قالت مصادر سياسية في القدس المحتلة، ان إسرائيل توافق على عقد اجتماعات مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري. وتحدثت المصادر عن قمة محتملة قريبا بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس السوري بشار الأسد. وهو ما نفاه الرئيس الأسد بقوله ان الوقت لم يحن بعد للقاءات مباشرة مع الإسرائيليين.
وحسب صحيفة «معاريف» والإذاعة الاسرائيلية فان اولمرت قد يلتقي الاسد، وهو لا يعارض عقد مثل هذا اللقاء، اذا ما طلبه الرئيس السوري. ويأتي ذلك فيما قال اولمرت ان شعب اسرائيل يعرف ان لديه قيادة تستطيع ان تحميه، وهو ما فسره الاعلام الاسرائيلي على انه تلميح لمسؤولية اسرائيل عن الهجوم الاخير على منشأة قيل انها نووية في سورية، وكشفت عنها صور نشرتها الولايات المتحدة مؤخرا، واغضب نشرها الأجهزة الامنية الاسرائيلية.
ونقل عن غابي ليفي، السفير الاسرائيلي لدى تركيا، القول عن احتمال بدء مفاوضات سلام على مراحل بين إسرائيل وسورية بوساطة تركية. وقال ليفي للإذاعة الإسرائيلية العامة أن «المرحلة الأولى سيتولاها موظفون عاديون وتكنوقراط، على مستوى المديرين العامين لوزارتي الخارجية الاسرائيلية والسورية»، مبينا ان هذه اللقاءات سيرتفع مستواها اذا تمخضت عن انطلاقة.
وقال «في حال سارت الأمور في الاتجاه الصحيح وأفضت إلى نتيجة يمكننا أن نتوقع تواصل المباحثات على مستوى اعلى بكثير». ورفض ليفي اعطاء مزيد من التفاصيل. لكنه اكد ان الأتراك يريدون المشاركة فعليا في هذه «العملية». وتابع القول «سبق أن ساعدونا مرات عدة، إنهم يتمتعون بنفوذ في المنطقة وفي العالم الإسلامي يمكنهم المساعدة لكنهم لا يستطيعون قيادة عملية سلام، فهم لا ينوون ان يحلوا محل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي». وفي الوقت الذي قالت فيه وسائل اعلام عبرية، ان اولمرت مستعد للقاء الاسد، فانها نسبت له تلميحا مباشرا عن مسؤولية اسرائيل عن قصف منشأة في دير الزور في سورية في 6 سبتمبر (ايلول) الماضي. وقال اولمرت في كلمة ألقاها في النقب الغربي خلال احتفالات دينية لليهود المغاربة «يمكنني القول يقيناً ودون صلف، وبكل ثقة راسخة بان شعب إسرائيل يعلم اليوم اكثر من اي وقت مضى، بان لديه حكومة وقيادة تعرفان الدفاع عنه وتهتمان بأمنه ومستقبل إسرائيل، وتعرفان كيف تحميه». وتابع القول «جميعنا نعلم بأننا نواجه تهديدات خارجية والجميع يعرف تلك التهديدات، وأقول لكم وبكل ثقة، إننا نعرف جيدا كيف نواجه تلك التهديدات، وسنتغلب عليها وننتصر فيها ليبقى شعب إسرائيل في أرضه وفي أي مكان في العالم ليعيش بدون خوف». وبحسب الإذاعتين الاسرائيليتين، العسكرية والعامة، فان هذه التصريحات، تشير إلى معلومات نشرتها يوم الخميس الماضي أجهزة الاستخبارات الأميركية من خلال شريط فيديو وصورا لمنشأة «نووية» محتملة لمفاعل «نووي» سوري مستقبلي. وهو ما نفته دمشق. وكانت اسرائيل ابدت استياء لنشر تلك الصور التي لا زالت تثير جدلا داخل المؤسسة الامنية الإسرائيلية. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الأجهزة الأمنية ابدت غضبا شديدا ازاء نقل تلك المعلومات الاستخبارية إلى الولايات المتحدة بخصوص الضربة التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على سورية.
وبيّنت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن نشر الصور من داخل ما سمته بـ«المفاعل السوري» قد تكشف قدرات استخبارية و«تحرق» مصادر استخباراتية. وقالت الصحيفة «إذا كانت إسرائيل هي فعلاً التي نقلت هذه الصور إلى الولايات المتحدة، فقد يجلب الأمر الضرر أكثر مما سيجلب المنفعة».