حشد أدبي وثقافي في تكريم الأديب عبد الله الجشي في القطيف

تضمن الحفل تدشين كتاب (أبو قطيف شاعر الأرض والإنسان)

غلاف كتاب (أبو قطيف شاعر الأرض والإنسان)
TT

كرم جمع من المثقفين والأدباء السعوديين، مساء أمس الأديب الراحل عبد الله الجشي، بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيله، ووسط حضور أدبي من شعراء ونقاد ومثقفين من مناطق مختلفة من السعودية والبحرين، أقيم الحفل في مدينة القطيف بالمنطقة الشرقية، الذي استحضر جوانب متنوعة من سيرة الأديب الراحل، خاصة تكريمه في مهرجان الجنادرية قبل ثلاث سنوات، وتسليط الضوء على مسيرته الأدبية التي امتدت أكثر من سبعين عاماً.

وقد أشعل الحفل، قصيدة للشاعر السعودي البارز جاسم الصحيح، زاوج فيها بين القوافي وقامات النخيل، ومزج بحور الشعر بزرقة الخليج، واستحضر الأرض السعودية التي عشقها الجشي وتغنى فيها وحملها في قصائده وطناً يرف بالخيال.

كذلك ألقيت قصائد وكلمات، بينها قصيدة شعرية للشاعر محمد رضا الشماسي، وكلمة للشيخ حسن الصفار، وأخرى للأديب خليل الفزيع، وكلمة لنجل الراحل قطيف الجشي.

وعلى هامش الحفل، تم تدشين كتاب (أبو قطيف شاعر الأرض والإنسان)، من إعداد لجنة تكريم الشاعر الجشي، والذي يتضمن العديد من الدراسات النقدية لأعمال الجشي، وسيرته، والمقالات والحوارات الصحافية التي أجريت معه.

واعتبر الشاعر عدنان العوامي، الذي رافق الشاعر الجشي ولازمه طويلاً، أن التكريم يأتي للاحتفاء بمسيرة شاعر امتد عطاؤه ليشمل كامل الوطن، وهو الشاعر الذي ساهم في بلورة المنجز الأدبي السعودي والتعريف به، كما أن التكريم يمثل التفاتة من جمهور الأدب والثقافة في السعودية لجيل الرواد من الأدباء والشعراء الذين ساهموا في رفد مسيرة الأدب السعودي وإثرائه.

وقال العوامي، ان الراحل الجشي، قضى نحو سبعة عقود من عمره متنقلاً بين الوظائف في الدولة ومرتحلاً بين العراق والسعودية، كما عمل في الصحافة وساهم في نهضتها، واتصل بجيل الرواد مبكراً مثل الراحل حمد الجاسر، وعبد الكريم الجهيمان. ويعد الأديب الجشي أحد ألمع الشعراء السعوديين الكلاسيكيين، عاش وتربى في العراق، بين أساطين العلم والأدب، وتأثر مبكراً برواد المدرسة الكلاسيكية كالشاعر الراحل محمد مهدي الجواهري، خاطاً على بحره، وناسجاً على منواله، كما في قصيدته (خصب الفراتين)، وتلقى الجشي، تكريماً مميزاً في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) فبراير (شباط) 2005.

ولد عبد الله بن الشيخ علي الجشي عام 1926 بالقطيف، شرق السعودية، وتعلم في كتاتيبها ثم انتقل مع والده وهو لا يزال صغيراً إلى العراق، ليكمل تعليمه في النجف الأشرف. وكانت أسرته في القطيف تتعاطى الأدب والفقه وتجارة اللؤلؤ. أقام في العراق فترتين: الأولى حين كان طفلاً صغيراً مع والده الشيخ علي الجشي الذي سافر إلى النجف لدراسة العلوم الدينية. وعاد مع والده لبلده عام 1948 والفترة الثانية كانت عام 1979 وأقام في بغداد، وقد عاد لوطنه عام 1993. وفي العراق، تولى تحرير مجلة (الغري) في النجف، وإدارة مكتبة الرابطة الأدبية بالعراق. وساهم في الإشراف على جريدة (أخبار الظهران) في المنطقة الشرقية بالسعودية. كما نشر بحثاً بعنوان (الدمام في مدرجة التاريخ) في جريدة (الفجر الجديد) التي اصدرها احمد يوسف الشيخ يعقوب في الدمام سنة 1374هـ. ومثّل العراق بالنسبة للراحل الجشي، بلد الصبا، ومرتع الشعر والذكريات، والبلاد التي اتجه إليها في كهولته وشيخوخته.

بعد عودته الى السعودية، في 1948 اشتغل بالعمل الأدبي، واتصل برموز الأدب السعودي، بينهم العلامة حمد الجاسر، الذي كان يعمل في الظهران مشرفاً على التعليم في شركة ارامكو. ونشر بعضاً من انتاجه في مجلة (اليمامة) التي اصدرها الجاسر، ومجلة (العرب). ونشر في (الأمالي والأدب) في بيروت و(صوت البحرين)، كما صدرت له ملحمة شعرية بعنوان: (شراع على السراب) وصدر له ديوانان هما: (قطرات من ضوء)، وديوان (الحب للأرض والإنسان) 1419هـ، وله مؤلفات نثرية منها (بحوث تاريخية) و(الدولة القرمطية) في البحرين (وتاريخ النفط في العالم).