يوم دام يحصد أرواح العشرات في العراق

موجة التفجيرات تعود لضرب مطاعم شعبية

TT

لقي عشرات الاشخاص مصرعهم واصيب اخرون بجروح في موجة تفجيرات جديدة تضرب العراق اليوم الثلاثاء مستهدفة مطاعم شعبية في محافظتي ديالى المضطربة شرقا، والانبار الهادئة غربا.

وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، اعلنت مصادر امنية "مقتل 40 شخصا على الاقل، بينهم امراة، واصابة حوالى ثمانين اخرين، بينهم نساء واطفال، بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب مطعم شعبي يقع قبالة مبنى محكمة بعقوبة في وسط المدينة".

وكانت المصادر اعلنت في وقت سابق مقتل 35 شخصا واصابة اربعة وستين اخرين.

ن جهته، اكد الطبيب احمد فؤاد من مستشفى بعقوبة العام "استلام جثث 40 شخصا وحوالى ثمانين جريحا بينهم نساء واطفال اصيبوا في الانفجار"، موضحا ان "معظم القتلى قضوا حرقا".

كما اشار مصدر طبي الى "صعوبة التعرف على الضحايا بسبب احتراقهم بشكل تام". وافاد شاهد عيان ان "الانفجار وقع قرب مطعم في الشارع الرئيسي مقابل مبنى محكمة بعقوبة وادى الى احتراق ثلاث حافلات وتضرر نحو عشر محلات تجارية".

من جهته، اشار مراسل فرانس برس الى "اضرار مادية جسيمة في السوق التجاري واحتراق عدد من السيارات".

وتجمع عدد كبير من السكان امام مستشفى بعقوبة بحثا عن ابنائهم، وفقا للمراسل. ومحافظة ديالى من اخطر مناطق العراق خصوصا وانها تضم خليطا متعددا من العرب السنة والشيعة، والاكراد والتركمان.

وتشن القوات الاميركية والعراقية عمليات امنية في ديالى من حين لاخر لكبح جماح التنظميات الاسلامية المتطرفة الناشطة في المنطقة.

وفي الرمادي (110 كلم غرب بغداد)، اعلنت الشرطة مقتل 13 شخصا على الاقل واصابة 14 اخرين بتفجير انتحاري نفذ بواسطة حزام ناسف استهدف معطما شعبيا في غرب كبرى مدن محافظة الانبار.

وقال اللواء طارق اليوسف قائد شرطة المحافظة ان "انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه داخل مطعم شعبي في منطقة "الخمسة ميل" عند المدخل الغربي للمدينة، ما اسفر عن مقتل 13 شخصا واصابة 14 اخرين".

وأضاف ان "التفجير وقع عند الساعة 12،30 (09،30 ت غ)". واعمال العنف اصبحت امرا نادرا في الانبار وخصوصا في الرمادي التي كانت المعقل السابق للمتطرفين من العرب السنة.

وكان "مجلس صحوة الانبار" الذي تشكل من مختلف عشائر المحافظة بدأ محاربة تنظيم القاعدة في ايلول/سبتمبر 2006 حتى تمكن من طرده اواسط العام 2007.

يشار الى ان اجتماعا عقدته لجان التنسيق والتعاون الامني المنبثقة عن مؤتمر دول الجوار في اليومين الاخيرين في دمشق "اشاد بالتعاون الايجابي بين العراق ودول الجوار في مجال مكافحة الارهاب (...) وتحسن الوضع الامني في العراق".

لكن السفارة الاميركية في دمشق عبرت عن املها في "التزام جدي بشان وقف تدفق الارهابيين والاسلحة" الى العراق.

وفي بغداد، اعلن الجيش الاميركي مقتل ما لا يقل عن ستة "مقاتلين اعداء" خلال اشتباكات في مدينة الصدر حيث يتواجه جنود اميركيون وعراقيون منذ اكثر من اسبوعين مع جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

واوضح بيان للجيش ان "القوات الاميركية تعرضت الى اطلاق نار من اسلحة خفيفة خلال عملية فجر الثلاثاء في مدينة الصدر".

واضاف ان "القوة ردت على مصادر اطلاق النيران دفاعا عن النفس فقتلت ثلاثة من المقاتلين الاعداء (...) كما تدل التقديرات على مقتل ثلاثة اخرين من الاعداء ولم تقع اصابات في صفوف المدنيين".

وتخوض القوات الاميركية والعراقية منذ السادس من ابريل (نيسان) مواجهات متقطعة مع مقاتلي جيش المهدي في مدينة الصدر.

ولقي اكثر من تسعين شخصا مصرعهم في مدينة الصدر، ابرز معاقل جيش المهدي.

وقال شهود عيان ان القوات العراقية تدعمها قوات اميركية سيطرت على ما لا يقل عن 12 قطاعا تقع قرب المنفذ الرئيسي في المدينة المكونة من 79 قطاعا، مؤكدين ان طلائع القوات وصلت الى ساحة الصدرين.

وقد رفعت السلطات جزئيا حظر التجول المفروض على المركبات في الضاحية الشيعية بعد ان فرضته اثر اندلاع اشتباكات عنيفة قبل اكثر من اسبوعين.