افتتاح منتدى التمويل الاسلامي في دبي بمشاركة خبراء من 50 دولة

يناقش التحديات التي تواجه أسرع القطاعات المالية نموا في العالم

تعرف المنتجات المالية الاسلامية إقبالا متزايدا في كل انحاء العالم («الشرق الأوسط»)
TT

افتتح في دبي امس منتدى التمويل الاسلامي الدولي بمشاركة مندوبين من 50 دولة لمناقشة احدث التطورات في القطاع المالي الاسلامي الذي يعد اسرع القطاعات المالية نموا في العالم حيث يشهد نموا في التعاملات والإصدارات بمليارات الدولارات سنويا. ويناقش المنتدى قضايا حيوية تتعلق بالقطاع المالي الاسلامي عالميا ومحليا حيث يتبادل العلماء والخبراء الآراء حول مواضيع مثل توافق وانسجام التمويل الاسلامي ونمو الصكوك وآفاق قطاع التكافل والمعايير المحاسبية والمسؤولية الاجتماعية للشركات والاصول البديلة وادارة الخزينة وصناديق التحوط والتداول الالكتروني. وكان ابرز المشاركين البروفيسور وعالم الاقتصاد البنغلاديشي، محمد يونس، الذي حدد في كلمة القاها امام المشاركين فلسفة بنكه الفريد من نوعه الذي يرفض التعامل مع الاغنياء ويسعى الى استقطاب العملاء الفقراء بما فيهم اكثر من 100 الف متسول.

وقال البروفيسور يونس صاحب مشروع بنك الفقراء (غرامين) في كلمته «المصارف التقليدية تبحث عن اغنى الاشخاص ليكون عملاء له، ونحن نبحث عن افقر الاشخاص ولدينا قائمة للتحقق من فقرهم. فإذا كنت تمتلك مفروشات في منزلك فعليك الانتظار، واذا كان سقف بيتك متينا فعليك الانتظار، واذا كان لديك اكثر من غرفة في منزلك فعليك الانتظار. الأولوية تمنح لأفقر العملاء».

وحصل بنك غرامين ومؤسسه محمد يونس على جائزة نوبل للسلام للعام 2006، تكريما لابتكار طريقة جديدة لإقراض الفقراء والإسهام في جهود محاربة الفقر في العالم وعن جهودهما لخلق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الطبقات الدنيا.

وقدم بنك غرامين قروضا بقيمة تزيد على 5.1 مليار دولار الى 5.3 مليون عميل مع نسبة سداد ممتازة تبلغ 99%. والبنك الذي يمتلك 7.5 مليون عميل هم في نفس الوقت مساهمين فيه، يعتبر نموذجا ألهم الكثيرين في انحاء العالم لإطلاق مبادرات شبيهة به.

من جهة أخرى قال مصدر مصرفي امس ان البنك التجاري الدولي ومقره امارة رأس الخيمة بدولة الامارات تقدم بطلب الى المصرف المركزي الاماراتي للتحول الى مصرف اسلامي بالكامل.

ويعتبر التجاري الدولي من البنوك الصغيرة في الامارات وقد رفع رأسماله العام الماضي 1.08 مليار درهم (296.7 مليون دولار) من خلال توزيع أسهم منحة بنسبة 10%. وحقق البنك المدرجة أسهمه في سوق أبوظبي للأوراق المالية ارباحا بلغت 319.4 مليون درهم العام الماضي مقارنة مع 9.4 مليون درهم في 2006.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته «نتوقع الحصول على الترخيص قريبا والمباشرة بالعمليات المصرفية الاسلامية قبل نهاية هذا العام». ويبلغ عدد المصارف الاسلامية الاماراتية حاليا سبع مصارف يتجاوز حجم اصولها 22 مليار دولار، الا انها لا تزال تشكل حوالي 8% من اجمالي اصول القطاع المصرفي في الامارات الذي تجاوز تريليون درهم (272 مليار دولار) نهاية 2007. وقال المصدر «هناك طلب متزايد (في الامارات) على المنتجات المالية الاسلامية، ولا نعتقد ان السوق تعج بالمصارف الاسلامية». وتمتلك حكومة رأس الخيمة حصة 20% من اسهم البنك. واشار المصدر الى ان البنك ليس له رئيس تنفيذي منذ اشهر بعد ان غادر خميس بو هارون الرئيس التنفيذي السابق ملتحقا بمصرف أبوظبي الاسلامي. وقال المصدر «البنك كان يبحث عن رئيس تنفيذي له خبرة في المجال المصرفي الاسلامي وأعتقد انه وقع اختيار مجلس الادارة على مرشح لشغل هذا المنصب الشاغر».

ويشهد قطاع الخدمات المصرفية الإسلامية نمواً متسارعاً حول العالم، وفي منطقة مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، حيث يتوقع الخبراء أن ينمو حجم أصول المصارف الإسلامية بنسبة 15 بالمائة سنوياً حتى عام 2010. وتوقعت مؤسسة ماكنزي الاستشارية ان تنمو أصول القطاع المصرفي الاسلامي عالميا بنسبة 33% سنويا حتى 2010 لتصل الى اكثر من تريليون دولار مقابل 750 مليار دولار بنهاية 2006. وشهدت محاولة سابقة للبنك للتحول الى مصرف اسلامي معارضة بعض من كبار المساهمين قبل عامين خوفا من عدم وجود خبرات كافية لإدارة البنك وفقا للمعايير الإسلامية، إضافة إلى الخوف أيضا من عدم تحصيل الديون المعدومة أو المشكوك في تحصيلها والتي تقارب مليار درهم وفقا لما كان صرح به الرئيس التنفيذي السابق.