السوق تتخلص من خسارة 2 % وتعانق اللون الأخضر في نصف الساعة الأخير

بروز التوجه للشركات المتوسطة والصغيرة وسط عزوف عن «القيادات»

جانب من تداولات الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

تخلّصت سوق الأسهم السعودية في تعاملات أمس، من خسارة بلغت 202 نقطة تعادل 2.1 في المائة لتدخل المنطقة الخضراء في آخر نصف ساعة من عمر التعاملات، بعد أن لامس المؤشر العام مستوى 9295 نقطة كأدنى مستوى محقق في التداولات الأخيرة، بعد أن افتتحت السوق تعاملاتها على تراجع قوي كان امتدادا للانخفاضات التي لحقت بالتداولات في أول من أمس.

حيث عانت السوق أمس من ردة الفعل التي لحقت بالمتداولين حول إيجابية نتائج شركة «سابك» من عدمه، خصوصا أن المبالغة في توقعات أرباح الشركة جعلت أي رقم تعكسه قوائم الشركة ضئيل قياسا بالتفاؤل المفرط الذي يصاحب أي حديث عن نتائج «سابك»، والذي أدى إلى تراجع أسهم الشركة أمس بمعدل 2.8 في المائة.

هذا الانخفاض لأسهم «القائد» جعل التشاؤم سيد الموقف في تداولات السوق، بالرغم من تحقيق الشركة ارتفاعا بالأرباح بلغت نسبته 10 في المائة، لينسحب هذا الأثر على بقية أسهم الشركات القيادية التي تركت المؤشر العام يسبح على هوى البيوع التي عمت التعاملات مع انطلاقتها أمس.

إلا أن أسهم الشركات داخل قطاع التشييد والبناء وقطاع الزراعة والصناعات الغذائية خالفت اتجاهات الأسهم القيادية والتي حقق بعضها ارتفاعا بالنسبة القصوى، والتي بدورها أججت من روح التفاؤل بعودة السوق إلى مساره الصاعد، خصوصا بعد تحقيق أسهم 3 شركات للنسبة العليا في القطاعين.

وظهر الاهتمام باسهم الشركات المتوسطة والصغيرة والتي أخذت تلفت الأنظار في حركتها السعرية القوية، والذي يأتي في ظل الانخفاض الطارئ على أسهم الشركات القيادية، لتعكس سلوك بداية الاهتمام بهذه النوعية من أسهم الشركات استغلالا للموقف. وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 9521 نقطة بارتفاع 24 نقطة تعادل 0.26 في المائة عبر تداول 310.1 مليون سهم بقيمة 11.3 مليار ريال (3.01 مليار دولار)، مدفوعة بارتفاع 11قطاع مقابل انخفاض 4 قطاعات.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» راشد الفوزان كاتب اقتصادي، أن سوق الأسهم السعودية تعكس إشارات قوية بوقوعها داخل النطاق الايجابي بشكل عام بالرغم من تأثرها من جني الأرباح، مفيدا أن المستويات الممتدة بين 8900 إلى 9000 نقطة تعتبر مناطق داعمة كفيلة بمواجهة أي تراجع للمؤشر العام. وأضاف أن نتائج شركة الاتصالات السعودية تعكس الإيجابية في أدائها ونمو أرباحها على الرغم من تخفيض التوزيعات لهذا الربع مقارنة بالفترات السابقة، إلا أن السلبية تكمن في زيادة خسائر الشركة السعودية للكهرباء، والتي تمثل إشارات سلبية لتعاملات السوق. وتوقع الفوزان أن تواجه السوق ضغوطا نفسية تزامنا مع إدراج أسهم مصرف الإنماء، بالإضافة إلى ضآلة نمو أرباح شركة «سابك» في الربع الأول قياسا بأرباح الربع الرابع من العام الماضي، مبينا أن هذه العوامل ربما تدفع أسهم الشركات الكبرى للاستقرار ليأتي دور الحركة السعرية على أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة.

من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» علي الفضلي محلل فني، أن المؤشر العام استطاع تحقيق فترة سعرية لجني أرباح مقنع فنيا خصوصا مع اقتراب السوق من مستويات دعم تتمثل في 9250 نقطة أمس، مفيدا أن هذه التراجعات الأخيرة تصب في صالح المسار العام الصاعد في ظل تماسكها فوق هذه المستويات.

وأكد المحلل الفني على أن أسهم الشركات التي عكست ارتفاعا قويا في التعاملات الأخيرة تعد إشارات قوية في استغلالها لتراجع أسهم الشركات القيادية، والتي أعطت مساحة للمضاربين في انتقاء هذه الأسهم تزامنا مع انصراف السيولة من الشركات الكبرى مع انتفاء الأخبار المؤثرة حولها مع ظهور نتائجها الربعية.