يواجه رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، أول اختبار حقيقي له بعد تسلمه رئاسة حزب العمال خلفا لتوني بلير في يونيو (حزيران) الماضي، عبر الانتخابات البلدية في لندن الخميس المقبل، وسط تنامي الاصوات المعارضة له داخل حزبه واستطلاعات الرأي التي تدل على انخفاض شعبيته مقابل تنامي التأييد لحزب المحافظين. ويعتبر المراقبون ان براون سيواجه اول امتحان شعبي حقيقي في الانتخابات البلدية للندن التي يتنافس على رئاستها رئيس البلدية الحالي كين ليفينغستون عن حزب العمال وبوريس جونسون عن حزب المحافظين، اضافة الى مرشحين آخرين لا يتمتعون بحظوظ كبيرة للفوز بالمنصب. وبين استطلاع للرأي نشر أمس ان المحافظين سيخرجون حزب العمال من السلطة اذا ما أجريت الانتخابات النيابية الآن، علما ان الحكومة يمكنها ان تحدد موعدا للانتخابات في أيِّ وقت أقصاها عام 2010. وترافق هذا الاستطلاع مع مذكرات نشرتها صحيفة «ميل» البريطانية في عددها الصادر أمس للورد ليفي، وهو ممول سابق لحزب العمال ومقرب من توني بلير. وانتقد اللورد ليفي في مذكراته «غياب القيادة الواضحة في الحزب والنزاعات الداخلية». ونقل عن بلير قوله إنه يستبعد نجاح حزب العمال في الانتخابات النيابية المقبلة اذا كان براون رئيسه، وهو أمر نفاه ناطق باسم بلير في وقت لاحق. وقال ليفي في مذكراته: «بلير قال لي أكثر من مرة أنه مقتنع بأن براون لن يتمكن أبدا من التغلب على (دايفيد) كاميرون (رئيس حزب المحافظين)». وأضاف نقلا عن بلير ان رئيس الوزراء البريطاني السابق يشعر بخيبة أمل من انحدار شعبية حزبه الى مستوى كبير بعد تسلم براون زمام الرئاسة. وأشار ليفي الى ان بلير ما زال مقتنعا بأنه كان بامكانه الفوز بولاية رابعة. وأضاف انه قال له: «ولكن غوردن؟ لا يمكنه هزيمة كاميرون». وتابع أن بلير مقتنع بأن لدى كاميرون نقاطَ قوةٍ كبيرةٍ تنقص براون، مثل التوقيت السياسي الصحيح وشخصية يمكنها التقرب من الطبقة الانجليزية الوسطى، وهو أمر يعجز براون عن تحقيقه». الا ان ناطقا باسم بلير قال ان «رئيس الوزراء السابق لا يوافق على ما نسبه اللورد ليفي اليه، وأنه مقتنع بأن حزب العمال برعاية براون يمكنه ان يفوز في الانتخابات المقبلة». وتأتي تصريحات ليفي في وقت يحث فيه برلمانيون من حزب العمال براون على البقاءِ بعيدا عن الانتخابات البلدية في لندن لان تدخله قد يؤدي الى خسارة حتمية لمرشح حزب العمال. ويتحدثون عن احتمال تغيير زعامة الحزب في حال منيَّ مرشحه بخسارة كبيرة في الانتخابات البلدية الخميس المقبل. وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية ان بعض البرلمانيين في حزب العمال يبحثون عن وجوه جديدة في الحكومة يمكنها ان تعيد احياء حزب العمال بقيادتها له مثل الاخوين ميليباند، او جايمس بورنيل او آندي بورنهام او ايفيت كوبر. وفي الوقت الذي يتحضر فيه عدد من نواب حزب العمال الى مطالبة براون بالتنحي في حال حقق الحزب نتائج سيئة للغاية الخميس، قال وزير للصحيفة نفسها انه يستبعد ان يتنحى براون الا انه ذكر ان «عليه أن يتغير».