التيار الصدري بعد لقاء الهاشمي: لا نعترض على نزع السلاح إذا طلب من الجميع

بترايوس يقترح على الحكومة العراقية تخفيف حملتها ضد جيش المهدي.. ويخشى انهيار وقف النار

عائلة عراقية خلال تشييع احد اقربائها من زعماء الصحوة في بغداد أمس (رويترز)
TT

أكد التيار الصدري في العراق أمس انه «لم ولن يكون امتداداً لأية دولة اخرى».. وأنه لا يعترض على نزع السلاح اذا كانت هذه الحملة تشمل الجميع خلال لقاء بعض قياداته مع طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية أمس. وتواصلت لليوم الخامس على التوالي الاشتباكات بين ميليشيا «جيش المهدي»، التابعة للتيار الصدري من جهة، والقوات العراقية والأميركية من جهة اخرى. وأعلن مصدر عسكري عن مقتل 6 اشخاص على الاقل في غارتين لمروحيات أميركية على مدينة الصدر أمس، لكن أنباء اشارت الى ترجع حدة الاشتباكات.

وقال بيان لمكتب نائب رئيس الجمهورية ان الهاشمي استقبل امس وفد الإشراف العام لمكتب الصدر، برئاسة حازم الأعرجي والشيخ مهند العزاوي. ونقل الوفد للهاشمي رسالة خاصة من مقتدى الصدر حول الأوضاع الحالية، مؤكدين أن التيار الصدري لم ولن يقبل أن يكون امتدادا لأية دولة أخرى، وأنهم لا يعترضون على نزع سلاح الميليشيات إذا كانت هذه الحملة تشمل الجميع.

وأعربَ الهاشمي من جهته عن أمله في أن يتجاوز الجميعُ الأزمة الحالية بشكل يجنب العراقيين مزيداً من سفك الدماء، مؤكداً أهمية التيار الصدري في العملية السياسية، حاثا التيارَ على توجيه أتباعه للتصرف بطريقة أفضل والسماح للحكومة وأجهزتها المختلفة بمصادرة الأسلحة غير المرخصة وإلقاء القبض على المشبوهين، وأن يجري ذلك دون عوائق تمهيداً لإعادة النظر بمسيرة التيار الصدري التي يُفترض أن تنحصر في إطار النشاط السياسي السلمي فقط.

واكد الهاشمي، حسب البيان الذي حصلت عليه «الشرق الاوسط»، على أهمية تصرف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بطريقة مهنية واحترام حقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه وجه حملة إغاثة عاجلة إلى سكان مدينتي الصدر والشعلة لسد النقص في الأغذية والأدوية. وحضر اللقاء د. علاء مكي، ود. عمر عبد الستار عضوا مجلس النواب عن جبهة التوافق العراقية، ونصار الربيعي وقصي عبد الوهاب عضوا مجلس النواب عن الكتلة الصدرية.

من جهته دعا قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس امس الى اتباع نهج «حساس للغاية» في التعامل مع ميليشيا جيش المهدي، مقترحا على الحكومة العراقية تخفيف حملتها ضده. وقال بترايوس في مؤتمر صحافي «نحن بالتأكيد قلقون من ان ينهار وقف اطلاق النار. وهذا ليس في مصلحة أحد، وتجري محادثات مكثفة في الوقت الحالي» لبحث المسألة. وأضاف «اعتقد انه يجب اتباع اسلوب حساس للغاية.. لنضمن ان لا يشعر هؤلاء بأنهم حشروا في زاوية ليس منها مفر». واقر بترايوس بان تجميد انشطة جيش المهدي الذي قرره مقتدى الصدر في اغسطس (آب) الماضي ساهم في الانخفاض الحاد في اعمال العنف في العراق. وفي بغداد ندد بيان للتيار الصدري بـ«الحصار» الذي يفرضه الجيش الاميركي على مدينة الصدر في بغداد وهدد مجددا بإلغاء الهدنة التي اعلنها في أغسطس. وقال سلمان الفريجي مسؤول التيار الصدري في هذا الحي الواقع شمال شرقي بغداد لوكالة الصحافة الفرنسية «اليوم تجري محاصرة ثلاثة ملايين ساكن في مدينة الصدر وهم ممنوعون من الخروج وجلب الطعام والمؤن». وأضاف في مقابلة اجريت معه في مكتبه في قلب مدينة الصدر «كان يتوفر في الحي الكثير من المخزونات الغذائية. وهذه المخزونات بدأت تنفد. وسنشهد قريبا مشاكل تموين وستحل كارثة انسانية». وتابع «ان السكان مستهدفون باستمرار من قبل قناصة اميركيين وبغارات جوية». منددا «بمقتل عدد كبير من المدنيين ضمنهم نساء وأطفال كما حدثت عمليات توقيف تعسفية». وقال انه بين نحو 70 شخصا قتلوا في الايام الخمسة من المعارك «هناك 60 بالمائة من النساء والأطفال».

وتابع «اني اسأل رئيس الوزراء (نوري المالكي) لماذا تحاصرون مدينة الصدر؟».

من جهة ثانية، قال مصدر عسكري في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، ان «اربعة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب حوالى ستة اخرين بجروح جراء قصف مروحية تابعة للجيش الاميركي لمنزل في مدينة الصدر». واوضح ان «القصف وقع حوالي منتصف ليل الاربعاء الخميس واستهدف منزلا قرب مسجد آل البيت وسط المدينة». من جانبه، اكد مصدر طبي ان ستة جرحى نقلوا الى احد المستشفيات في مدينة الصدر الذي تسلم ايضا جثث اربعة اشخاص.

وفي غارة مماثلة، استهدفت مروحية ثانية صباح امس مبنى في شارع رئيسي وسط مدينة الصدر، مما ادى الى مقتل شخصين واصابة اربعة اخرين بجروح، وفقا للمصادر. وقتل أكثر من عشرين شخصاً واصيب نحو سبعين بجروح خلال اشتباكات متقطعة وقعت الاربعاء بين القوات الاميركية والعراقية من جهة وميليشيا جيش المهدي من جهة اخرى. وتشكل مدينة الصدر معقل جيش المهدي التابع للتيار الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر، وهي تشهد اشتباكات متقطعة منذ 25 مارس (آذار) إثر إطلاق رئيس الوزراء نوري المالكي عملية «صولة الفرسان» في البصرة، جنوب العراق.