موفاز يطلب تنفيذ قرارات سابقة لاغتيال قادة حماس

ينضم إلى عدد من القادة العسكريين اليمينيين صعقتهم نتائج عملية أمس

احد الفلسطينيين الذين اعتقلتهم اسرائيل خلال توغلها وفقدت من جرائه 3 من جنودها وسط غزة امس (ا ب)
TT

طلب الجنرال شاؤول موفاز، وزير المواصلات الاسرائيلي، من رئيس حكومته إيهود أولمرت، تنفيذ قرارات حكومية سابقة باغتيال قادة حركة حماس ، انتقاما لمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين على أرض غزة، أمس، و«ارتقاء بدرجة أخرى هي الدرجة المطلوبة لمكافحة الإرهاب».

وقال موفاز ان تجربته في الماضي، عندما كان وزيرا للدفاع وقبل ذلك عندما كان رئيسا لأركان الجيش، تقول ان «اللغة الوحيدة التي يفهمها قادة حماس هي لغة القوة. وانه عندما اغتال مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين، وخليفته عبد العزيز الرنتيسي، انخفضت نسبة عمليات الحركة ضد اسرائيل بشكل حاد، ولا بد من تكرار التجربة اليوم مع تنامي قوة هذه الحركة».

وكان موفاز قد انضم الى جوقة كبيرة من القادة الإسرائيليين في اليمين الذين صعقتهم العملية النوعية التي نفذتها حماس أمس. فقد اعتبروها قفزة جديدة في مستوى المقاتلين الفلسطينيين تنذر بأخطار جسيمة على أمن إسرائيل. وقال الخبير العسكري، رون بن يشاي، إن هذه العملية وعدة عمليات أخرى سابقة تشير الى تطور استراتيجي في فكر حماس وأسلوبها العسكري «فقد بدأوا يدركون في غزة، على ما يبدو، ان الصواريخ التافهة التي يطلقونها باتجاه اسرائيل تثير العالم كله، بما في ذلك العالم العربي وحتى في صفوف الفلسطينيين. وكان لا بد من انعطاف باتجاه المواجهة العسكرية. فقد كان رجال فتح هم الذين يواجهون الجيش الاسرائيلي في مقاومة وجها لوجه، بينما امتنع رجال حماس في الماضي عن مواجهتنا. أما اليوم فيظهر رجال حماس كمقاومين بكل معنى الكلمة، لا بل إنهم في هذه العملية كانوا مبادرين لجر جنودنا الى كمين محكم. وأنهوا العملية بشكل يمكن القول معه إنهم حققوا نجاحا باهرا».

ويعبر قادة الجيش الاسرائيلي عن القلق من نجاح عملية كهذه، ليس فقط من الناحية المعنوية والعملية وحسب، بل يقولون: «كنا نخشى في الماضي من نقل ظاهرة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة الى الضفة الغربية. ولكن نقل صواريخ ليس بالمهمة السهلة عليهم، لأنه لن يتم إلا عبر الأراضي الإسرائيلية. ولكن نقل تجربة مثل هذه العمليات من غزة الى الضفة هو أمر في غاية السهولة. لذلك فإن على الجيش أن يعرف كيف يرد عليها ردا حاسما وكاسحا».

بيد ان غالبية المراقبين في اسرائيل يعتقدون أنه لن يكون هناك رد كبير على عملية كهذه، في الفترة الحالية وحتى أواخر مايو (ايار) المقبل، حيث انها ستكون مشغولة بالعيد الكبير (الفصح)، الذي يبدأ غدا ويستمر أسبوعا كاملا، ثم باحتفالات اسرائيل بذكرى تأسيسها الـ60 (الاحتفالات المركزية في 9 مايو/ أيار)، ثم يصل الرئيس الأميركي، جورج بوش، الى المنطقة (14 – 15 مايو). ولهذا، فإن التقديرات تميل الى احتمال ان ترد اسرائيل على هذه العملية بشكل محدود.

وأكدت مصادر سياسية وعسكرية في القدس انه لم يطرأ جديد على التأهب الاسرائيلي العسكري، حيث ان الجيش يعيش حالة كهذه منذ اغتيال عماد مغنية قبل شهرين. لكن قوات الشرطة المدنية تعلن حالة تأهب، كعادتها عشية كل عيد يهودي. وحسب أجهزة الأمن، فإن هناك «9 انذارات ساخنة» تشير الى احتمال وقوع 9 عمليات داخل اسرائيل خلال العيد، وأن عملية تفجير كبرى يخطط تنفيذها مسلحون من تنظيم الجهاد العالمي التابع لتنظيم «القاعدة» ضد السياح الإسرائيليين في سيناء المصرية. وبناء على هذه المعلومات تأهبت الشرطة وأجهزة الأمن الأخرى وجاء التحذير الاسرائيلي الرسمي للمواطنين بالامتناع عن دخول سيناء في هذه الفترة، علما بأن 50 ألف سائح إسرائيلي سجلوا للسفر الى سيناء لإمضاء فترة العيد. واقترح نواب من اليمين إقامة حاجز للشرطة على مدخل معبر طابا يمنع الإسرائيليين بالقوة من الدخول الى سيناء.