حلف الناتو: انضمام السعودية لمبادرة اسطنبول يعطيها مصداقية أكبر في المنطقة

البحرين توقع اتفاقية تبادل معلومات أمنية

ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة يستمع الى الكلمات في مؤتمر علاقة البحرين بالناتو أمس في المنامة (رويترز)
TT

جدد حلف الناتو أمس رغبته «الشديدة» في انضمام السعودية إلى مبادرة إسطنبول، وأمل الحلف أن تتمكن الرياض من مواكبة دول مجلس التعاون الخليجي الأربع الباقية في الانضمام إلى المبادرة.

وبحسب مصادر مطلعة فإن مسؤولي الحلف طرحوا في الاجتماعات المغلقة أهمية الدور السعودي داخل المبادرة، وتأكيداتهم على أن انضمام السعودية «سيعطي مصداقية أكبر لشراكة الحلف مع دول المنطقة».

ولم يتسن الحصول على معلومات أوثق من جاب دي هوب شيفر، الامين العام للحلف، الذي ألغى مؤتمرا صحافيا في آخر لحظة، في ختام اجتماعات مؤتمر «علاقة البحرين بالناتو في اطار مبادرة إسطنبول للتعاون» الذي عقد أمس في العاصمة البحرينية المنامة.

غير أن الأمين العام للحلف قال إن أربع دول خليجية انضمت للحلف (البحرين والكويت وقطر والامارات) «ونأمل في انضمام دولتين آخريين (السعودية وعمان)».

وبحسب المصادر فإن مسؤولي حلف الناتو يبحثون عن سبل تذليل عقبات الانضمام السعودي لمبادرة إسطنبول، التي أطلقت خلال قمة الناتو بإسطنبول في يونيو (حزيران) 2004، وانضمت البحرين الى هذه المبادرة في فبراير (شباط) 2005، الى جانب ثلاث دول خليجية أخرى هي قطر في فبراير 2005، والامارات في يونيو 2005 والكويت في ديسمبر (كانون الاول) 2004.

وتهدف مبادرة إسطنبول الى المساهمة طويلة المدى في تعزيز الامن والاستقرار العالمى والاقليمى من خلال توفير التعاون الامني العملي الثنائي لحلف الناتو مع دول منطقة الشرق الاوسط الموسع بدءا بدول مجلس التعاون الخليجي في اطار شراكة حقيقية ووفق مبادرة تعاونية قائمة على المصالح المشتركة .

إلى ذلك، وقعت البحرين وحلف الناتو أمس اتفاقية التعاون المعلوماتي في مجال أمن المعلومات وذلك لتنظيم تبادل المعلومات المتعلقة بالامن والدفاع ومحاربة الارهاب كجزء من مبادرة إسطنبول بحيث تمكن الاتفاقية استفادة كاملة وفعالة لكلا الطرفين من التعاون وتبادل الخبرات.

ووفقا لهذه الاتفاقية، التي كانت الكويت قد وقعتها في وقت سابق، فسيكون للدولتين الخليجيتين الحق في الإطلاع على التقارير السرية التي يتم إصدارها في قواعد الناتو، وخاصة تلك القريبة من المنطقة مثل أفغانستان.

وتقول مصادر إنه في الوقت الذي ستفيد هذه الاتفاقية الدول المنضمة تحت لوائها للدخول إلى قاعدة هائلة من البيانات غير المسموح باقتنائها لغير الأعضاء في الاتفاقية، فإن الناتو من جانبه سيتمكن من الولوج إلى تفاصيل لم تكن متاحة له سابقا، كما يمكن له أن يشارك في الكثير من الدورات التدريبية العسكرية الداخلية التي تقام في هذه الدول.

وأكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد ال خليفة أهمية تعزيز التعاون بين حلف الناتو ومملكة البحرين خلال السنوات القادمة «لاسيما في ظل الدور المتنامي للحلف في حفظ الامن والاستقرار بحيث يتخطى هذا التعاون حدود الشؤون الامنية والعسكرية ليشمل كافة الجهود التي من شأنها دعم التنمية المستدامة خاصة في مجالات الطاقة وتوفير الغذاء وقضايا تغير المناخ والكوارث الطبيعة».

ووفقا للشيخ خالد فإن الشراكة مع الناتو عبر مبادرة إسطنبول ستوفر العديد من الاليات للتغلب على التحديات التي تفرضها العولمة من أجل تحسين الامن والاستقرار على الصعيدين الاقليمي والعالمي.

وقال الوزير البحريني ان المؤتمر يوفر منصة لتسليط الضوء على التعاون مع الحلف في اطار مبادرة إسطنبول للتعاون، والتي انضمت لها مملكة البحرين في بداية عام 2005، «لتفتح فصلا جديدا من التعاون بين الطرفين بما يوفر قناة للحوار السياسي ويعزز التعاون في مجالات الدفاع والامن فضلا عن ايجاد فرص جديدة لدول الخليج والناتو».

ومن جانبه أكد جاب دي هوب شيفر، الامين العام لحلف الناتو، في كلمته في افتتاح المؤتمر، أن التعاون بين الناتو والبحرين بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام «يعد مثالا مشجعا لتأمين الامن والاستقرار في المنطقة، حيث استطاعت هذه الدول التوفيق بين تراثها العربي والاسلامي والتحديات التي تفرضها العولمة والتحديث والاصلاح السياسى والاقتصادي».

وقال ان مبادرة إسطنبول للتعاون خير دليل على نجاح التعاون بين الحلف ودول الخليج سواء بشكل ثنائي أو اقليمي، مشيرا الى أن انضمام مملكة البحرين مبكرا لهذه المبادرة يعكس تفهم القيادة البحرينية لأهمية مثل هذا التعاون.

وأضاف الامين العام لحلف الناتو أن الحلف يسعى لتعميق تعاونه مع البحرين خاصة في ظل حيوية التعاون بين الجانبين والذي تمثل في مشاركة البحرين في العديد من البرامج والانشطة التي يقوم بها الحلف.

ونبه شيفر الى أن التحديات التي يواجهها العالم اليوم لم تعد مقتصرة على مكافحة الارهاب، «الذي عانت منه دول شمال أوروبا ومنطقة الخليج والعراق وأفغانستان، فضلا عن أن مواصلة ايران لبرنامجها لتخصيب اليورانيوم تشكل مصدر قلق للمجتمع الدولي بصفة عامة، وانما امتدت لتشمل مواجهة الكوارث الطبيعية وتأمين الطاقة وهو ما يتطلب جهودا مكثفة من قبل المجتمع الدولي لمواجهتها بشكل جماعي».