انطلاق عملية «صيد الجرذان» في مدينة الصدر.. والجيش الأميركي يتحدث عن «ليلة ساخنة»

عودة الهدوء الحذر إلى البصرة.. والسلطات تخلي مقرات الأحزاب

TT

اعلن الجيش الاميركي مقتل 20 مسلحا في اشتباكات مع القوات الاميركية الليلة قبل الماضية في مدينة الصدر شرق بغداد، احد ابرز معاقل ميليشيا «جيش المهدي»، فيما عاد الهدوء المشوب بالحذر الى مدينة البصرة. وعثرت القوات الامنية على 46 جثة مجهولة الهوية في موقعين متفرقين، كما خطف مسلحون 9 طلاب جامعيين وسائقهم بالقرب من بعقوبة.

ووصف اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر سلسلة الاشتباكات والضربات الجوية على مدينة الصدر بـ«الليلة الساخنة»، وأضاف «يمكنني أن أقول انها كانت أسخن ليلة منذ أسبوعين».

وقال ستوفر ان القوات الاميركية نفذت ضربتين جويتين منفصلتين بطائرات هليكوبتر قتلت كل منهما ثلاثة مسلحين. فيما لقي تسعة مقاتلين حتفهم في معارك بالاسلحة صباح أمس، وقتل اثنان في معارك بالاسلحة في المساء. وقتل ثلاثة مسلحين اخرين بعد أن انفجرت قنبلة كانوا يزرعونها على الطريق، مما أدى الى اندلاع معركة، حسبما اوردته وكالة رويترز.

وفي حوادث أخرى قال ستوفر، ان قنبلة مزروعة على الطريق استهدفت قافلة أميركية قتلت طفلا عراقيا، كما لقي مدني عراقي حتفه وأصيب ثلاثة في هجوم اخر بقنبلة على قافلة أميركية. وسقط مئات القتلى في اشتباكات بين أتباع الصدر والقوات الاميركية والعراقية في بغداد، منذ أن أطلقت الحكومة حملة قمع لميليشيا «جيش المهدي» في مدينة البصرة الجنوبية الشهر الماضي. من جهته، اكد الادميرال باتريك دريسكول المتحدث باسم القوات متعددة الجنسيات في العراق ان العمليات العسكرية الجارية في مدينة الصدر هي استمرار لخطة فرض القانون في العاصمة بغداد، وان الهدف منها بسط الأمن والاستقرار في المدينة والقضاء على المسلحين وفرض سيادة القانون، من اجل التهيئة لاعادة اعمار وبناء المرافق الخدمية لسكان المدينة.

واوضح القائد العسكري الاميركي، ان العمليات العسكرية القائمة بين القوات المشتركة والمسلحين احرزت «تقدما ممتازا» طبقا للاهداف التي وضعت من اجلها، في ظل الجهود التي تبذلها قوات الجيش والشرطة العراقية التي اصبحت قادرة على تنفيذ الواجبات بمفردها «على افضل وجه».

وعن الخسائر بين صفوف المدنيين، قال دريسكول ان «المجموعات الخاصة التي تتلقى التدريب والاموال والاسلحة من ايران لتمويل عملياتها، هي من تعرض وتسبب تلك الخسائر لانها تستهدف بشكل عشوائي حياة المدنيين، بعد ان يقوموا باطلاق الصواريخ بشكل عشوائي على احياء بغداد». واضاف «الجيش الاميركي يتبع اجراءات صارمة في المواجهات العسكرية التي تحدث في اماكن مختلفة، وبعض القوات تقوم بمطاردة المسلحين الذين يقومون باطلاق الصواريخ على المنطقة الخضراء للقضاء عليهم».

ونفى دريسكول ان تكون قوات بلاده هي من تستهدف الابرياء، سواء من الاطفال او السكان الاخرين، محملا مسؤولية ذلك للمسلحين المنتشرين في ازقة واحياء مدينة الصدر.

من جهتها اكدت مصادر عسكرية عراقية لـ«الشرق الاوسط»، ان القوات الاميركية اطلقت تسمية «صيد الجرذان» على العملية العسكرية الجارية في مدينة الصدر. وقالت تلك المصادر ان «بعض الجنرالات الاميركان يصفون المسلحين في المدينة بالجرذان، التي تطلق النيران وتعود لتختبئ بين صفوف الابرياء من السكان، وهو ما دفعهم لتسمية هذه العملية بصيد الجرذان».

من جهته، اكد تحسين الشيخلي المتحدث المدني لخطة فرض القانون، ان عملية تقديم الخدمات واعادة الاعمار في المدينة ستبقى رهن الوضع الامني القائم هناك، موضحا ان الحكومة واجهزتها الخدمية تبذل جهودا كبيرة لتقديم افضل الخدمات للسكان.

وفي البصرة، عاد الهدوء المشوب بالحذر امس بعد ان فرضت القوات الحكومية والقوات البريطانية والاميركية المساندة لها، هيمنتها على أربع مناطق حيوية وسط المدينة، وفي مقدمتها منطقة الحيانية التي تعدُّ من أهم معاقل «جيش المهدي». وقال اللواء الركن عبد الكريم خلف المتحدث الرسمي في وزارة الداخلية، ان «الجماعات المسلحة لم تبدِ أية مقاومة في المدينة أمام اندفاع القوات الأمنية، كما لم تسفر العملية عن أية خسائر بشرية في صفوف القوات الأمنية أو المدنيين في منطقة الحيانية، متوقعا أن تتم عمليات التفتيش خلال الساعات الـ24 المقبلة».

وأكد خلف للصحافيين في البصرة ان «القوات الأمنية فرضت كامل سيطرتها بعد ان ازالت مئات العبوات الناسفة، التي كانت مزروعة على جوانب الطرق في المدينة، لاسيما في مدخل الحيانية». وقال خلف انه تم القاء القبض على 16 مسلحا كما عثر على عشرات الاسلحة والمتفجرات والذخائر.

كما اعلن خلف إخلاء المباني الحكومية التي كانت تشغلها حركات وأحزاب سياسية، ومنها مبنى مديرية شرطة البصرة القديم، الذي كان  يشغله حزب الدعوة، الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي، ومبنى بهو الإدارة المحلية الذي تشغله منظمة بدر، واخلاء مبنى اللجنة الاولمبية من مكتب الشهيد الصدر، ومبنى مقر سرية طوارئ المحافظة الذي يشغله حزب الله، واحد مباني شركة الموانئ العراقية الذي يشغله حزب ثأر الله.