لطالما اشتهرت سويسرا بالمنتجعات الصحية والطعام الصحي وهواء الجبال النقي. فالكثير يجدونها المكان المناسب للعيش بعد التقاعد. وعلى الرغم من صفاء الجو هناك إلا انها لا تزال واحدة من آخر ملاذات المدخنين في أوروبا. ويوجد هناك لوبي قوي من أصحاب المطاعم والفنادق الذين يحرصون على عدم فرض قانون حظر التدخين. ووفقا للأرقام الحكومية في عام 2007 فإن حوالي ثلث السويسريين يدخنون ويكلفون الاقتصاد ما يقدر بخمسة مليارات فرانك (94. 4 مليار دولار) حسبما ورد في وكالة الصحافة الألمانية. ويقدر أن التدخين يتسبب في موت حوالي ألف شخص في سويسرا وحدها في العام ومن بينهم 20 في المائة من غير المدخنين.
ولكن على الرغم من كبر عدد المعارضين لذلك القانون هناك، الا ان حركة منع التدخين تشق طريقها. فالآن جرى إقرار هذه القوانين بشكل فردي على المستوى المحلي، حيث أقرت ست مقاطعات من 26 قوانين للحد من التدخين، في حين أن الاقاليم الأخرى تعتزم أن تحذو حذوها حسبما ورد في وكالة الصحافة الألمانية.
الأولى المقاطعات التي فرضت الحظر كانت تيسينو التي منعت التدخين في الأول من أبريل (نيسان) من عام 2007 بإلهام من إيطاليا المجاورة، وتبعتها مقاطعة جنيف حيث دخلت تلك الإجراءات حيز التنفيذ في الأول من يوليو (تموز).
وحاليا تعمل الحكومة الاتحادية على تشريع لمنع التدخين في كل أنحاء البلاد. وتقول إدارة الصحة الاتحادية إن أغلب التدخين السلبي يجري في المطاعم والحانات. ويريد ثلاثة من كل أربعة من غير المدخنين حظرا تاما على التدخين فيما يوافق عليه 40 في المائة من المدخنين. لكن رابطة الفنادق والمطاعم المعروفة باسم جاستروسويس ترفض هذا الأمر. وتمثل الرابطة نحو 20 ألف منشأة في كل أنحاء سويسرا وتقول إن مسحها الخاص الذي شمل 500 فرد يظهر أن 77 في المائة من الناس تؤيد وجود منطقة للمدخنين في المطاعم.
وحسب ما ورد عن وكالة الصحافة قال رئيس الرابطة، فلوريان هيو، إن المهووسين بالصحة يتوقون للدفع بفكرة أن السويسريين يرفضون بشدة التدخين في المطاعم والمقاهي. فيما يرفض آخرون حظرا تاما ومنهم توني بورتولوزي وهو عضو في حزب الشعب السويسري اليميني الذي يرى أنه من الخطأ حظر استخدام منتج قانوني.
وضغطت رابطة جاستروسويس بشكل كبير من أجل إصدار قانون يسمح بوجود منشآت للمدخنين بجانب تلك الخاصة بغير المدخنين ليكون بوسع الزبائن الاختيار بينها، وهو أمر قاومه البرلمان حتى الآن.