استشارات

د. حسن محمد صندقجي

TT

تخفيف الألم بالثلج

* هل صحيح أن ألم المفاصل يخف بوضع الثلج؟

وائل شفيق- الأردن.

ـ نعم، صحيح. الثلج مفيد في تخفيف ألم المفاصل والإصابات. ويستفيد منه الكبار والأطفال. والثلج يُخفف من تورم وانتفاخ منطقة الإصابة، وبالتالي يُخفف من الألم الناجم عن الضغط المتكون حال التورم والانتفاخ فيما حول المفصل. كما أن الثلج يُخفف من الارتفاع الموضعي للحرارة في منطقة الإصابة، وبالتالي تخف حدة تفاعل جهاز المناعة وتخف حالة الالتهاب في تلك المنطقة.

وفي حالات الألم المزمن في المفاصل، أي غير تلك الناجمة عن الإصابات الوقتية، فإن لبرودة الثلج تأثير إيجابي في تخدير نهايات الأعصاب المعنية بالإحساس بالألم. كما أن للبرودة تلك تأثير إيجابي أيضاً في تخفيف سرعة نقل الأعصاب للإشارات العصبية بالألم.

و للثلج أيضاً دور إيجابي في عدم توسع الأوعية الدموية في منطقة الإصابة، وبالتالي تخف مضاعفاتها من التورم والألم.

ومن الضروري استخدام الثلج بطريقة صحيحة. وهو ما يجب أن يتم من خلال وضع الثلج في جراب أو كيس خاص، بدلاً من وضعه مباشرة على الجلد. ووضعه لمدة عشر دقائق، ثم إبعاده، لبضعة دقائق مماثلة، ثم إعادة وضعه.

وأنصحك قبل استخدام الثلج لتخفيف الألم استشارة طبيبك لمدى مناسبة ذلك لك، لأن ثمة حالات يجب فيها عدم استخدام الثلج، مثل وجود أمراض في الأوعية الدموية أو الجلد.

ارتفاع نسبة هرمون الحليب

* أجريت فحوصات للعجز الجنسي، وتبين أن لدي ارتفاع في هرمون الحليب. ونصحني الطبيب بإجراء أشعة للدماغ وبتناول أدوية. المشكلة أنني تركت المتابعة معه، لأنني لا أتخيل أن يكون للرجل هرمون للحليب. أرجو إيضاح الأمر لي؟

ع. م. – جدة.

ـ هذا ملخص رسالتك. والجواب، من الممكن أن يُصاب الرجل، وكذلك المرأة، بحالة زيادة إفراز هرمون الحليب. والحالة لها تداعيات صحية تتطلب إجراء فحوصات عدة وتتطلب أيضاً معالجة لمنع حصول تداعيات صحية أخرى.

هرمون الحليب تفرزه خلايا معينة في الغدة النخامية الواقعة في قاع الدماغ. وهي غدة صغيرة الحجم. ولأسباب عدة، يزداد إفراز الخلايا هذه للهرمون المعني بحث الثدي لدى النساء على إنتاج وإفراز الحليب لرضاعة الطفل. وهذه الخلايا موجودة لدى الرجل ولدى المرأة، وهرمون الحليب موجود في دم الرجل ودم المرأة أيضاً.

ويحصل ارتفاع في نسبة هرمون الحليب حينما ينشأ نمو وتكاثر لأنواع من خلايا الغدة النخامية. أو حينما يتأثر طريق مرور إفرازاتها، من الهرمونات، إلى الدم، أو في حال كسل الغدة الدرقية الموجودة في مقدمة العنق، أو في حالات فشل الكلى أو الكبد، أو نتيجة لإصابات جدار الصدر في الحوادث، أو تناول بعض من الأدوية.

المقصود أن حصول هذه الحالة من ارتفاع نسبة هرمون الحليب ممكنة، وتتعدد أسبابها، وحتى لدى الرجل. وقد تظهر على المريض بتلك الحالة علامات عدة، تختلف فيما بين الرجال والنساء. ومنها إفراز الثدي للحليب، حتى تلقائياً، واضطرابات الدورة الشهرية. وتدني الرغبة في ممارسة الجنس، لدى الجنسين. وضعف الانتصاب لدى الرجل. والأهم تأثر إنتاج هرمونات أخرى لها علاقة ببناء العظم.

والمهم في جانب التعامل الطبي ثلاثة أمور: الأول، تكرار إجراء فحص الدم للتأكد من ارتفاع نسبة الهرمون. والثاني إجراء مجموعة من الفحوصات لمعرفة سبب الحالة وللتأكد من عدم تأثر أعضاء أخرى به. والثالث، البدء بالعلاج للوقاية من مضاعفاتها المحتملة.

وفي جانب الفحوصات، يتم التأكد من مجال أفق الإبصار عبر فحص العين. وفحص الدم للتأكد من مدى سلامة إنتاج الغدة الدرقية لهرمونها، ومن مدى سلامة إنتاج الغدة النخامية للهرمونات الأخرى التي تفرزها بشكل طبيعي. وإجراء تصوير بالرنين المغنطيسي للغدة النخامية في الدماغ.

وبناءً على تفاصيل هذه النتائج تكون المعالجة. ولذا من الضروري استكمالك المتابعة مع الطبيب، وتناولك للأدوية التي وصفها لك، والتأكد من عودة نسبة الهرمون لحالته الطبيعية. وأؤكد على ضرورة إجرائك فحص تصوير الغدة النخامية بالرنين المغنطيسي.

فحص سكر الدم

* برغم إجرائي تحليل السكر في الدم عبر الجهاز المنزلي، وظهور المعدلات ضمن المقبول، كما يقول الطبيب، إلا أن التحاليل الأخيرة التي أجراها الطبيب لي تقول بأنه مرتفع. هل صحيح هذا الكلام؟

رانيا محمد- مصر.

ـ نعم، من الممكن جداً أن يكون "هذا الكلام" صحيح. ولذا لم يعتمد طبيبك على مجرد قراءات نسبة سكر الدم التي تجريها في المنزل، في سبيل متابعة علاجك بشكل صحيح. وما فعله طبيبك هو الصواب.

وهناك عدة طرق يتم من خلالها إجراء فحوصات معرفة نسبة سكر الدم، أبسطها وأقلها دقة وفائدة، هي تحليل البول لمعرفة نسبة السكر فيه. وهذا لا يعتمد الطبيب عليه إلا حينما لا يتوفر ما هو أفضل منه.

كما يتم قياس نسبة سكر الدم في المنزل وغيره، عبر أخذ قطرة من خليط الدم الخارج بعد الوخز بالإبرة لأحد الأصابع. وهذه الطريقة، وإن كانت بسيطة وسهلة، وربما مزعجة للبعض، إلا أنها غير دقيقة جداً في جوانب عدة. وبعيداً عن النواحي العلمية التقنية، فإن القياس بهذه الطريقة لا يُعطي إجابة دقيقة إلا عن مدى نسبة سكر الدم في اللحظة التي تم إجراؤه فيها. بمعنى أن المرء لو صام وأمتنع عن تناول الطعام لمدة عشر أو ست ساعات، انخفضت لديه في الغالب نسبة سكر الدم. وأعطتنا بالتالي أرقاماً مطمئنة، بالرغم من ارتفاع نسبة سكر الدم لمدة طويلة قبل هذا الصوم.

ولذا يحرص الطبيب على معرفة معدل نسبة سكر الدم خلال مدة طويلة، أسابيع أو شهور، لأن هذا هو المهم وهذه النسبة، المرتفعة أو المنضبطة، هي ما ستحدد جدوى كمية الدواء أو الأنسولين المأخوذ للمعالجة، كما أنها ستحدد مدى احتمالات الإصابة بمضاعفات وتداعيات مرض السكري وارتفاع نسبة سكر الدم.

ولهذه الغاية، يلجأ الطبيب إلى إجراء تحليل نسبة ترسب السكر في أحد أنواع البروتينات الموجودة في الدم أو نسبة ترسب السكر على مركب الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء.

ولأن عمر مركب الهيموغلوبين في الدم، هو حوالي 3 أشهر، فإن معرفة معدل كمية السكر المترسبة على مركبات الهيموغلوبين تُعطينا بشكل أدق معدل نسبة السكر في الدم خلال فترة 3 أشهر تقريباً. وهو ما يتم حساب نسبته.

وهناك طريقة أخرى تُعطي متوسط نسبة سكر الدم خلال 3 أسابيع تقريباً، وذلك عبر قياس نسبة ترسب السكر على بروتين الألبومين في الدم. ومن المفيد جداً لك إجراء الطبيب هذه الفحوصات، كي تتم معالجة السكر لديك بطريقة أفضل.

زيت الذرة والقلب

* هل زيت الذرة مفيد للقلب؟

أماني رياض- دبي.

ـ إن كنت تقصدين زيت الذرة الطبيعي والطازج، أي غير الذي فتكت بكل فوائدة عملية هدرجة الزيوت النباتية، فإن الأدلة العلمية تقول لنا بصراحة أنه من المحتمل أن يكون مفيداً للقلب. وهذا ما تقوله إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة في إصداراتها الأخيرة.

أما إن كنت تقصدي تلك الزيوت المهدرجة، فإن عملية الغلي الشديد إلى حد درجة حرارة 400 درجة مئوية، وضخ غاز الهيدروجين إليها لتتفاعل معه، واستخدام النيكل والألمونيوم كمواد مساعدة للتفاعل، كلها لا تُبقي الكميات الطبيعية من الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة، في تلك الزيوت المعلبة.

والواقع أنه من مراجعة الدراسات الطبية، فإن ثمة أدلة علمية ضعيفة على أن تناول ملعقة من زيت الذرة يومياً مفيد للوقاية من أمراض شرايين القلب، وهو ما تقوله إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

والأفضل، لو شئت، هو زيت الزيتون الطبيعي.