دعوة جديدة للمصريين للإضراب عبر «الفيس بوك» في مايو.. وتحقيقات مع منسق «كفاية»

حثت على مسيرات من المساجد والكنائس إلى مكان سيحدد بشكل سري

TT

هل تنجح الكرة مرة أخرى مع المصريين في إضرابهم الجديد الذي ظهرت الدعوة له على موقع «الفيس بوك» على الانترنت بعد تحوله مؤخراً الى هايد بارك المصريين؟ سؤال يتردد بقوة في تلك الايام وبخاصة مع تجدد الدعوة للمشاركة في إضراب يوم الرابع من مايو (ايار) المقبل وذلك بعد الدعوة الى الاضراب السابق يوم السادس من إبريل (نيسان) الجاري. لم تقتصر فعاليات الدعوة الى الإضراب الجديد على المكوث في المنزل أو التجمع في أشهر الميادين في محافظات مصر فقط، ولكنها امتدت لتشمل مقاطعة الصحف الحكومية في الفترة من 11 ـ 18 أبريل (نيسان) الجاري احتجاجا على ما اعتبره الداعون للاضراب الجديد تغطيتها المنحازة لوجهة النظر الحكومية لأحداث إضراب السادس من إبريل. كما شملت الدعوة مقاطعة شراء اللحوم واستخدام مترو الأنفاق في الأسبوع الأول من مايو احتجاجا على غلاء الأسعار، إضافة إلى تعليق أعلام سوداء في شرفات المنازل تعبيراً على الرفض للسياسات الحكومية. وقالت الدعوة التي ينشرها مجهولون عبر موقع الفيس بوك، إن المظاهرات السلمية يوم 4 مايو ستبدأ من المساجد والكنائس لضمان عدم الإحتكاك بقوات الأمن قبل الخروج في المظاهرات في اتجاه مكان سيتم تحديده بشكل سري حسب ما جاء في الدعوة على «الفيس بوك». يذكر أن البرلمان المصري كان قد أقر مؤخراً قانون حظر التظاهر في دور العبادة. وطالبت الدعوة أيضاً المصريين بتوزيع الزهور على جنود الأمن المركزي الذين سيملأون الشوارع في ذلك اليوم. ولا تزال التحقيقات مستمرة مع المعتقلين على خلفية إضراب السادس من إبريل وعلى رأسهم مساعد المنسق العام لحركة كفاية جورج إسحق الذي قبض عليه ليلة أمس الاول الأربعاء في منزله، والطالبة الأميركية المصرية الأصل سارة عبد الحميد التي تم تجديد حبسها 15 يوماً على ذمة التحقيق بتهمة الدعوة لاضراب 6 إبريل على موقع «الفيس بوك». من جهة أخرى، أجرت نيابة أمن الدولة بالقاهرة تحقيقات مكثفة أمس مع جورج إسحاق المنسق العام المساعد للحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية»، الذي اعتقل الليلة قبل الماضية، حيث وجهت له تهمتا الدعوة لإضراب السادس من أبريل الجاري، والتحريض على أعمال الشغب في مدينة المحلة، وشملت التحقيقات قياديين من حركة كفاية هما (سامي فرنسيس وفتحي عبد الرؤوف).

ولم تصدر النيابة قرارها حتى ساعة إعداد هذا التقرير، فيما قال المحامي عصام سلطان (دفاع إسحاق): لقد بدأت النيابة جلسة تحقيقات مع إسحاق في الحادية عشرة من مساء الأربعاء استمرت حتى الرابعة فجراً، قبل أن تستكمل تحقيقاتها معه في الواحدة من ظهر أمس الخميس، لتعود وتستأنفها عصراً. وأوضح سلطان لـ«الشرق الأوسط» أن المحقق أشار خلال التحقيقات إلى مجموعة من أسماء قياديي الحركة، منهم عبد الحليم قنديل، وكريمة الحفناوي، وأمين اسكندر، وأحمد بهاء شعبان، مرجحاً أن الحكومة تعتزم شن حملة اعتقالات موسعة تطال قياديين بالحركة المعارضة.

ويعد جورج إسحاق (68 عاما) أحد أبرز الناشطين المعارضين على الساحة السياسية المصرية خلال الثلاثة أعوام الأخيرة، كما يتمتع بعلاقات وطيدة مع مجمل فصائل المعارضة المصرية، بمختلف توجهاتها، بما فيها الإسلامية منها، على خلفية عضويته السابقة في حزب العمل (المجمد)، رغم كونه مسيحيا كاثوليكيا.

وفي مؤتمر نظمته أمس لجنة الحريات بنقابة الصحافيين بوسط القاهرة، طالب المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» الدكتور عبد الوهاب المسيري بتضامن دولي مع أهالي مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية (وسط الدلتا)، التي شهدت يومي 6 و7 أبريل إضرابات واسعة ومصادمات مع الشرطة، فيما نفى مسؤولية «كفاية» عما جرى من أحداث في المحلة، معتبرا أن اعتقال جورج إسحاق غير مبرر.

من جانبه، علق القيادي بـ«كفاية» أحمد بهاء شعبان على اعتقال إسحاق قائلاً: يبدو أن النظام المصري لم يعد يحتمل أية انتقادات، وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «الاتهامات التي وجهت لجورج إسحاق كوميدية للغاية، فهو المسؤول عن إضراب 6 أبريل، وهو شارك في أعمال الشغب في المحلة، رغم وجوده بالقاهرة، وهو المسؤول عن كل الكوارث في مصر».