بنك إنجلترا يخفض الفائدة إلى 5%.. و«الأوروبي» يتركها بدون تغيير

اليورو يسجل مستوى قياسيا تاريخيا أمام الدولار والإسترليني

TT

خفض بنك انجلترا المركزي أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية أمس وذلك للمرة الثالثة خلال خمسة شهور في محاولة لحماية الاقتصاد من تأثير أزمة الائتمان العالمية.

وكان قد خفض الفائدة الى 5.0 في المائة متوقعا على نطاق واسع بعد أن أظهرت بيانات ركود سوق المساكن وتراجع ثقة المستهلكين وتباطؤ الاقتصاد. ودفعت اضطرابات اسواق الائتمان على مستوى العالم البنوك الى الاحجام عن الاقراض مما يعني أن الخفضين السابقين في أسعار الفائدة لم يكن لهما تأثير يذكر على المستهلكين والاعمال.

من ناحيته أبقى البنك المركزي الاوروبي أسعار الفائدة بدون تغيير عند 4.0 في المائة أمس تمشيا مع توقعات السوق، وكانت التوقعات تشير الى أن التضخم المرتفع وعدم وضوح الافاق الاقتصادية سيدفعان المركزي الاوروبي الى ترك الفائدة بدون تغيير للشهر العاشر على التوالي.

وعلى اثر هذه الانباء سجل سعر صرف أمس اعلى مستوى تاريخي له في مواجهة الدولار عند 1.5913 دولار، مع توقع ابقاء البنك المركزي الاوروبي على نسبة الفائدة ومخاوف بشأن النمو الاميركي عشية اجتماع وزراء مالية مجموعة الدول السبع.

لكن اليورو تخلى عن مكاسبه السابقة واستقر امام الدولار أمس اذ لم يلق جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الاوروبي الضوء بدرجة أكبر على توقعات التضخم والنمو في منطقة اليورو.

وجرى تداول اليورو بسعر 1.5825 دولار بالمقارنة مع 1.5870 دولار قبل بدء المؤتمر الصحافي لتريشيه، وكان في وقت سابق قد بلغ 1.5912 دولار.

وحطم بذلك اليورو مستواه القياسي السابق في 17 مارس (آذار) عند 1.5905 دولار. وكانت العملة الاميركية قد سجلت الاربعاء تراجعا جديدا في مواجهة الين الياباني بعد نشر توقعات صندق النقد الدولي التي اشارت الى «تباطؤ طفيف» في الولايات المتحدة في 2008 ما يعزز احتمال تخفيض جديد لنسب الفائدة في البلاد.

ويتواصل تدهور سعر صرف الدولار بموافقة ضمنية من المسؤولين الاميركيين رغم تأكيدهم علنا انهم يؤيدون «دولارا قويا»، ففي الواقع يخدم تراجع الدولار مصالحهم كونه يدعم الصادرات الاميركية.

ومن المقرر ان يجتمع وزراء مالية مجموعة السبع الجمعة بواشنطن، وقال محللون ماليون انه «رغم السعر المرتفع لليورو فان المتعاملين سيقومون بعمليات شراء لدعم العملة الاوروبية حتى لا يجدوا انفسهم في موقف سيئ في حال حدث تغيير مفاجئ في البيان الختامي بشأن اسعار الصرف».

وبعكس الدولار قوي اليورو مع ترقب صدور قرار اللجنة السياسية النقدية للبنك المركزي الاوروبي التي ابقت، انسجاما مع توقعات المحللين، على نسبة الفائدة المرجعية في منطقة اليورو عند مستواها الحالي (4 في المائة) في حين خفضت نسبة الفائدة في الولايات المتحدة الى 2.25 في المائة، واقترب الاسترليني من مستوياته القياسية أمام اليورو أمس في حين واصلت الاسهم البريطانية خسائرها بعد أن خفض بنك انجلترا المركزي سعر الفائدة 25 نقطة اساس وابدى مخاوفه من الاوضاع في سوق الائتمان.

وارتفع اليورو 0.1 في المائة الى 80.23 بنس بعد أن سجل مستوى قياسيا عند 80.29 بنس في وقت سابق في حين خفض الاسترليني مكاسبه امام الدولار.

وقال كريس ايجو المحلل في اكسا اينفستمنت ان البنك المركزي البريطاني «لم يفعل ما يكفي لمعالجة نقص السيولة وهذا يعني انه حتى مع خفض سعر الفائدة الرسمي بين البنوك فان هذا الخفض لا ينعكس على المستهلكين والمقترضين».

وأضاف «يتعين عليه مواصلة خفض الفائدة وتحسين أوضاع السيولة فقط عندما يحدث ذلك سيبدأ اثر خفض الفائدة في الظهور على الاقتصاد الحقيقي... نرى انه يتعين خفض الفائدة الى 4.5 في المائة بحلول نهاية العام».