قيادات في «التيار الصدري» تؤكد وأخرى تنفي الطلب من علاوي التوسط مع الأميركيين

الشيخ: نعم طلبنا من زعيم «العراقية» التدخل.. والعكيلي: المباحثات مع الأميركيين خط أحمر

TT

فيما أكد قيادي في التيار الصدري انه طلب «شخصيا» من اياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق، وزعيم القائمة الوطنية العراقية في البرلمان للطلب من القوات الاميركية، تخفيف «الحصار» عن مدينة الصدر في بغداد، نفى متحدث باسم رجل الدين الشاب مقتدى الصدر، ان يكون التيار الصدري قد وسط علاوي للحوار مع الاميركيين، مرحبا في الوقت ذاته بأية وساطة مع الحكومة العراقية.

وكان علاوي قد اعلن اول من أمس، في مؤتمر صحافي مشترك مع فتاح الشيخ النائب السابق في التيار الصدري، أن أعضاء في مجلس النواب يمثلون التيار الصدري، اتصلوا به للتوسط لدى القوات الاميركية لإيقاف العمليات العسكرية، وحل أزمة مدينة الصدر شرق بغداد.

وقال فتاح الشيخ، ان الوضع العسكري المتأزم في عديد من المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية مستمرة، جعل اطرافاً سياسياً تتدخل لتهدئة الأوضاع، وأكد لـ«الشرق الأوسط» «انا شخصياً التقيت الدكتور اياد علاوي، وتباحثنا في سبل حل الازمة مع الجانب الاميركي».

وفي سؤال عن أسباب تباحثهم مع القوات الاميركية لا مع الحكومة، اوضح الشيخ «أن القوات الأميركية هي التي توجد في المناطق المحاصرة، التي تشهد عمليات عسكرية، وكان زعيم القائمة العراقية لديه اطلاع كبير للوضع الانساني المأساوي، الذي تعيشه تلك المناطق حيث تعطلت الحياة العامة بالكامل»، وتابع «ونأمل خيراً في هذا التدخل». وأضاف أنه اذا بقي الحال على ما هو عليه، «فإن الأمور ستؤول الى ما لا تحمد عقباه.. سواء العاقبة على المواطنين الابرياء او الحكومة، والتي ستشهد انتفاضة للشعب العراقي، فعلى الأخيرة الجلوس الى طاولة واحدة مع التيار، فليس من اللائق ان تهمش الحكومة الكتلة الصدرية في كل مرة تطلب الحوار معها لحل الازمة». غير أن الشيخ صلاح العبيدي، المتحدث الرسمي باسم الصدر، نفى في حوار هاتفي مع «الشرق الأوسط» تلك الوساطة، قائلا «ننفي وساطة علاوي بين التيار والاميركان.. ان توسيط علاوي لإقناع الاميركان بوقف الهجمات ضد الصدريين هو شيء غير صحيح». وأوضح العبيدي ان هناك العديد من الاطراف السياسية من بينها حزب الدعوة، الذي ينتمي اليه المالكي، وحزب الدعوة تنظيم العراق، قد حاولت التدخل لإنهاء الأزمة بين الحكومة والصدريين، في إعقاب صدور بيان الصدر الذي هدد فيه بشن حرب مفتوحة، غير انه اضاف قائلا بأن تقييم الهيئة السياسية في التيار، توصلت الى أن أغلب تلك الوساطات لم ترق الى مستوى الطموح. وقال العبيدي إن «هناك وساطات أخرى من خارج الائتلاف العراقي الموحد تجري الآن، ونحن نعول عليها ولا نريد الاعلان عنها لكي لا تتفتت». وأوضح أن واحدة من الوساطات كانت من خلال الرئيس العراقي جلال طالباني، غير انه لم يوضح نتائجها واكتفى بالقول «لم نغلق الباب بوجه الوساطات، ونرحب بأي وساطة مصحوبة بضمانات، اي التزام الحكومة بالشروط التي يتم التوافق عليها». وأضاف العبيدي ان من بين اهم مطالب التيار الصدر وقف «الهجمات» ضد عناصر التيار في المدن العراقية المختلفة، وعودة الأسر المهجرة من محافظاتها، متهما الحكومة بغض الطرف عن ميليشيات واطراف سياسية أخرى في مدن البصرة والناصرية والكوت والديوانية، واستهداف اعضاء التيار الصدري. وفي وقت لاحق، قال النائب صالح العكيلي، عن التيار الصدري، إن «الكتلة ترفض رفضا مطلقا التفاوض مع الامريكيين، وتعده خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، حسبما اوردته الوكالة المستقلة لأنباء أصوات العراق.

من جهته، اكد قيادي بارز في في القائمة الوطنية العراقية، ان اعضاء في مجلس النواب العراقي عن التيار الصدري طلبوا بالفعل من علاوي ان «يتكلم مع الأميركان لتخفيف الحصار عن مدينة الصدر»، وقال القيادي الذي طلب عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» ان علاوي تحدث مع الجانب الاميركي، غير انه يجهل نتائج اللقاء لحد الآن.

واستبعد القيادي ان تسفر مثل هذه المحادثات عن نتائج، وقال ان عملية اقامة الحواجز الكونكريتية في المدينة قد بدأت بالفعل للسيطرة على حركة المسلحين في مدينة الصدر، الأمر الذي يستبعد معه التوصل الى اي نتيجة.

الى ذلك، قال صادق الركابي، مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، «انا غير متشائم من مجريات الامور، بل متفائل، لأن ما يجري في العراق من اجراءات تجري على نحو صحيح»، واوضح لـ«الشرق الأوسط» «ان الأمور تجري بصورة مختلفة عن مجريات الاعلام الذي يجرى بطريقة مختلفة، لا سيما وأن الوضع على أرض الواقع مختلف كلياً».

وحول دور الحكومة من حل الأزمة، وهل هناك مواجهة قريبة مع التيار الصدري، شدد الركابي على أنه «ليس في وارد الحكومة مواجهة مع أي تيار او طرف سياسي آخر، الحكومة مطالبها واضحة، وتتمثل بمواجهة الخارجين عن القانون وحملة السلاح في الشارع»، مضيفاً «ليست هناك أي حرب مفتوحة مع أي تيار سياسي»، رافضاً الافصاح عن المزيد.