فنيش: واهم من يتكئ على الدعم الخارجي.. والحل بالعودة الى الداخل

فرقاء الأزمة اللبنانية على مواقفهم المتباعدة دون انتظار نتائج مساعي بري والسنيورة العربية

TT

لم ينتظر فرقاء الازمة اللبنانية في الموالاة والمعارضة نتائج المساعي التي يقوم بها كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في العواصم العربية النافذة بحثاً عن حل للأزمة، بل واصلوا تبادل الاتهامات واطلاق المواقف المتصادمة حول القضايا المطروحة ولاسيما الحوار الوطني وانتخاب رئيس للجمهورية.

ففيما اكد نائب رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان (قوى 14 آذار) ان الحوار المقبول لا يتم الا بوجود رئيس للجمهورية يتم انتخابه اولاً، دعا الوزير المستقيل عضو كتلة «حزب الله» النائب محمد فنيش «جميع من لهم حيثية تمثيلية» الى النهوض بحوار وطني في مقاربة كل المسائل التي هي محل خلاف. وقال: «مخطئ وواهم من يحسب انه، بالاتكاء على الدعم الخارجي (...) قادر وحده على ان يمسك بالقرار السياسي لهذا البلد».

وقال عدوان، عقب زيارته البطريرك الماروني نصر الله صفير امس: «تناول اللقاء الوضع المقلق اكثر فأكثر بسبب عدم وجود حل للأزمة القائمة بين لبنان وسورية حيث كانت القمة الاخيرة ترجمة لهذه الازمة في عدم انتخاب رئيس للجمهورية». وأضاف: «هناك وعي كامل من قبل الدول العربية لهذه الازمة. وهناك بعض المحاولات لاجهاض الحلول وكأن الازمة هي بين اللبنانيين». واعتبر «ان لبنان اليوم موجود كساحة وورقة مساومة. ونريد ان يعود ككيان نهائي ودولة، لان الناس في حاجة الى الاستقرار. والدولة لا تقوم الا بانتخاب رئيس للجمهورية. واشتراط اي شيء وربطه برئاسة الجمهورية يجعل هذه الرئاسة معرضة مستقبلاً ويضعف موقع الرئيس الذي هو وحده مخول الاشراف على الحوار. لذلك علينا ان نذهب في 22 الشهر الحالي لننتخب هذا الرئيس».

وسئل: لماذا ترفضون دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار؟ فأجاب: «نحن نريد الحوار وفق الاصول. وهو لا يتم الا بوجود رئيس للجمهورية الذي يرعى الحوار في قصر بعبدا. ونحن لا نريد ان يستعمل البعض شعار الحوار لتحويل المشكلة من مكان ما، وهي ازمة التدخل السوري في لبنان، ليظهرها كأنها مشكلة بين اللبنانيين». وتابع: «هناك رئيس توافقي هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان. وهو ليس مرشح 14 آذار بل طرحه الرئيس بري. وقوى 14 آذار ايدته كمرشح تسوية. فلننفذ هذه التسوية ونمضي قدماً في اي حوار».

وعن الخطوات المستقبلية لقوى «14 آذار» أفاد: «الخطوة الاساسية تتمحور حول انتخاب رئيس جديد. وهذا هو الهدف الاساسي، لان بقية الخطوات لن تؤدي الى معالجة الوضع اللبناني. وعامل السرعة مهم جداً وخصوصاً ان الدولة تنهار. ونحن في قوى 14 آذار نتشاور دائماً. وعندما نجد الظرف المناسب نقوم بالخطوة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية».

في المقابل، استغرب الوزير فنيش «عمل البعض لاغلاق منافذ الأمل واتهام رئيس المجلس بانه شيخ المعارضين وهذه صفة لا تعيبه». وقال: « كلما بدت نافذة امل وكلما سعينا الى ابقاء نوافذ الامل مفتوحة، ينبري من يرفض الحوار ليحجز لنفسه صفة شيخ المعطلين والمعرقلين». وأضاف: «ان الرئيس بري عندما يدعو الى الحوار يعلم ان مشكلتنا ليست محلية فقط، بل تكمن في حجم التدخل والضغوط الخارجية وتداعيات الخلافات العربية ـ العربية على الساحة اللبنانية. لكن مع ذلك يجد ان من واجبه، كما من واجب المعارضة، ان يبحث عن المخارج وان يبقي باب الامل مفتوحا امام الناس، لان البديل هو ان نترك الناس بحال من اليأس عندما يشعرون ان الازمة اصبحت مقفلة». وسأل: «هل الذين يرفضون الحوار يريدون ان ينقلوا الازمة الى حال من التوتر والصراع تخرج فيه عن دائرة السيطرة، ام يريدون الحفاظ على مواقعهم؟».

وأكد: «ان هذا الوطن محكوم بالشراكة ومخطئ وواهم من يحسب انه بالاتكاء على الدعم الخارجي والاستقواء بالشهادات والتأييد الاميركي وغير الاميركي قادر وحده على ان يمسك بالقرار السياسي لهذا البلد». وتوجه الى فريق الاكثرية قائلاً: «ان الحل واضح وهو ان نعود الى ارادتنا الداخلية. اما اذا اردتم الاستمرار في لعبة هدر الوقت، وجئنا الى موعد الاستحقاق الانتخابي فماذا ستفعلون؟ ان اي قانون انتخابي تريدون اختياره لن يعطيكم الاكثرية التي تحلمون بها. لذا يجب ان نبحث عن قانون انتخابات لا يحقق رغبات فريق بل يؤمّن صحة التمثيل وعدالته ويحقق مشاركة واسعة من جميع الذين لهم حيثية تمثيلية».

الى ذلك، رأى المسؤول السياسي في «حزب الله» لمنطقة الجنوب الشيخ حسن عز الدين، ان «لا حل للازمة السياسية في لبنان في الافق المنظور. ولا حل طالما ان هذا الفريق (الاكثرية) متعنت ومتمسك بما يمليه عليه الاميركي وخصوصاً القائمة بالاعمال الاميركية (في بيروت ميشال سيسون) التي تتدخل وهي التي تحدد ان المعارضة لا يحق لها ان تفرض كل ما ارادته». وتساءل: «هل يحق لأميركا ان تتدخل في كل تفاصيل الشأن السياسي اللبناني؟». وقال: «نتيجة هذا التدخل ونتيجة استماع فريق السلطة الى ما يمليه عليه الاميركي، وصل لبنان الى هذه الازمة التي نحن فيها».