طفل الجنوب السعودي وفتاة عُمان يدهشان المشاركين في مؤتمر عالمي بمسقط

400 مشارك عالمي يتبادلون التجارب في مؤتمر التعلم المؤسسي الثالث

جانب من جلسات منتدى التعلم المؤسسي في عمان («الشرق الأوسط»)
TT

أمام نحو 400 من الأكاديميين ورجال الأعمال الذين احتشدت بهم خيمة كبيرة في العاصمة العمانية مسقط، وقف المهندس سالم آل عايض ليروي قصته يوم خرج من قرية صغيرة في جنوب السعودية أول مرة قبل نصف قرن للوصول لمدرسة في العاصمة السعودية الرياض. استغرقت رحلته مسيرة ثلاثة أيام، عرف فيها قيمة الماء، وكان التمر هو الذخيرة الوحيدة التي تسلح بها لمواجهة شظف الرحلة. وبعد وصوله الرياض سافر للولايات المتحدة ليتخصص في هندسة النظم ثم يتدرج في شركة أرامكو السعودية حتى اصبح النائب الأعلى لرئيس الشركة. ولم يكن آل عايض المتحدث الوحيد في جلسات منتدى التعلم المؤسسي الذي اقيم تحت عنوان تجسير الخليج، وهو المنتدى الذي يتيح لأعضائه من رجال الاعمال والاكاديميين وبعض الشخصيات الحكومية البحث في وسائل علمية مستحدثة لدفع عجلة التطور وخلق حوار فكري يتعلم منه المشاركون تجارب بعضهم في التطور وتنمية التفكير الابداعي.

ويمثل لقاء مسقط الثالث من نوعه على المستوى العالمي، والأول الذي يعقد خارج الولايات المتحدة وأوروبا، ويجمع نحو 400 من قادة الأعمال وممثلي الحكومات والاوساط الاكاديمية من 50 دولة. وزيرة التعليم العالي العمانية، راوية بنت سعود البوسعيدي، تحدثت في افتتاح المنتدى عن الحوار بين الثقافات مؤكدة أن الحوار وتبادل الأفكار بين الشعوب ليس خياراً بل حتمية تاريخية تفرضها سيرورة الحضارات، مشيرة إلى أن الحوار مع الآخر يمثل جزءا من معرفة الذات من حيث أن الآخر هو مرآة الذات. أما الدكتور بيتر سينجي، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مؤلف كتاب النظام الخامس: فن وممارسة المنظمة التعليمية. ومؤسس جمعية التعلم المؤسسي، فقد أمتع الحضور بنقاش حول الحاجة للتواصل والحوار وتنمية المعرفة. وساهمت شركات عملاقة كشركة (شل) العالمية النفطية، وسابك السعودية، وشركة نفط عمان في استعراض تجاربها في التنمية ودعم مشاريع الشركات الصغيرة، والتخطيط الاستراتيجي، كما يتم بحث مشاركة قادة المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمسؤولين الحكوميين في دعم المجتمعات المحلية.

ونظم الملتقى مائدة مستديرة لعدد من رجال الأعمال الذين حققوا من خلال مشاريع محلية واقليمية نمواً وتأثيراً اجتماعياً، ومن بين المشاركين، روبرت بوكا من شركة النفط البريطانية، والذي عمل مع منظمات محلية غير حكومية في ولاية ماهاراشترا الهندية لتطوير نظم الانتاج والتوزيع، واستخدام السماد كوقود للطهي من أجل المساهمة في خلق بيئة نظيفة.

كما شارك في المائدة المستديرة الناشط الفلبيني نويل لورنزانا الذي ساهم في تكوين وتوزيع سلسلة منتجات تمكن الفقراء من الحصول عليها. كما يشارك في المائدة لاين دوفي رئيس التخطيط الاستراتيجي لوزارة التنمية الاقتصادية في نيوزيلندا. وفي اليوم الثاني للمنتدى، عقدت جلسة صباحية بعنوان «الثقافة والإقناع.. التعلم من اختلافنا» تتحدث فيها ماري كاترين، أخصائية علم الانسان، والاستاذ الفخري في جامعة جورج ميسون الاميركية، ورئيس معهد دراسات الثقافات، عن القدرة الجماعية على التعلم، كأحد الميزات التنافسية للتنمية المستدامة التي تدعو لها جمعية التعليم المؤسسي، حيث يمثل هذا المبدأ أملاً لمعالجة المشاكل المستعصية التي تواجه المجتمعات.

في اليوم الثالث، ناقش المنتدى دور الشركات في دعم التنمية المحلية، حيث شارك عبر الفيديو البروفسور محمد يونس الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد، كمتحدث رئيسي في الجلسة، حيث يستعرض دور الشركات في التنمية، ويؤكد على أن نمو المؤسسات التجارية مرتبط بسلامة ونمو المجتمع الذي تعمل فيه والمعروف أن المصرفي البنغلاديشي محمد يونس يلقب في بلاده بـ«مصرفي الفقراء»، وهو مؤسس بنك «غرامين» الذي يعتبر أول مصرف في العالم يمنح قروضاً صغيرة للفقراء، حيث أوجد صيغة القروض الصغيرة المخصصة للمحتاجين في إطار مشروع «مصرف الفقراء» الذي أنشأ عام 1976 وانتقلت فكرته إلى أكثر من مئة دولة في أنحاء العالم. وحمل اليوم الأخير للمنتدى، عنوان «حل المشاكل الصعبة في التطبيق»، وكان المتحدث الرئيسي في هو الاقتصادي آدم كاهن، حيث التقى مجموعة من قادة الأعمال في طاولة حوار بشأن بحث طرق حل المشكلات الاجتماعية المستعصية.