وساطة تنجح باحتواء الاحتقان مؤقتا في زحلة بين المعارضة والموالاة

«14 آذار» تتمسك بشعار «الرئيس أولا»

TT

مال الوضع في مدينة زحلة الى التهدئة، بعد ايام من التوتر الشديد نتج عن اقدام مسلحين من انصار النائب المعارض الياس سكاف على اطلاق النار على عدد من عناصر حزب «الكتائب اللبنانية» والتسبب بمقتل اثنين منهم وجرح ثلاثة آخرين. وقد نجحت وساطة قام بها بطريرك طائفة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام والسفير السابق فؤاد الترك في حمل سكاف على الغاء مؤتمر صحافي كان سيعقده امس ويتحدث فيه عن هذه القضية. وفي المقابل ألغى حزبا «الكتائب» و«القوات اللبنانية» اعتصاما كانا سيقيمانه امام مكاتب «الكتلة الشعبية» النيابية التي يرأسها سكاف. وازدادت المخاوف اول من امس من احتمال الانفجار بسبب الاحتقان للمرة الثانية في زحلة، اثر استنفار الفريقين، الا ان الوساطة نجحت في احتواء الانفجار مؤقتا.

وافادت مصادر مطلعة، بان الوساطة التي قام البطريرك لحام والسفير الترك نجحت في تجنيب زحلة مزيداً من الانعكاسات السلبية لحادث قتل المسؤولين الكتائبيين سليم عاصي ونصري ماروني الاحد الماضي.

وكان الرئيس الاعلى لحزب الكتائب رئيس الجمهورية السابق امين الجميل تمنى على سكاف صرف النظر عن مؤتمره الصحافي و«بذل الجهود باتجاه اخراج زحلة من دائرة التجاذبات السياسية، والافساح في المجال للقوى الامنية للقيام بدورها، من اجل إلقاء القبض في اسرع وقت على المجرمين واحالتهم الى القضاء المختص».

ولاحقاً، اصدر سكاف البيان الآتي: «قرأنا بإيجابية تمني الرئيس الجميل. ونؤكد ان اخراج زحلة من دائرة التجاذبات السياسية هو هدفنا الوحيد. والحفاظ على وحدة المسيحيين كان ولا يزال هدف عملنا السياسي منذ ان بدأنا به. أما بالنسبة الى العائلات المفجوعة، فاننا نعتبر ان الحادثة المؤسفة التي نستنكرها والتي ذهب ضحيتها احباء واعزاء، هي مصيبتنا. ونطالب القضاء بأن يأخذ مجراه. ونجدد ما اكدناه من رفع الغطاء عن اي شخص له علاقة بالجريمة».

وقد رد حزبا «الكتائب» و«القوات اللبنانية» على بيان سكاف بالايجابية ايضا. واستعاضا عن الاعتصام امام مكاتب «الكتلة الشعبية» في زحلة بتجمع رمزي امام ضريحي القتيلين عاصي وماروني ووضع اكاليل من الزهر عليهما. وعلى أثر التوترات في زحلة، دعت السفارة الاميركية في بيروت رعاياها في لبنان الى «الحفاظ على مستوى عال من التنبه». وقالت انها ستحد من تنقلات موظفيها في منطقة زحلة. وأضافت في بيان أمس: «نشجع الأميركيين المقيمين في لبنان على المحافظة على مستوى عال من التنبه، وإبلاغ السلطات اللبنانية فورا عن أي تحركات مشبوهة وغير عادية. وكما هي العادة، يجب على المواطنين الأميركيين الحفاظ على حد أدنى من الظهور العلني».

أما على الصعيد السياسي، فقد حافظ الوضع على وتيرة السجال «غير الهادئ»، الذي طبع تصريحات فريقي الموالاة والمعارضة. وتسعى قوى الاكثرية البرلمانية الى ترجمة فعلية لشعار «الرئيس أولاً»، الذي رفعته في مواجهة دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى حوار حول الحكومة وقانون الانتخاب قبل انتخاب رئيس الجمهورية التوافقي قائد الجيش العماد ميشال سليمان.