سيناتور أميركي يرجح انتصار «جيش المهدي» في مواجهات البصرة ويشبه الأحداث بالصراع بين «حزب الله» وإسرائيل

الجيش الأميركي: وحدات عسكرية عراقية لم تكن على قدر المسؤولية

عراقيان على متن دراجة نارية يعاينان حطام عربة عسكرية تابعة للجيش العراقي في البصرة امس (رويترز)
TT

اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي جوزف بايدن أمس، ان «جيش المهدي» الذي يتزعمه مقتدى الصدر، قد يخرج منتصرا من مواجهات الاسبوع الماضي، التي لم تتح للقوات الحكومية العراقية القضاء عليه. واعلنت قيادة القوات الاميركية في العراق ان قوات الامن العراقية تحتاج الى المزيد من التعزيز، وان بعض الوحدات ليست «على قدر المسؤولية»، بعد اسبوع من المعارك بين القوات الحكومية وميليشيات شيعية.

وقال بايدن، في مؤتمر عبر الدائرة التلفزيونية، ان «واحدا من الامور التي تثير قلقي هو ان ما حصل يشبه الى حد ما حصل مع حزب الله في لبنان (في 2006)، حين ذهب الاسرائيليون بكل قوتهم الى لبنان، وصمد حزب الله وخرج اقوى» من المواجهات.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بايدن قوله، «في هذا المجال، يقول (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي انه سيتغلب على جميع هؤلاء المتمردين، وعلى الصدر وجيش المهدي، وهذا ما يعطيني الانطباع، في الظاهر على الاقل، بأن الصدر يمكن ان يخرج منتصرا». واوضح بايدن «ما زلنا نحتاج الى معلومات كثيرة عن وقف اطلاق النار، كيف تم التفاوض في شأنه، هل منيت الحكومة المركزية والمالكي والعسكريون بخسائر فادحة، ام الصدر».

واعلن بايدن من جهة ثانية، ان لديه انطباعا بأن الولايات المتحدة «لم تضطلع بدور بالغ الاهمية في التفاوض حول وقف اطلاق النار، وثمة اسباب تحمل على الاعتقاد بانه حصل في ايران وعبر الايرانيين»، مؤكدا ان الادارة لم تطلعه شخصيا على الامر.

وكان المالكي قد امر الاسبوع الماضي، بشن عملية ضد عناصر الميليشيات في البصرة، التي تبعد 550 كلم جنوب بغداد. ومن دون ان يسمي جيش المهدي بزعامة الصدر، تعهد بالقضاء على «المجرمين» الذين يبثون الرعب، كما قال، بين المدنيين في ثانية المدن العراقية.

وامتدت المعارك الى المناطق الاخرى في جنوب العراق، الذي تسكنه اكثرية شيعية، والى بغداد حيث كانت معاقل «جيش المهدي» مسرحا لمواجهات عنيفة.

وتفيد الارقام الرسمية بان اعمال العنف هذه اسفرت عن 461 قتيلا على الاقل وعن اكثر من الف جريح. لكن المالكي امر اول من امس بوقف الاعتقالات التعسفية لعناصر الميليشيات الشيعية، وشكر منافسه مقتدى الصدر رجاله لتقيدهم بأوامره وتسليم السلاح.

وكان بايدن يرد على سؤال عن رأيه في تصريحات الرئيس جورج بوش، الذي وصف الهجوم على البصرة بأنه «لحظة حاسمة» للعراق و«اختبار» لحكومة المالكي. وقال بايدن «عندما يتحدث الرئيس عن (لحظة حاسمة)، هذا يحمل على الاعتقاد بأن المسؤول الديمقراطي في بغداد قرر القضاء على تصرفات اشرار الحركة الشيعية والتقدم مع قوات الديمقراطية لمواجهتهم، لكن الامور لا تجري على هذا المنوال هناك».

وتأتي هذه التعليقات فيما سيرأس بايدن الثلاثاء المقبل جلسة استماع مع السفير الاميركي في بغداد رايان كروكر وقائد القوات الاميركية الميدانية الجنرال ديفيد بترايوس. واوضح بايدن «سنطرح سؤالين اساسيين (خلال جلسة الاستماع): ماذا انجزنا من خلال ارسال تعزيزات؟ والى اين نذهب الان، على مستوى الالتزام الاميركي والسياسة الاميركية لتحقيق نجاح في العراق؟».

وقال الناطق باسم الجيش الاميركي الجنرال كيفن بيرغنر «ينبغي بذل المزيد من الجهود لتطوير وتعزيز قدرات قوات الأمن العراقية». واوضح بيرغنر، «على الرغم من كل شيء، نفذت اغلبية القوات العراقية مهمتها. لكن بعضها لم يكن على قدر المسؤولية والحكومة العراقية تتخذ الاجراءات اللازمة حيال ذلك».

واقر بيرغنر «بان الصورة لن تتضح قبل بعض الوقت، لا يزال الكثير من التحديات امام القوات الحكومية، لا سيما على الصعيد اللوجستي، والنقل والتنسيق مع السلطات المدنية».