بري لـ«الشرق الاوسط»: أتيت من سورية بما لم تحلم به الموالاة يوما.. ولا أبواب مقفلة

قال إنه سيتوقف عن تحديد جلسات لـ«محاولة» انتخاب الرئيس إذا انطلق الحوار

TT

لم تثبط الهجمات الاعلامية عزيمة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، ولم تثنه عن مسعاه لعقد حوار لبناني «جدي». فعلى رغم الانتقادات التي وجهت الى مسعاه منذ اعلانه انه ينوي الدعوة لمثل هذا الحوار، الا انه بدا، في حديثه الى «الشرق الاوسط» مرتاحا الى مسار الامور، فالكلام المنسوب الى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لم يكن صحيحا ـ كما حرص الاخير على ابلاغ الرئيس بري ـ كما ان الاتحاد الاوروبي ايد مبادرته بالاجماع، فيما الداخل اللبناني منقسم على نفسه في الموالاة والمعارضة حيال هذه المبادرة التي لم تتبلور بعد.

والحال ان الرئيس بري لم يدع بعد الى جلسة حوار، بل قال انه سيدعو اليها اذا توافرت الظروف المناسبة. وهو حوار يفترض ان لا يتوقف قبل الوصول الى حل. ويشير الى انه اذا انعقد هذا الحوار فانه سيتوقف عن تحديد جلسات لـ«محاولة» انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مستعيدا بذلك التجربة البلجيكية التي حصلت باجتماع القيادات المتخاصمة وخروجهم بحل بعد 11 شهرا من المفاوضات. وذكر ان السفير البلجيكي لدى لبنان اتصل به وأبلغه نيته تزويده كل تفاصيل الحل البلجيكي التي قد يستفيد منها اللبنانيون في حل مشكلتهم.

ومبعث تفاؤل بري هو ان لا خيار اخر امام اللبنانيين الا الحوار، ويقول: «اذا كنت سأواصل القول ان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة غير شرعية وهو سيواصل القول اني اقفلت المجلس، فهل سنصل الى حل؟».

مع ذلك يحمل الرئيس بري بعنف على الرئيس السنيورة، معتبرا انه في جولته الاخيرة لم يكن يحرض على سورية بل على اللبنانيين. ويقول: «صحيح ان الشقيق اذا خطف شقيقه لا يمكن ان يطلب فدية (كما قال الرئيس السنيورة) لكن الأصح ان المرء لا يمكن ان يأخذ قسماً من اولاده رهينة ويذهب الى شقيقه مطالبا بفدية». ويستغرب بشدة مطالبة الرئيس السنيورة وسعيه الى عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، قائلا: «يطعمك الحجة والناس راجعة»، وهو مثل لبناني يقال لمن ينادي بالشيء بعد حصوله. ويقول: «كان هناك قمة عربية رفض السنيورة ان يشارك فيها لبنان ولو بموظف، وبعد انتهائها يطالب بعقد مؤتمر لوزراء الخارجية، فمن سيتجاوب معه؟». ويضيف: «ان كل عمله (السنيورة) هو ضد الحوار»، ثم يستدرك: «انا اسعى الى ملاقاة المبادرة العربية في منتصف الطريق، فهل في هذا تعطيل؟». ويتابع: «ان الحوار يهدف الى ملاقاة المبادرة العربية بعد ان تقطعت فيها السبل نتيجة التباعد العربي العربي. انا احاول انقاذها، واذا توقف الحوار ما هو البديل؟.. أنا انتظر الجواب». وشدد بري على انه مستعد لـ«التآمر» مع الاكثرية في موضوع الانتخابات الرئاسية اذا وافقت على قانون الانتخابات النيابية للعام 1960 كما تآمر في موضوع توزع مقاعد الحكومة على قاعدة الثلاث عشرات. ويؤكد الرئيس بري انه لم يخدع احداً ولم يقل انه ليس فريقا». ويقول: «لم ادع اني لست فريقا، انا عندما ادعو الى الحوار اكون محايدا، أما عندما اشارك فيه فأكون طرفا». ويضيف: «انا رفضت في المرتين السابقتين ان ادير الحوار، لكنهم اصروا على ذلك. وكل الحوارات التي ادرتها كانت حيادية بدليل ان اشخاصاً في المعارضة واشخاصاً في الموالاة كانوا ضدي في دعوتي الاخيرة، وفي المقابل هناك من الموالاة والمعارضة من هم معي في ذلك». ويذهب ابعد من ذلك فيقول: «ان المساعي الوحيدة التي كانت محايدة هي الحوارات التي ادرتها بشهادة سفير المملكة العربية السعودية الدكتور عبد العزيز خوجة. ولن اتكلم عن آخرين».

ويرى الرئيس بري ان السؤال الكبير هو ان الرئيس السنيورة الذي كان يطالب بالحوار ويسأل عنه في كل مناسبة، اصبح رافضا له. ويقول: «انه (السنيورة) يتغنى بالشقيقة سورية، لكنه يرفض اي حوار معها. ويطلب المواعيد لكنه لا يذهب اليها». ويشير الى انه اتى من سورية «بما لم تكن الموالاة تحلم به». ويؤكد: «ان سورية صادقة في السعي للتعاون من اجل ايجاد حلول للازمة في لبنان».

ويحرص الرئيس بري على الاشادة بالنائب وليد جنبلاط و«عقلانيته وبعد بصيرته»، مشيرا الى انه قال عن جنبلاط في سورية «ما لم يقله ابو نواس في الخمرة»، رافضا الخوض في طبيعة الرد السوري. لكنه اكتفى بالقول ان «لا ابواب مقفلة نهائيا في السياسة بشكل عام».