شهد البرلمان الهولندي جلسة ساخنة لمناقشة فيلم اليميني المتشدد خيرت فيلدرز «فتنة» المسيء للقرآن الكريم وما ترتب على عرض الفيلم من تبعات، حملت مخاطر تهدد مصالح هولندا في الخارج .
وخلال الجلسة أعلن هيرش بالين، وزير العدل، ان الحكومة مارست ضغوطا على فيلدرز، لإقناعه بالعدول عن عرض مشاهد تتضمن تقطيع صفحات من القرآن الكريم وحرقها، نظرا لانه كتاب مقدس وان هذا الامر سيثير مشاعر المسلمين. وقال الوزير في تقرير عرضه على أعضاء المؤسسة التشريعية الهولندية، ان السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، شهد اجتماعا شارك فيه هو شخصيا مع تير هورست وزير الداخلية، وتايبيه جوسترا المنسق الوطني لشئون مكافحة الارهاب، وبحضور فيلدرز، وأظهرنا خلال الاجتماع قلق الحكومة من اي مشاهد قد تثير غضب المسلمين، وحذرناه من الخطر الذي يمكن ان يتعرض له من جراء هذا الفيلم، وكذلك الخطر الذي يمكن ان تتعرض له السفارات الهولندية والعاملين فيها، وخاصة في الدول الاسلامية.
من جانبه نفى فيلدرز خلال الجلسة ما جاء على لسان الوزير، وقال انه لم يتعرض لأي ضغوط سياسية او دينية لتغيير السيناريو الذي اعده للفيلم، ورفض فكرة تقديم اي عتذار عن عرضه للفيلم، وانما طالب من رئيس الحكومة بيتر بالكينيند بتقديم اعتذار عن التصريحات التي اطلقها قبل مشاهدته الفيلم، وهي من الامور التي تسببت في اثارة القلق والمخاوف الحالية.
وهدد فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني، بأنه سيلجأ الى طرح طلب بسحب الثقة من الحكومة الحالية، اذ لم يتقدم بالكينيند باعتذار عن تلك التصريحات. الا ان الاعلام الهولندي قلل من هذا الامر، على اساس ان فيلدرز لن يحصل على الدعم اللازم من الاحزاب الاخرى، خلال طرح اي مشروع لسحب الثقة من الحكومة .
وفي نفس الاطار شهدت الاسواق التجارية الكبرى في ماليزيا انطلاق دعوة من اصحابها للعملاء بمقاطعة المنتجات الهولندية، وقالت وسائل الاعلام الهولندية أمس ان الاسواق التجارية الكبرى في ماليزيا قامت بوضع علامات حمراء على المنتج الهولندي وترك الحرية للمشتري في شرائها او الامتناع عن ذلك، مع وضع لافتة كبيرة تتضمن الاشارة الى انه «لا يمكن لأي شخص ان يحاكم ديانة الاخر». وسبق أن أعلنت منظمة اصحاب العمل في لاهاي انها ستلجأ الى القضاء لمطالبة فيلدرز بتعويضات عن أي خسائر في حال قررت الدول العربية والاسلامية مقاطعة المنتجات الهولندية.