة عن الحركة الاستيطانية المتعصبة «أمناء أرض اسرائيل». وحسب التفاصيل التي نشرت، أمس، فإنها تستعد في نهاية الأسبوع المقبل للقيام بجولة استطلاعية بمشاركة مئات النشطاء من أجل تحديد الجبال الخمسة التي ستقام عليها البؤر الاستيطانية. وخلال أيام عيد الفصح ما بين 19 ـ 27 ابريل (نيسان) الجاري، تتم المرحلة الأولى من عملية الاستيطان وفي 8 مايو تتم عملية الاستيطان الثانية. يذكر ان هذا التنظيم أعلن في عيد العرش اليهودي انه ينوي اقامة 11 بؤرة استيطانية جديدة، وتمكن من اقامة ثلاث، وهي قائمة حتى الآن. ولكن قادة هذا التنظيم يؤكدون ان الاستيطان هذه المرة سيكون مختلفا عن المرة السابقة، إذ ان الخطة تقضي بالانتشار على قمة كل جبل وبناء عدة وحدات سكنية على كل منها. وحسب أحد قادة التنظيم، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، فإن هذا الاستيطان لن يتم بطريقة «بناء بيت هنا وبيت هناك، بل سيتم البناء في عدة مواقع على كل جبل، وسيقود هذه الحملة عدد من الجنود السابقين في الجيش الاسرائيلي، الذين لن يكون سهلا اخلاؤهم من المكان». ولم يخف هؤلاء الأسباب السياسية وراء خطوتهم، كاحتجاج على سياسة الادارة الأميركية «التي تمارس ضغوطا على حكومة اسرائيل» و«بداية المعركة لاسقاط حكومة ايهود أولمرت القابلة للضغط»، حسب تعبيرهم. وأضاف الناطق باسمهم: «في يهودا والسامرة (هكذا يسمي الاسرائيليون الضفة الغربية المحتلة)، يوجد مليونا دونم أرض بملكية الدولة، لكن الحكومة تحارب الاستيطان فيها، بحجة القانون الدولي، ولا تريد أن تفهم بأن حقنا في أرض اسرائيل (فلسطين)، لا يخضع لأي قوانين دنيوية، انما هو هبة إلهية تعترف بها كل الأديان». يشار الى ان أوساطا سياسية مقربة من أولمرت، كانت قد كشفت انه حالما يتقرر موعد الانتخابات العامة للكنيست، فإنه (أولمرت) يخطط لإحداث انعطاف يميني في سياسته بغية استعادة الأصوات التي فقدها لصالح الليكود وغيره من أحزاب اليمين. وأول خطوة سيقوم بها للدلالة على ذلك، هي بناء حي سكني جديد في مستوطنة «أرئيل» (الواقعة في عمق 24 كيلومترا من الضفة الغربية، على مقربة من نابلس)، وبناء 1900 وحدة سكنية جديدة في ست مستوطنات أخرى في الضفة الغربية، بينها 48 بيتا في «كريات أربع» المقامة على أراضي الخليل. وقالت هذه الأصوات ان أولمرت لا يؤيد تبكير موعد الانتخابات، بل سيعمل كل ما في وسعه من أجل ابقائها في موعدها المحدد في القانون، أي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010. لكنه في حالة تبكير موعدها فانه يخطط للانعطاف الى اليمين، حتى يكسب المصوتين لحزبه الذين وقفوا ضده في اعقاب إخفاقات حرب لبنان الأخيرة. ونقل على لسانه القول، خلال جلسة صريحة أجراها مع مستشاريه يوم الخميس الماضي في مقره في تل ابيب، إن هناك مصلحة عليا لحزبه (كديما) وحزب العمل الحليف معه، برئاسة وزير الدفاع، ايهود باراك، أن يخوضا هذه الانتخابات في قائمتين انتخابيتين مختلفتين وليس في قائمة تحالف مشترك بينهما. والسبب هو أن النزول بقائمتين سيجعل كلا منهما يحصل على زيادة في عدد النواب، «كديما» من اليمين، و«العمل» من اليسار. ولكن أولمرت شكا من أن باراك يقود حزب العمل بطريقة تبينه يمينيا أكثر من «كديما»، أكان ذلك في التهديدات الحربية أو في التلكؤ في منح تسهيلات على حياة الفلسطينيين، وهذا غير طبيعي. وقال انه يريد من باراك أن يتجه الى مواقف معتدلة، حتى يكسب أصوات اليسار في المجتمع الاسرائيلي. وأصر أولمرت على أن ينعطف هو الى اليمين، وقال ان من يريد أن يظل أولمرت رئيسا للحكومة «وهو سيظل رئيسا»، عليه ان يعزز هذا الاتجاه. ولذلك فإن أولمرت ينتظر مرور هذه السنة، آملا إحراز اتفاق اعلان مبادئ للسلام الاسرائيلي الفلسطيني في نهايتها، ثم يتفرغ للمعركة الانتخابية بانعطاف واضح الى اليمين.