غزة: الأقدام بدلا من السيارات لنقص الوقود

TT

لم يكن بوسع عادل سلاسل، 42 عاما، من قرية القرارة، جنوب القطاع أن يفوت امس فرصة الذهاب الى سوق الاغنام الذي يقام صباح كل ثلاثاء، شرق مدينة دير البلح، فأضطر أن يقطع المسافة التي تصل الى 7 كيلومترات مشياً على الأقدام عندما لم يجد سيارة تقله الى هناك.

وكان عادل، واحد من مجموعة من تجار الماشية والمتسوقين الذين وصلوا الى السوق صباح أمس سيرا على الاقدام، بعد أن فشلوا في العثور على سيارات أجرة تقلهم الى السوق. فمعظم سيارات الأجرة توقفت عن العمل لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها. وأثر ذلك بدوره على كل مناحي الحياة في قطاع غزة. وقال غسان إبراهيم، 43 عاماً، من مخيم المغازي وسط غزة، ويعمل مدرساً مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، الأنروا في بلدة بيت لاهيا، في شمال القطاع، لـ«الشرق الاوسط» إنه أضطر امس للاتصال بمدير المدرسة والاعتذار عن الحضور لعدم عثوره على سيارة تقله الى مكان عمله. واضاف «في بعض الأحيان اضطر الى اخذ ثلاث مواصلات من أجل الوصول للمدرسة».

وتأثرت الدراسة في جامعات مدينة غزة كثيراً بضائقة الوقود، حيث أن الكثير من الطلاب الذين يقطنون في جنوب وشمال القطاع لا يستطيعوا الوصول الى جامعاتهم. فقد أضاع محمد عوني، الطالب في كلية الآداب في الجامعة الاسلامية بغزة، بسب هذه المشكلة الامتحان النصفي لاحدى المواد الدراسية اول من امس لعدم عثوره على سيارة تقله الى الجامعة. وقال لـ«الشرق الاوسط» إنه يفكر في المبيت في منزل احد زملائه بالمدينة حتى يتمكن من الحضور للجامعة وتقديم الإمتحانات. والكثير من المؤسسات والمرافق العامة أصبحت تتساهل مع موظفيها الذين يضطرون للحضور للعمل بعد بدء دوام العمل. وأدت هذه المشكلة الى بروز عدد من المظاهر السلبية مثل استغلال اصحاب سيارات الأجرة الذين لديهم وقود للركاب. وقال أسامة الدعابسة، 46 عاما، مدرس يعمل في شمال قطاع غزة لـ«الشرق الاوسط» إنه فوجئ عندما طلب منه سائق الأجرة دفع شيكلين اضافيين على أجرة النقل العادية. واضاف أنه بسبب ضغط الركاب الشديد لم يكن بوسعه المجادلة.

وهناك من سائقي سيارات الأجرة من يستغلوا المشكلة عن طريق زيادة عدد الركاب لجني أكبر قدر من الأرباح. ويجد المتجول في شوارع قطاع غزة أن معظم سيارات الأجرة تقف في طوابير تسد الأفق أمام محطات الوقود التي سرعان ما ينفد مخزونها بسبب تقليص كمية الوقود التي تسمح اسرائيل بتوريدها للقطاع. وقال محمود الخزندار نائب رئيس جمعية موزعي البترول لـ«الشرق الاوسط» إن إسرائيل تسمح بدخول ما يعادل 500 لتر من السولار يومياً، في حين أن القطاع يحتاج الى 12 الف لتر. وذكر الخزندار أن اسرائيل تسمح بدخول 100 الف لتر بنزين يومياً، في حين أن القطاع يحتاج الى 300 الف لتر في اليوم. واضاف أن المرافق الاقتصادية في غزة على وشك اتخاذ قرار بالتوقف عن استلام أي وقود او بضائع في حال غياب عملية تنظيم الامدادات. وأشار الى أنه تم تشكيل لجنة ممثلة عن جمعية أصحاب شركات البترول والاتحاد العام للصناعة واتحاد المقاولين والغرفة التجارية وجمعية رجال الأعمال واتحاد الفلاحين واتحاد الصناعات الغذائية، لاتخاذ مثل هذا القرار.