الجيش يستعد لإعادة فتح المنطقة القبلية أمام الباكستانيين

مع اقتراب توقيع اتفاقية سلام بين الحكومة وطالبان الباكستانية

TT

رفع الجيش الباكستاني الحواجز والمتاريس في معقل قائد طالبان في باكستان بيت الله محسود، تمهيدا لفتح المنطقة القبلية المضطربة في جنوب وزيرستان أمام المواطنين من كافة أنحاء البلاد، في وقت تتجه فيه الحكومة الباكستانية الى توقيع اتفاق سلام مع الاسلاميين في المنطقة. وذكرت صحيفة «دون» الباكستانية التي تصدر بالانكليزية أمس، انه تم توزيع منشورات في المنطقة القبلية، صادرة عن قوات الامن، أعلنت فيها أن مداخل الطرق يجري فتحها لتسهيل الحركة أمام السكان المحليين، والعودة إلى الحياة الطبيعية.

وذكرت المنشورات انه على الرغم من أن اتفاق السلام بين الحكومة، ورجال القبائل التابعين لمحسود لم يوقع بعد، فإن القوات ملتزمة بوقف لإطلاق النار بعد إخلاء المنطقة من المتمردين. وكان محسود الذي يعد مسؤولا عن سلسلة من التفجيرات ـ وقعت في البلاد منذ أغسطس (آب) الماضي، ومن ضمنها التفجير الذي استهدف رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو، قد أمر أتباعه يوم الاربعاء الماضي، بوقف كافة أنشطتهم ضد الشرطة.

وتعد وزيرستان المتاخمة لافغانستان، ملاذا آمنا للمتمردين الذين تجمعهم وشائج بمقاتلي طالبان وتنظيم «القاعدة». ويتردد أن المتشددين في المنطقة الجبلية، ينظمون ويشنون هجمات عبر الحدود ضد القوات الدولية والجيش الأفغاني.

وقد استؤنفت عملية المصالحة مع رجال القبائل المتشددين، بعد التغيير الذي حدث في الحكومة، عقب انتخابات 29 فبراير (شباط) التي اكتسحها خصوم الرئيس الباكستاني برويز مشرف احد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب.

وفي الوقت الذي تستعد فيه الحكومة الباكستانية لتوقيع اتفاق سلام هذا الاسبوع مع طالبان الباكستانية، رأى محللون ان الاتفاق سيكون فاشلا، ما لم تدعمه الولايات المتحدة وحلفاؤها في الحلف الاطلسي. وكان مشرف قد حذر الحكومة من اجراء مفاوضات مع المتشددين، وقال المسؤول الأمني في المناطق القبلية الجنرال محمود شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «ينبغي الا تسارع الحكومة الى توقيع اتفاق سلام مع الناشطين الأصوليين». وأضاف: «عليها أولا فهم كافة أبعاد المشكلة، والا سيظل الاتفاق حبرا على ورق». ويشكك الأميركيون والأفغان في نجاح اتفاق حول منطقة تعتبرها الولايات المتحدة ملاذا لمقاتلي «القاعدة» وطالبان ومكان اعداد هجماتهم في افغانستان.