إسرائيل تتهم حزب الله بمحاولة تسميم رواد مطعم في تل أبيب ولا تبرئ أبو مازن

قالت إن هاني كعبي أحد قادة «كتائب الأقصى» وراء العملية

TT

حملت إسرائيل مسؤولية محاولة تسميم رواد مطعم في تل أبيب الى حزب الله اللبناني، الذي يتبنى عددا من خلايا «كتائب شهداء الأقصى» في الضفة الغربية. وفي الوقت نفسه لم تبرئ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) من هذه المحاولة، كونه رئيسا لحركة «فتح» والمسؤول الأول عن السلطة الفلسطينية.

وقالت مصادر في المخابرات الاسرائيلية «الشاباك»، ان التحقيقات مع الشابين الفلسطينيين المعتقلين في هذه القضية أوضحت بما لا يقبل الشك دور حزب الله في هذه العملية. وقالت انها لا تستبعد أن تكون عملية التسميم هي واحدة من العمليات الكبيرة التي تم التخطيط لها للانتقام لعملية اغتيال عماد مغنية، قائد قوات حزب الله المسلحة، إذ ان عملية كهذه لو تمت، لكانت أدت الى قتل عشرات الاسرائيليين من رواد المطعم.

وكانت المخابرات الاسرائيلية قد اعتقلت الشابين، ايهاب أحمد أبو ريال ،21 عاما، وأنس سعيد سلوم ،20 عاما، من نابلس، قبل ثلاثة أسابيع اثر وصول معلومات تقول انهما ينويان مساعدة شاب فلسطيني ثالث على دخول اسرائيل تسللا، لينفذ عملية تفجير كبرى لصالح أحد التنظيمات الفلسطينية المسلحة. وبحثت عنهما في بيت يؤجرانه في يافا. فضبطت الأول هناك وضبطت الثاني في مطعم «غريل اكسبرس» في رمات غان، المدينة المجاورة لمدينة تل أبيب، بالقرب من البورصة الاسرائيلية. وتبين انهما يعملان في المطعم منذ عدة سنوات من دون ترخيص رسمي. وخلال التحقيق معهما، اعترفا ـ حسب تقرير المخابرات الاسرائيلية الى المحكمة ـ بأنهما كانا ينويان مساعدة شاب على دخول اسرائيل لتنفيذ عملية، ثم صدما المحققين عندما اعترفا بأنهما خططا لدس السم في طعام رواد هذا المطعم. وكشفا ان السم كان سيصل اليهما في غضون أيام قليلة، وانه سم من نوع خاص، بلا طعم ولا رائحة ولا يمكن اكتشافه بالتذوق. ولكنه يقتل من يتناوله بعد أربع ساعات من نزوله الى المعدة. وقالت المخابرات الاسرائيلية ان من يقف وراء هذه العملية الخطيرة هو هاني كعبي، أحد قادة «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» في الضفة الغربية. واضافت ان العديد من خلايا هذا التنظيم انضموا الى حزب الله ويعملون بتمويله وتنظيمه في الضفة الغربية. ومع انهم يعتبرون متمردين على قيادة «فتح» الرسمية، إلا انها لا تستطيع تبرئة الرئيس عباس من مسؤولية نشاطها «فهذه خلايا تابعة للتنظيم الذي يقوده، ولو أراد لكان اعتقل كل المتمردين ومنع نشاطهم التخريبي»، قال ناطق بلسان المخابرات. وذكرت مصادر أمنية مطلعة ان المخابرات تعتبر هذه العملية بمثابة انعطاف خطير في نشاط التنظيمات الفلسطينية وحزب الله، حيث ان تسميم الطعام في مطعم يؤدي الى موت عدد كبير من الناس. وهو أمر لا تسهل السيطرة عليه، خصوصا أن معهد المعلومات عن المواد السامة في مستشفى «رمبام» في حيفا، برئاسة البروفسور يديديا بنتور، يقول ان في اسرائيل كميات هائلة من المواد السامة الموجودة في متناول الجمهور العريض ولا توجد أية مشكلة أمام أي امرئ يرغب في دس السم في الطعام في المطاعم.وقد أثار هذا البيان الفزع في صفوف أصحاب المطاعم الاسرائيليين، الذين يخشون من تراجع نسبة الزبائن. وحسب عدد من العمال العرب والطباخين بشكل خاص في المطاعم، فإن هؤلاء بدأوا عملية طرد واسعة في صفوف هؤلاء العمال من العمل، علما بأن الغالبية الساحقة من الطباخين في أفخم الفنادق والمطاعم وكذلك في أبسطها، هم من العمال العرب فلسطينيي 48 وطردهم من العمل يهدد بانهيار ألوف العائلات العربية. وتقوم وزارة الخارجية الاسرائيلية بإعداد مذكرة الى الأمم المتحدة والى دول العالم المختلفة تطلعهم فيها على اعترافات الشابين المذكورين، لتثبت كم هي اسرائيل «ضحية للارهاب العربي» ولتبرر عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.