باريس تنفي مقتل 3 قراصنة صوماليين بعد تحرير يخت احتجزوه لمدة أسبوع

جيبوتي تستضيف وفودا من الحكومة الصومالية والمعارضة تمهيدا لمحادثات سلام

TT

نفت الرئاسة الفرنسية أمس نفيا قاطعا المعلومات التي اوردها حاكم منطقة صومالية، ومفادها ان ثلاثة اشخاص قتلوا في الصومال، خلال عملية لقوات فرنسية ضد قراصنة صوماليين، بعيد تحرير يخت فرنسي فخم احتجزوه قرابة اسبوع قبالة السواحل الصومالية. وقال عبد القدير احمد حاكم منطقة جريبا لوكالة الصحافة الفرنسية: «يمكنني ان اؤكد انه تم نقل ثلاث جثث. كما اصيب ثمانية اشخاص آخرين بجروح واقتاد الفرنسيون ثمانية آخرين»، خلال عملية نفذتها القوات الفرنسية في المنطقة. واوضح ان العملية «حصلت عندما هاجمت مروحيات فرنسية المنطقة بعيد تحرير اليخت». ونفت الرئاسة الفرنسية هذه الانباء، واعلنت ايضا في وقت سابق أمس ان عددا من القراصنة الذين احتجزوا اليخت الفرنسي الفخم «لوبونان» قبالة السواحل الصومالية «امكن اعتقالهم». واوضح قائد اركان الجيوش الفرنسية الجنرال جان لوي جرجولان، ان القبض على القراصنة تم بعد ساعة من الافراج عن طاقم «لوبونان» بعدما عاد القراصنة الى اليابسة بفضل عملية مجوقلة.

من جهة اخرى، قالت مصادر في الحكومة الصومالية والمعارضة المناوئة لها، إن الجانبين أبلغ أحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة للصومال اختيارهما لدولة جيبوتي المجاورة في منطقة القرن الأفريقي مكانا لمحادثات سلام وشيكة بين الطرفين. وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس الحكومة الصومالية العقيد نور حسن حسين موجود حاليا في العاصمة الجيبوتية، حيث أجرى محادثات تتعلق في هذا الإطار بالرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة.

كما وصل وفد من تحالف المعارضة الصومالية، الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له برئاسة رئيسه الشيخ شريف شيخ أحمد إلى جيبوتي بشكل مفاجئ ومتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الصومالي. وقال نجيب علي طاهر المستشار الخاص للرئيس الجيبوتي لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من جيبوتي، إن بلاده تستقبل جميع الأطراف الصومالية في إطار مساعيها لإحلال السلام في الصومال، لكنه اعتبر أن الوقت مبكر للحديث عن مفاوضات مباشرة ترعاها جيبوتي والأمم المتحدة. ولفت إلى أن موقف جيبوتي كان دائما ضرورة استمرار الحوار بين الفرقاء الصوماليين لإيجاد حل سلمي للأزمة الصومالية، مشيرا إلى أن بلاده قلقة من استمرار الأوضاع الراهنة في الصومال على ما هي عليه منذ اندلاع الحرب الأهلية وسقوط نظام الرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري عام 1991. وعلمت «الشرق الأوسط» أن مبعوث الأمم المتحدة للصومال أحمد ولد عبد الله يسعى لإقناع كل جماعات المعارضة الصومالية للمشاركة في محادثات سلام مبدئية برعاية الأمم المتحدة وفقا لخارطة طريق تم الاتفاق عليها بين الحكومة الصومالية والأمم المتحدة.

من جهته أبلغ الميجور بريدج بهوكو الناطق الرسمي باسم القوات الأوغندية في الصومال «الشرق الأوسط»، أن شخصا واحدا على الأقل قد قتل وجرح اثنان آخران في الهجوم الانتحاري الذي استهدف الاربعاء قافلة للقوات البوروندية العاملة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في العاصمة الصومالية مقديشو. وقال بريدج في اتصال هاتفي من مقديشو إن صوماليا واحدا لقي حتفه على الفور بينما جرح جنديان بورونديان في أحدث هجوم يستهدف القوات الأفريقية.

ورفض الناطق الأوغندي توجيه أصابع الاتهامات إلى أي جهة، لافتا إلى أن قوات حفظ السلام الأفريقية بدأت بالتعاون مع الحكومة الصومالية فتح تحقيقات حول ملابسات الحادث. وأضاف: «لم نعتقل أحدا من المشتبه فيهم ولن نستبق التحقيقات»، مشيرا إلى أنه لا يعرف ماذا كانت الجثة التي عثر عليها في مكان الحادث للشخص الصومالي هي جثة من نفذ الهجوم أو مواطن صومالي آخر تصادف وجوده في مكان الحادث. وكانت حركة الشباب المجاهدين المناوئة للحكومة الانتقالية وللوجود العسكري الأجنبي في الصومال، قد أعلنت مسؤوليتها عن أول عملية انتحارية ضد قوات من بوروندي، فيما شنت هجوماً بقذائف الهاون ضد قوات أوغندا العاملة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. وتزامنت هذه الهجمات مع إعلان تحالف المعارضة الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له، مقتل 14 جنديا إثيوبيا أمس جنوب العاصمة الصومالية لدى تفجير سيارة عسكرية إثيوبية من طراز أورال بسبب لغم أرضي زرع إلى جانب الطريق.

وقال الشيخ مختار روبو (أبو منصور) الناطق الرسمي باسم حركة الشباب المجاهدين في اتصال هاتفي من مكان غير معلوم داخل الصومال، إن هذه العمليات التي تعتبر الأحدث من نوعها ضد قوات حفظ السلام الأفريقية تمثل تدشينا عمليا لحملة «إرهابنا محمود» التي كانت الحركة قد أعلنت أخيرا أنها ستنفذها لمدة شهرين ردا على إدراج وزارة الخارجية الأميركية الشهر الماضي لها على قائمة المنظمات الإرهابية في العالم.