رئيس منتدى جدة للبيئة: يجب على الحكومة إنشاء «شرطة للبيئة»

1000 شخصية تشارك في أكبر تظاهرة بيئية في جدة اليوم

الجهني لدى حديثه لـ«الشرق الأوسط» من مبنى الغرفة (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

أكد الدكتور محمد الجهني رئيس منتدى جدة الدولي الأول للبيئة اكتمال كافة الاستعدادات لانطلاقة المنتدى الأول في نوعه على مستوى البلاد اليوم، موضحا أنه فرصة كبيرة لرجال الأعمال السعوديين والأجانب للتعرف على الفرص الاستثمارية في قطاع البيئة.

وقال الجهني، خلال حديثه لـ «الشرق الأوسط»، إنه لا يخشى من حدوث مشاكل تنظيمية للمنتدى بسبب إقامته داخل مبنى الغرفة، مبينا أنهم راعوا تناسب أعداد المشاركين المدعوين، والبالغ عددهم 1000 شخصية، مع موقع الحفل والمنتدى.

ودعا الجهني الحكومة السعودية إلى ضرورة إنشاء «شرطة للبيئة» بهدف نشر الوعي لدى أفراد المجتمع السعودي حول أهمية الحفاظ على البيئة، وأضاف «كمرحلة أولى يكون دور هذه الشرطة توعويا، ومن ثم سن قوانين تعاقب من يضر البيئة كما يحدث في الأردن».

كما اعتبر التصنيف الذي وضع مدينة جدة في المرتبة الرابعة عالميا من حيث التلوث بـ«غير المنطقي»، كما اعترف بنقص توفر معلومات أو أرقام تكشف واقع البيئة السعودية.

وشدد رئيس منتدى جدة للبيئة على أن الموعد المحدد لانطلاقة المنتدى هو الموعد الرسمي للملتقى خلال السنوات المقبلة، وقال: «لأنه اليوم الذي يحتفل العالم به كونه يوم الأرض».

> لو بدأنا من آخر استعداداتكم للمنتدى قبل انطلاقه بـ24 ساعة، هل اكتمل وصول عدد المتحدثين الدوليين؟

ـ بالنسبة للاستعدادات فالعمل يجري الآن داخل مبنى غرفة جدة للتجارة والصناعة، التي تحتضن فعاليات المنتدى، من حيث وضع اللمسات الأخيرة لحفل استقبال الأمير خالد الفيصل وضيوف الملتقى، وكذلك المعرض المصاحب. أما بالنسبة لموضوع الضيوف فهم يتوافدون على مدينة جدة منذ (السبت)، ويتوقع اكتمال وصولهم اليوم الاثنين بحلول الساعة الثانية ظهرا، وأستغل هذه الفرصة لتقديم الشكر لوزارة الخارجية التي قدمت كافة التسهيلات للمتحدثين والضيوف المشاركين في المنتدى، وقيامها باستخراج تأشيرات الدخول لهم في وقت قصير للغاية.

> بالنسبة لشعار المنتدى لهذا العام «حماية البيئة إصلاح وتأهيل»، هل نعتبر موضوع هذا العام جرعة أولية ضمن جرعات متواصلة ومرتبطة ستقدم خلال الدورات المقبلة لنشر الوعي للفرد السعودي نحو البيئة؟

ـ نحن في هذا الشعار، والذي كان الفضل في اختياره للأمير تركي بن ناصر الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، نسير وفق توجه يهدف إلى توعية المجتمع السعودي نحو وضع البيئة حاليا، وتثقيفه في هذه المشاكل، ومن ثم توعيته بالإصلاحات الواجب أن يعيها الفرد نحو بيئته، وكذلك تأهيل المجتمع والشركات لدينا حول أهمية هذا القطاع الجديد من حيث الاهتمام به أو الاستثمار فيه. ويمثل إصلاح البيئة الحالية من أهم الخطوات التي نهدف لتحقيقها، وكذلك التأهيل، حيث تم الاختيار لمراعاة ذلك، وفي السنوات المقبلة سنعمل على استيفاء باقي المواضيع المهمة، التي نرغب في تغطيتها حول بيئتنا السعودية والإقليمية والدولية.

> وما هي الطريقة لنشر الوعي لدى الفرد السعودي بأهمية الحفاظ على البيئة، وتحقيق التزامه بها؟

ـ لا يحتاج الموضوع إلى طرق سحرية، بقدر ما يحتاج لدور فعال من الحكومة السعودية، التي نناشدها بأن تبدأ في تطبيق نظام أمني تستطيع تسميته «شرطة للبيئة» تقوم بنشر الوعي على المواطنين في مرحلة أولى، ومن ثم تطبيق مبدأ العقاب على كل فرد يضر بيئته من خلال أي شكل حتى ولو بسيطاً، بأن فتح نافذة سيارته ويلقي منها سيجارة في الشارع.

> «شرطة للبيئة».. هل تعتقد أن الناس ستتعامل مع الموضوع بجدية؟

ـ نعم إذا أشرفت الحكومة على الموضوع، وهو بالمناسبة شي ليس بالجديد، فهناك دول مجاورة لنا كالمملكة الأردنية على سبيل المثال تطبق هذا النظام ومن خلاله استطاعت الحفاظ على البيئة المحلية، وكذلك نشر الوعي لدى المواطنين بأهمية الحفاظ على بيئتهم.

> قبل أسبوعين شاركت خلال مؤتمر صحافي تحدث فيه بعض المتحدثين عن تصنيف مدينة جدة في المرتبة الرابعة على الصعيد العالمي من حيث التلوث، وأثارت هذه الآراء الكثير من ردود الفعل المتفاوتة.. هل ترى هذا التصنيف، إذا كان حقيقيا بالفعل، منطقيا؟

ـ لا أعتقد أن هناك أي منطق في هذا التصنيف، وهذا لا ينفي أن ليس لدينا مشاكل في البيئة البحرية والبرية داخل مدينة جدة أو في المملكة بشكل عام، ولكنها لم تصل إلى مرحلة هذا التصنيف، فهناك مدن أكثر تلوثا في العالم وتتعدى جدة بمراحل. > هل هناك إحصاءات دقيقة عن الوضع البيئي لدينا في السعودية؟

ـ حاليا، لا توجد معلومات أو أرقام من جهة رسمية يعتمد عليها، تظل في خانة التخمين والتوقع لا غير.. ولكن الوضع يتغير مع الإجراءات العديدة المتخذة من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة برئاسة الأمير تركي بن ناصر الذي لا يوفر أي جهد في سبيل تطوير البيئة والعمل المصاحب لها في المملكة بشكل عام.

وهذا العمل يأتي تجسيدا للدور الكبير الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز، وهما من وقفا مع إقامة مثل هذا المنتدى الدولي الأول من نوعه في تاريخ المملكة. وبهذا يكون تجمعاً بيئياً سنوياً عالمياً يركز عيون العالم على الدور الكبير الذي تقوم به بلادنا في الحفاظ على البيئة العالمية.

> ولكن ما الفائدة من وضع قوانين وسنها إذا لم تطبق، فمثلا «التنمية المستدامة» التي تضعها الحكومة السعودية منذ السبعينات الميلادية من القرن الماضي على قائمة الأهمية في إنشاء المصانع، التي يراعى فيها الحفاظ على البيئة لم تطبقها إلا المصانع التابعة للشركات الكبيرة فقط؟

ـ للأسف هذا ما حدث، ولكن النظام الجديد مع وجود «شرطة للبيئة» كما ذكرت، وتشرف عليها وزارة الداخلية، سيساهم في تغير الوضع ليس على مستوى المصانع فقط، بل على مستوى الفرد السعودي. وما قام به خادم الحرمين من خلال تصريحه لأعضاء جمعية المتقاعدين من أنه أمر بإبقاء بعض الآبار النفطية المكتشفة كما هي مدفونة، فهذا شكل من أشكال التنمية المستدامة التي تعود على العباد والبلاد بخير كبير إن شاء الله.

> بكلمة واحدة، ما أكبر مشاكل البيئة الموجودة لدينا؟

ـ النفايات > والسبب؟

ـ الشركات العاملة في قطاع البيئة داخل المملكة قليلة جدا، ونحن الآن بدأنا نشاهد إعلانات عن تأسيس عدد من الشركات التي قدمت لها الرئاسة التسهيلات اللازمة، إضافة إلى قلة الوعي لدى بعض المصانع التي تتخلص من نفاياتها في «مرادم (المواقع التي تكب فيها النفايات)» كانت برية أو بحرية.

> هل لديكم بلجنة البيئة في غرفة جدة فكرة عن حجم الفرص الاستثمارية المتوفرة لرجال الأعمال السعوديين في هذا القطاع؟

ـ في الحقيقة لا يوجد رقم محدد لحجم الاستثمارات، ولكن فرصها كبيرة ونحن نأمل من خلال المنتدى الذي تشارك فيه العديد من الشركات العالمية أن تلهم رجال الأعمال السعوديين في الاستثمار بهذا القطاع.

> هل لك أن تسلط الضوء على الشركات الأجنبية المشاركة في المنتدى؟

ـ هناك شركات نيوزيلندية ونمساوية، وكذلك هناك ائتلاف مشكل من تسع شركات بريطانية متخصصة في قطاعات البيئة، وحضورها قد ينّمي شراكات بينها وبين رجال الأعمال السعوديين.

> مشاركة هذه الشركات والفرص الاستثمارية ستقدم عبر المعرض المصاحب للمنتدى؟

ـ نعم، وهو معرض رمزي كونه الأول لنا في تنظيم هكذا مناسبات بيئية، وسيعرض خلاله هذا المعرض وللمرة الأولى تجربة تحويل تربة الأراضي الجافة إلى خصبة، وهي تجربة تقدمها شركة أوروبية قدمت من نيوزيلندا.

> أخيراً، تعاني المنتديات لدينا من إشكالية التاريخ الرسمي لإقامتها، هل نستطيع أن نقول إن 21 و 22 من أبريل الجاري هو الموعد السنوي الرسمي لمنتدى جدة الدولي للبيئة في السنوات المقبلة؟

ـ بإذن الله نعم، فاختيارنا للموعد لم يكن من باب الصدفة بل جاء تحديده كونه اليوم الذي يحتفل فيه العالم بيوم الأرض، ولا أعتقد أن هناك موعداً مناسباً أفضل من هذا اليوم الذي يحتفل فيه العالم، وسيظل بإذن الله الموعد الرسمي للمنتدى خلال السنوات المقبلة.