القمة السعودية ـ المصرية تؤكد أن تحريك الوضع في لبنان مفتاح انفراج العلاقات العربية ـ العربية

المتحدث الرئاسي المصري: علاقات البلدين مع سورية ليست في أحسن حالاتها.. واتفاق على دعم أبو مازن

TT

أكدت القمة السعودية ـ المصرية التي عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس المصري حسني مبارك، ضرورة تحريك الوضع في لبنان باعتباره «مفتاح تحقيق انفراجة في العلاقات العربية ـ العربية»، وقال السفير سليمان عواد للصحافيين عقب اجتماع الزعيمين العربيين مساء أول من أمس في مدينة شرم الشيخ المصرية الساحلية على البحر الأحمر «إن الزعيمين مبارك والعاهل السعودي أكدا ضرورة تحريك الوضع في لبنان، باعتباره مفتاح تحقيق انفراجة في العلاقات العربية ـ العربية».

وأوضح عواد أن القمة شهدت على مدى ثلاث ساعات ونصف الساعة مشاورات مكثفة ومطولة حول مختلف ما يهم العالم العربي من قضايا ومصالح مشتركة، وأنها ركزت بشكل خاص على الوضعين في لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقد غادر خادم الحرمين الشريفين شرم الشيخ مساء اول من أمس، وكان في وداعه بالمطار الرئيس مبارك وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة. وفيما يتعلق بالعلاقات العربية قال عواد «إن القمة شهدت مشاورات صريحة حول تشخيص الوضع العربي الراهن والخلافات العربية، خاصة ما يتصل بالوضع على الساحة اللبنانية وهي أساس وجوهر ودافع ومحرك هذه الخلافات»، وتابع عواد معلقاً «دعونا نسمي الأشياء بأسمائها فالعلاقات المصرية السعودية مع الشقيقة سورية لا تبدو في أحسن حالاتها» مؤكداً أن «مصر والسعودية وسورية كانتا دائماً أعمدة أساسية في أي عمل عربي مشترك». وأوضح المتحدث الرئاسي المصري أن «عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية انضم إلى مباحثات القمة فيما يتعلق بالشق الخاص بالعلاقات العربية». ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الأمين العام للجامعة العربية قد حمل رسالة من دمشق إلى القمة المصرية ـ السعودية، حول تحسين العلاقات بين سورية وكل من مصر والسعودية مقابل تحقيق انفراجة في الأزمة اللبنانية، قال السفير سليمان عواد «ليس لدي أي علم بمثل هذه الرسالة، ولكني أكرر أن مفتاح الوضع الراهن في العلاقات العربية العربية هو حلحلة الوضع في لبنان حيث تستمر الأزمة هناك بدون أن يبدو أي ضوء في الأفق». وحول ما إذا كانت هناك طلبات مصرية تم توجيهها لدمشق لحل الأزمة الراهنة قال السفير عواد «إن الجميع بما فيهم مصر والسعودية يعلمون من يتعين عليه أن يقوم بماذا لكي تتحقق انفراجة حقيقية تنهي الأزمة في لبنان». وأضاف «إن المصالحة العربية وتحسين الوضع الراهن في العلاقات العربية يتحقق بالأفعال وليس بالأقوال.. يتحقق ليس بمجرد الإعراب عن حسن النوايا وإنما بخطوات ملموسة تحقق انفراجة حقيقية وسريعة للأزمة اللبنانية التي لا تتحمل المزيد من الإبطاء، فإن لبنان ينجرف إلى نفق مظلم يعيد إلى الأذهان مخاطر ندعو الله ألا تتحقق وتعيد إلى الأذهان حقبة وصفحات حزينة في تاريخ لبنان الحديث بحرب أهلية مريرة دفعت ثمنها كل الأطراف اللبنانية». وأشار عواد في تصريحه إلى أن القمة تطرقت إلى الوضع على الساحة الفلسطينية سواء فيما يتعلق بالتصعيد الحالي في غزة أو التعثر غير المبشر في مفاوضات الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في إطار ما أسفر عنه اجتماع أنابوليس، كما تطرقت إلى الوضع على الساحة اللبنانية واستمرار الأزمة من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي وكذلك الوضع في العراق ومنطقة الخليج. ورداً على سؤال حول ما تردد عن إعلان سرايا القدس نيتها اقتحام الحدود المصرية، قال عواد «إنه سبق أن اطلعت على تصريح منسوب للدكتور خليل الحية أمس، وكذلك من سامي أبو زهري، وغيرهما من مسؤولي حماس، وعندما نتحدث عن سرايا القدس لا بد أن نتحدث عن الشعب الفلسطيني، فللأسف الشديد فإن الانقسام الفلسطيني، وهذا العدد من الفصائل الفلسطينية، يدعو للأسف»، مشيرا إلى أن الوضع في دارفور بدأ بفصيلين فقط وأصبحوا الآن 32 فصيلاً». وأكد السفير سليمان عواد أن «المقاومة تكون بتوحيد الكلمة».. وقال «هناك شعب فلسطيني يعاني وقد اتفق الزعيمان مبارك وخادم الحرمين على بذل كل الجهود لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ليس فقط في غزة ولكن في الضفة الغربية أيضا، كما اتفقا على ضرورة دعم الرئيس الفلسطيني (أبو مازن) في المفاوضات الصعبة مع قوة احتلال تتراجع عن تعهداتها وتضيع الوقت وتستمر في سياسة الاستيطان»، مشيراً إلى أن اللقاء الأخير بين أبو مازن وأولمرت لم يأت بأنباء تبعث على التفاؤل وبالتالي فقد اتفق الزعيمان على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني. وقال السفير عواد «إن مصر سبق أن حذرت حماس وغيرها عندما وقعت الأحداث المؤسفة في 23 يناير (الماضي)، باقتحام الحدود المصرية ورشق الجنود المصريين بالحجارة، من تكرار هذه الأحداث.. مشدداً على أن «مصر لن تسمح بتكرار هذه الأحداث». وأضاف القول «على من يتمسك بهذه التصريحات ويدلي بها عليه أن يعيد التفكير فيها، ويراجع نفسه مرة ومرتين وعشر مرات قبل أن يقدم على تنفيذها، وعليه أيضا أن يتحمل عواقب ما تتبعه هذه الخطوات إذا ما تكررت وهي عواقب ندعو الله ألا نضطر إليها». وأوضح أن مصر فتحت معبر رفح لاعتبارات إنسانية، ومصر لا تألو جهدا لرفع معاناة الشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت لا تقبل من مسؤولي حماس الإزدواجية في التصريحات حيث أنها تشيد من جانب بجهود الرئيس مبارك في تقديم الدعم المستمر للفلسطينيين، بينما تصدر تصريحات تلوح بما حدث في يناير الماضي من اقتحام الحدود. كما أكد عواد أن مصر لن تسمح بتصدير مشاكل غزة الناجمة عن ممارسات قوة الاحتلال إلى مصر، مشيراً إلى أن هناك ستة معابر تربط غزة بإسرائيل، وتساءل قائلاً: «لماذا التركيز على معبر رفح الذي فتحته مصر للحالات الإنسانية؟».. وقال:« إذا كان الفلسطينيون ساخطين من ممارسات ولهم الحق في ذلك فعليهم اقتحام المعابر التي تربطهم بإسرائيل. ودعا عواد إلى «أن نستمع إلى صوت فلسطيني واحد وليس إلى الشيء ونقيضه». وحول الدور السوري المطلوب لإنهاء الأزمة اللبنانية قال «نحن نعلم لماذا تأخرت الأزمة في لبنان، ولماذا استطالت؟ ونحن نعلم من يملك تحريك هذه المواقف ويتخذ خطوات إيجابية تكفل إنهاء هذه الأزمة على نحو يحقق الوفاق اللبناني». ورداً على سؤال حول ما إذا كان قد تم الاتفاق على عمل مشترك لحل الأزمة اللبنانية قال عواد «إن هذا العمل المشترك قائم بالفعل منذ قبل بدء الاستحقاق الرئاسي حيث قام سفيرا مصر والسعودية في لبنان بدور فاعل واتصالات بكافة الأطراف اللبنانية وهناك اتصالات توالت مع سوريا وغيرها من الأطراف الإقليمية، واتفق الجميع على ما يجب عمله، ومتى ما قام كل طرف بدوره عندئذ فقط يمكن أن تلتقي هذه الدول في حوار بناء يستكمل ما تم تحقيقه بالفعل». وأشار إلى أن الدعوة التي طرحها فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان بعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث الأزمة اللبنانية كانت في قلب مشاورات الزعيمين مبارك والملك عبد الله. وشدد عواد على ضرورة استمرار الجهود لحل الأزمة اللبنانية مع التمهيد الجيد لاجتماع وزراء الخارجية العرب حتى يحقق نتائج ملموسة. وعما تردد عن اعتزام السيد نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني زيارة مصر قال عواد إنه لم يطلع على أي تقرير في هذا الشأن، مشيراً إلى أن «مصر تكن له كل تقدير وهو يتحمل مسؤولية كبيرة باعتباره رئيساً لمجلس النواب وهو الذي دعا إلى بدء الحوار في لبنان منذ بداية الأزمة وما زال يدعو إليه وهو الذي طرح مبادرة بعلبك لحل الأزمة وكنا نأمل أن يتمسك بها، ونحن حتى الآن نثق في إمكانية تحقيق الوفاق اللبناني في حالة ما إذا تخلصت الأطراف اللبنانية من أية تأثيرات خارجية».