مخرجة إماراتية عمرها 11 عاما تلفت الأنظار في مهرجان الخليج السينمائي

افتتاح متألق للدورة الأولى

الشيخ ماجد بن محمد بن راشد وعبد الحميد الجمعة رئيس المهرجان
TT

خمسة عشر عاما وفكرة إقامة مهرجان الفيلم الخليجي تراود السينمائيين الخليجيين، وتمني أنفسهم بأن يتحقق لهم محفل سينمائي خاص بهم يعكس رؤيتهم الخليجية، وارثهم المجتمعي، ومخزونهم الفكري إلى لغة بصرية، والى الفن السابع، أسوة بالمهرجانات العالمية، والمهرجانات العربية، وكما يقول المثل الشعبي الإنجليزي الأزمات الصعبة تفرز رجالا على قدر من المسؤولية، غصت ليلة افتتاح مهرجان الخليج السينمائي في دورته الأولى بحضور جماهيري وفني لافت.

وخلال تجوالي في قاعة الاحتفالات لفتتني الطفلة الإمارتية دبي عبد الله أبو الهول ذات الحادية عشرة ربيعا وهي أصغر مخرجة مشاركة في المهرجان، بفيلمها «قالاقوليا»، مدة الفيلم دقيقتان ويتحدث حول ملك عالم خيالي مسحور يدعى قالاقوليا يسعى للتغلب على حياته الرتيبة، ويعد هذا الفيلم أولى تجارب «دبي» في الإخراج، بتشجيع من العائلة والأخوة وتأمل «دبي» مستقبلا بامتلاك شركة إنتاج للرسوم المتحركة خاصة بها تنتج برامج أطفال تنبع من البيئة العربية، ويعد محمد حارب مخرج الفيلم الشهير «فرييج» الملهم الأول لـ«دبي» التي تطمح كذلك للوصول إلى جائزة الأوسكار.

ويضم مهرجان الخليج السينمائي نحو مئة وستة وأربعين فيلما من خمس وعشرين دولة إضافة للعديد من البرامج الأخرى إلى جانب المسابقة الرسمية، بما في ذلك برنامج «خارج المسابقة الرسمية»، المخصص لعرض الأفلام الخليجية الطويلة والقصيرة، والتي لم يتم اختيارها من قِبل لجنة الاختيار في المسابقة، وبرنامج «في عيونهم» لأفلام المخرجين غير الخليجيين والمقيمين في دول الخليج العربي، وبرنامج «أفضل الأفلام العربية القصيرة» للأفلام العربية القصيرة التي شاركت أو تقدّمت لمسابقة «المُهر للإبداع السينمائي العربي» في مهرجان دبي السينمائي الدولي، و«محطّات»، للأفلام القصيرة من مختلف دول العالم، و«في الضوء»، للاحتفاء بتجربة مخرج معيّن، أو حركة سينمائية، أو دولة معيّنة، وذلك في مجال الفيلم القصير بكافة تفريعاته، وأنواعه.

وستقوم إدارة المهرجان بمنح جوائز للمسابقة الرسمية عن فئة الأفلام الروائية الطويلة والأفلام القصيرة والأفلام التسجيلية، وجوائز في مسابقة الطلبة لفئة الأفلام القصيرة والأفلام التسجيلية، بالإضافة إلى جائزة خاصة بلجنة التحكيم في الفئتين، وجائزة منفصلة لمسابقة سيناريو الأفلام الإماراتية القصيرة.

«أنا متفائل دوما وأبدا!» هذا ما بادرنا به عبد الحميد جمعة رئيس مهرجان الخليج السينمائي عندما سألناه عن توقعاته حول مستقبل السينما الخليجية، حيث أكد أن مدينة دبي أضحت خلال السنوات الأربع الأخيرة الوجهة المفضلة لصناعة السينما حيث ارتفعت شعبيتها بفضل مجموعة من المبادرات والأحداث الناجمة، أبرزها مدينة دبي للاستديوهات ومهرجان دبي السينمائي وأخيرا مهرجان الخليج السينمائي الذي اعتمد من هذا العام شهر إبريل تاريخا سنويا لانعقاده، ما يمنح صانعي الأفلام والمواهب السينمائية في منطقة الخليج قاعدة لعرض أفلامهم وإبداعاتهم. ومن الشروط التي يجب توافرها في الأفلام المشاركة، أن يكون مخرج الفيلم من مواطني إحدى الدول الخليجية، أو أن تتناول حبكة الفيلم موضوعاً تدور أحداثه حول منطقة الخليج العربي أو تاريخ أو ثقافة الخليج. كما يجب ألاّ يكون قد سبق عرض الفيلم في دولة الإمارات العربية المتحدة باستثناء مهرجان دبي السينمائي الدولي، ومسابقة «إبداع» لطلاب الإعلام، ويجب أن يكون تاريخ إنتاج الفيلم بعد 1 يناير 2006، وأن لاّ يكون برنامجاً تلفزيونياً، أو حلقة منفصلة ضمن برنامج متسلسل.

أما الممثل الإماراتي ومدير المراكز الثقافية بوزارة الثقافة والشباب حبيب غلوم فقد أكد خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» على السجادة الحمراء بأن الفيلم الخليجي قريبا لن يرضى بأقل من المنافسة العالمية مع أقرانه من الأفلام العربية والهوليوودية، بعد «غلوم» نجحنا في اقتناص الممثلة البحرينية هيفاء حسين لثوان معدودة أبدت فيها الإعجاب الشديد بالتنظيم العالي للمهرجان، وقد انتهت هيفاء حاليا من تصوير مسلسلها «أسوار» الذي سيعرض قريبا على شاشة «إم بي سي ون» ورغم توفر الإمكانات والمواهب البشرية إلا أن السينما الخليجية بحسب المخرج البحريني حسين عباس صاحب فيلم أربع بنات ما زالت تعاني من بعض الصعوبات التي تتلخص في نقص التقنيات المتوافرة والتي تتضمن المعامل والكاميرات على أقل تقدير، ويعتبر عباس أن اختيار فيلمه كفيلم افتتاح يحمله مسؤولية كبيرة تجاه الإنتاج السينمائي في بلاده، فيما اعتبرت الممثلة ابتسام العطاوي إحدى المشاركات في «أربع بنات» والذي يعد بمثابة أول تجربة سينمائية لها أن العمل السينمائي بمثابة ورشة عمل خالصة للفنان خاصة لمن يتخصص في الدراما وتعلق على ذلك قائلة: «كون الأعمال السينمائية تعرض عادة على شاشة كبيرة فهذا يمنح الممثل شعورا بوجوب التركيز على كل صغيرة وكبيرة في عمله ما يدفعه لبذل جهد يفوق عمله في مجال الدراما، بالنسبة لي رغم حداثة التجربة إلا أنها كانت ممتعه لأبعد حد»، فيلم الافتتاح «أربع بنات» بالحضور المتميز للشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة هيئة الثقافة والفنون في دبي، في صالة مسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون في مول الإمارات.

مع باقة من الفنانين الخليجيين على رأسهم الفنان الكويتي الشهير سعد الفراج، وإبراهيم الحربي، وهبة الدور، وزهرة عرفات، وهيفاء حسين، وأنور أحمد من البحرين، وعبد العزيز جاسم من دولة قطر، وإبراهيم الزدجالي وصالح زعل من سلطنة عمان.

ويشارك فيلم «أربع بنات» الذي اختارته اللجنة المنظمة لمهرجان الخليج السينمائي، في مسابقة جائزة المهرجان لفئة الأفلام الروائية. ويسرد واقع قصة أربع بنات مكافحات يتعاونّ من أجل حل أزماتهن المالية، ويعالج الفيلم موضوع تمكين المرأة والتحديات المتمثلة في التقاليد والعادات والتحيز للرجال في مجتمع يهيمن عليه الرجل، كما يتناول الفيلم الدور الهام الذي تلعبه الشركات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصادات الناشئة.

وفيما يتعلق بالقيمة المادية لفئات الأفلام المشاركة خلال المهرجان تبدأ بجوائز المسابقة الرسمية عن فئة الأفلام الروائية الطويلة والبالغة قيمتها 50 ألف درهم للجائزة الأولى و35 ألف درهم للجائزة الثانية، بينما تبلغ جوائز فئتي الأفلام التسجيلية والقصيرة 25 ألف درهم للجائزة الأولى و20 و 15 ألف درهم للجائزتين الثانية والثالثة على التوالي، أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فتبلغ قيمتها 20 ألف درهم.

وستوزع جوائز مسابقة الطلبة عن فئتي الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة فقط، وتبلغ قيمة الجوائز الثلاث الأولى 20 و 15 و10 آلاف درهم على التوالي، بينما تبلغ جائزة لجنة التحكيم عن هذه المسابقة 15 ألف درهم.

وستقوم إدارة المهرجان بمنح جوائز لمسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة، وتبلغ قيمة الجائزة الأولى 50 ألف درهم، و40 و30 ألف درهم للجائزتين الثانية والثالثة على التوالي، ويجب أن تُخصّص قيمة الجائزة وتصرف لإنتاج فيلم في دولة الإمارات العربية المتحدة ليتم عرضه في دورة مهرجان الخليج السينمائي 2009. وتعد جميع العروض مفتوحة أمام الجمهور مجاناً، وتستمر لغاية 18 أبريل الجاري في مسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون في مول الإمارات.