زيمبابوي: حزب موغابي يخسر الأكثرية في البرلمان.. ونتائج الانتخابات الرئاسية طي الكتمان

المعارضة تعلن مرشحها رئيساً للبلاد والحكومة تندد وتدعو إلى انتظار النتائج الرسمية

TT

خسر حزب رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي، الاغلبية في البرلمان بحسب ما أفادت النتائج الرسمية التي اعلنتها اللجنة الانتخابية أمس، فيما بقيت نتائج الانتخابات الرئاسية الرسمية مكتومة. إلا ان المعارضة لم تنتظر اللجنة الانتخابية لإعلان فوز مرشحها مورغان تسفانجيراي بالرئاسة، وقالت أمس إنه أصبح من المؤكد ان الرئيس المقبل للبلاد هو تسفانجيراي. ونددت الحكومة بهذا الاعلان ودعت المعارضة الى انتظار النتائج الرسمية.

وبحسب اللجنة الانتخابية، فقد فازت حركة التغيير الديمقراطي المعارضة التي يرأسها تسفانجيراي بـ105 من المقاعد النيابية الـ210، فيما حصل حزب الاتحاد الوطني الافريقي بزعامة موغابي على 93 مقعدا. وحصل حزب منشق عن حركة التغيير الديمقراطي برئاسة آرثر موتمبارا على تسعة من مقاعد الحركة، فيما فاز مرشح مستقل بمقعد. ولم تعلن بعد نتائج ثمانية مقاعد، بما ان ثلاثاً من الدوائر الـ210 لم تخض الانتخابات إثر وفاة المرشحين. ويُتوقع ان ينظم الاقتراع فيها في وقت لاحق. أما بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية، فقال الامين العام للحركة من اجل التغيير الديمقراطي المعارضة تنداي بيتي: «نستطيع القول وفق حساباتنا الخاصة ان رئيس الحركة تسفانجيراي فاز بالانتخابات الرئاسية»، مضيفا ان اجراء دورة ثانية غير ضروري بما انه حصل على الاكثرية المطلقة بنسبة 50.3% من الاصوات مقابل 43.8% لموغابي. وأضاف: «هذا يعني ان تسفانجيراي تخطى عتبة 50% الضرورية لتفادي دورة ثانية. لقد فاز بكل بساطة في هذه الانتخابات. مورغان ريتشارد تسفانجيراي هو الرئيس المقبل لجمهورية زيمبابوي بدون دورة ثانية». ودعا موغابي الى الاعتراف بالهزيمة وتجنب الإحراج، وقال: «اننا نناشد قطاعات معينة ان تسلم ببساطة بالهزيمة وتتجنب الاحراج». غير ان بيتي اكد انه على الرغم من النتائج التي أعطت الحركة الغالبية المطلقة في الانتخابات الرئاسية، فهي مستعدة لمواجهة موغابي في دورة ثانية. وقال: «بدأت وسائل الإعلام الرسمية تحضِّر السكان لدورة ثانية (..) وفي حال حصول ذلك، فان الحزب سيشارك في الدورة الثانية». وكان صحيفة «ذي هيرالد» الرسمية قد كتبت صباح امس ان «توجه نتائج الانتخابات الرئاسية يظهر ان اياً من المرشحين لن يحصل على اكثر من 50% من الاصوات مما يستوجب تنظيم دورة ثانية». وفي حال تنظيم دورة ثانية، فمن الواجب بحسب دستور زيمبابوي ان تجرى في مهلة ثلاثة اسابيع بعد الدورة الاولى. ونددت حكومة زيمبابوي بإعلان المعارضة فوزها في الانتخابات، معتبرة انه كان يجدر بها انتظار النتائج الرسمية. وقال وزير الإعلام ندولفو سيخوانيسو لوكالة الصحافة الفرنسية: «لماذا الاسراع لإعلان النتائج قبل اللجنة الانتخابية الزيمبابوية؟ لندعها تنهي عملها».

وخاض موغابي، 84 عاما، الانتخابات للفوز بولاية سادسة على رأس هذه المستعمرة البريطانية السابقة التي يرأسها منذ استقلالها عام 1980، في ظل ازمة اقتصادية خانقة حيث بلغت نسبة التضخم مستويات خيالية فاقت 100 ألف في المائة سنويا.

وكان تسفانجيراي قد أعلن أنه حصل على نسبة 60 في المائة من الاصوات في انتخابات يوم السبت الماضي، وأكد أن «ليس لديه أدنى شك» في فوزه بأكثر من 50 في المائة من الاصوات، وهي النسبة اللازمة لتفادي إجراء جولة إعادة، وفي هذه الحالة يجب الدعوة إليها في غضون ثلاثة أسابيع. واستبعد موغابي في مطلع الاسبوع الحالي إجراء جولة إعادة، قائلا إن الانتخابات الزيمبابوية هي «أشبه بالضربة القاضية وليست منازلة ملاكمة».

في غضون ذلك، بدأت إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش امس بالضغط على موغابي لكي يتنحى عن منصبه، قائلة إن «من الواضح أن شعب زيمبابوي صوت من أجل التغيير». ودعت اللجنة الانتخابية لـ«تأكيد صحة» النتائج البرلمانية الجزئية التي أظهرت اقتراب تسفانجيراي من الفوز. وفي ظل التقارير التي اشارت إلى أن الحزب الحاكم والمعارضة يجريان مفاوضات الان حول نتائج الانتخابات، أعلن ديزموند توتو رئيس الاساقفة والفائز بجائزة نوبل للسلام بجنوب أفريقيا أنه سيؤيد أيَّ نتيجة من شأنها تجنيب البلاد سفك الدماء. وقال توتو «إن شعب زيمبابوي عانى ما فيه الكفاية». وكانت الحكومة الزيمبابوية وتسفانجيراي قد سارعا قبل يومين إلى تهدئة الإشاعات القائلة إنه تم إبرام صفقة تكفل رحيل موغابي أثناء مفاوضات بين الاحزاب، قالت مصادر إنها ضمت الجيش.

ووسط حالة الترقب في زيمبابوي وتصاعد المخاوف من اندلاع اعمال عنف في حال اعلان خسارة المعارضة، أعلنت زامبيا أنها وضعت قواتها على طول الحدود مع زيمبابوي في حالة تأهب.

وقال وزير الدفاع جورج مبومبو إن تطبيق حالة التأهب يمثل إجراء احترازيا خشية أن تجنح التوترات بسبب تأخر إعلان النتائج البرلمانية والرئاسية في زيمبابوي لمدة أربعة أيام إلى العنف وتؤدي إلى تدفق أعداد من اللاجئين إلى زامبيا. وقال: «آمل أن يتعامل أشقاؤنا في زيمبابوي مع الموقف دون أن يعرضوا أمن بلادهم للخطر.. ندعو أن يتم التعامل مع القضية برمتها بطريقة سلمية».