«أزمة الخبز» تعيد للمنتجات المحلية أهميتها في جازان

بعد أن تناساها الناس بسبب الوجبات السريعة

بائع في أحد أسواق جازان يكيل بضاعته (تصوير: أحمد الزيلعي)
TT

أعادت أزمة الخبز التي أطلت بوجهها في عدد من المدن السعودية في الأسابيع الماضية سكان منطقة جازان إلى زراعة سنابل القصب المعروف بالقمح الأبيض، وتحول الزحام الذي شهدته تلك المدن إلى اللجوء إلى خيرات الأرض في جازان لزراعة القمح الذي يطلق عليه السكان عددا من الأسماء بحسب نوعه (الزيدية، الأحمر، المعرش، والزعر).

ورفعت مستويات الطلب المتزايدة من أسعار القمح والذرة المنتجة محليا، حيث قفز سعر الكيس الواحد من الذرة من 400 الى 600 ريال، علما أن الحزمة الواحدة من القصب الأخضر وصل سعرها من 6 الى 8 ريالات.

وفي ظل افتقار المخابز والتموينات الغذائية والمطابخ للدقيق، ازدادت أسعار القصب الأخضر والقمح والشعير، مما اعتبرتها مصادر اقتصادية معادلة متزامنة مع عودة الناس والتفاتهم واهتمامهم بزراعة حقولهم بهذه الذرة والحبوب.

ويعتبر القصب الأخضر احد أنواع القمح ذات السنبلة المخضرة المشهورة بـ«العذقة»، أهم منتج للسكان، وهو يجد العناية المستمرة منهم، ويعد القمح بشكل عام من أهم المحاصيل الزراعية التي اعتمد عليها إنسان المكان منذ عهود سحيقة، حيث يزرع ويحصد ثم يطحن ليشكل أساس الأطعمة، واعتاد المزارعون على تناول حب الذرة الرفيع والخضير.

مزاحمة الاطعمة السريعة للأكلات التقليدية بدخول وجبات الأرز والخبز والوجبات السريعة من المطاعم المتنوعة، قادت لان يترك السكان تناول الأطعمة التقليدية وترك الأهالي تناول أقراص الماضي تحت وسادات الراحة بدخول بعض المأكولات الحديثة فاقدة الطعم واللذة.

القمح (الذرة)، هي الوجبة الرئيسة في حياة الناس اليومية في جازان، الذي تعود الناس تناوله في وجبة الإفطار مغموسا بالسمن البلدي والعسل جريا على ما اعتاده الآباء.

ويعد القصب هو المنتوج الأول في منطقة جازان لزراعته باستمرار، علما أن كبار السن هم الذين يهتمون بزراعته وحصاده منذ القدم، وأماكن وجوده تتركز في كل من بيش وصبيا والمسارحة والحرث وعلى امتداد السواحل التهامية وفي السهل والجبل، ومن ضمن اهتماماتهم أنهم يزرعون الدخن وغيره. وهذه المناطق الزراعية تعد من المصادر الثرية للقمح بالمملكة.

ويعيد المزارع محمد هادي دغريري، والمزارع محمد يحيى بجوي، أسباب الغلاء الى شح الأمطار والسيول وتقلب الأجواء واختلاف المواسم بعوامل بيلوجية وطبوغرافية ومناخية، ويضيف المزارع محمد عبد الله في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بقوله: «لقد أصبحت الآبار هي موارد المياه التي نعتمد عليها في سقي محاصيلنا ونروي بها مواشينا مثل الإبل والبقر والغنم وغيرها، ويعتبر القمح نباتا ينتج حبوبا مركبة على شكل سنابل التي تعتبر الغذاء الرئيسي لمعظم شعوب العالم».

ويضيف «ومن أسماء مواسمه التي يزرع ويحصد فيها: الزبانة، الخلف، خلف الخلف، المخرط، والجادة، ومن طرق بذره انه يوضع في الحقل بعد ان تحرث المزرعة أو الحقل بالمحراث وهكذا كان أجدادنا الفلاحون يستخدمونه مقترنا بضمدين من الثيران، وهذه الطريقة تسمى (عمل وحراثة وذرا)، أي وضع الحبوب من السنابل المعروفة بالعذقة بين التراب او باللهجة التقليدية (الاتلم)، وهذه طريقة قديمة وشاقة نوعا ما، إلا أن زرعها ينبت منظما ممتلئ السنبلة».