قال الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، إنه يسعد عندما يرى التعاون بين المؤسسات لتدريب الشباب السعودي بما يؤهلهم للعمل في كل مكان.
وأضاف الأمير سلمان في تصريحات عقب تدشينه معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي أمس في الرياض «أنا سعيد دائما عندما أرى التعاون قبل كل شيء، وهذه الدولة تعمل هي ومواطنوها، وكل المؤسسات الصحافية والتدريب المهني يتعاونون لتدريب أبنائنا على عمل هام، هذا هو ما نريد.. إننا نتكلم عن السعودة التي تأتي قبل كل شيء بالتدريب. والحمد لله أن هذا المعهد قام، وأرجو أن يقوم في كل مكان غير المعاهد الحكومية».
وعن التوقعات التي تشير إلى نجاحات كبيرة سيحققها معهد الأمير أحمد بن سلمان وما يتوقعه لمستقبل المعهد قال الأمير سلمان «هذا ما أرجوه إن شاء الله تعالى».
وحول مدى استفادة المؤسسات الصحافية من هذا المعهد في مجال التدريب، أشار إلى أن كثيرا من المؤسسات الصحافية تشارك في هذا المعهد، وقال في هذا الصدد «أعتقد أن الاستفادة واردة جدا، بل لم ينشأ إلا ليستفيد الجميع منه».
وفي سؤال مفاده بأن عدد الصحف السعودية محدود جدا مقارنة بالدول الأخرى، وهل هناك مجال لتوجه حكومي لإتاحة العديد من التراخيص، أجاب الأمير سلمان «أرى أن المهم في الجودة وليس في العدد».
وعن الوقت الذي جاء فيه هذا المعهد وهل يعد مناسبا أم أنه أتى متأخرا، قال الأمير سلمان «كل عمل مثل هذا يأتي في الوقت المناسب والحمد لله».
وحول نظرته إلى الإعلام السعودي في الوقت الراهن قال «الإعلام شهادتي فيه مجروحة، وأنا دائما على اتصال به سواء إيجابيا أو سلبيا».
من جهته قال الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي في كلمة ألقاها في حفل تدشين المعهد «إنه منذ أن انطلقت فكرة إنشاء معهد للإعلام التطبيقي، يحمل اسم الأمير أحمد بن سلمان، رحمه الله، كنا نشعر مع الزملاء في عدد من المؤسسات الصحافية والإعلامية، أن هذه الخطوة من شأنها أن تساعد في ضخ مزيد من الطاقات التي تخدم قطاعات الإعلام والنشر المختلفة. وقد عملنا من أجلها بقناعة وإحساس بالمسؤولية تجاه جميع المنشآت الإعلامية في المملكة».
وأضاف «قبل أن تنطلق فكرة المعهد، كان القاسم المشترك للتساؤلات التي تتردد لدى المهتمين بالعمل في المجال الإعلامي تتلخص في الافتقاد إلى العناصر التي تغطي نقص المؤهلين في قطاعات النشر والطباعة والإخراج والتصوير الصحافي والتلفزيوني إلى غير ذلك، وعندما تم الإعلان عن إنشاء المعهد كان طموحنا أن يكون هو الحاضن لكل هذه الآمال والتطلعات».
وبين الأمير فيصل إنه ثبت من خلال دراسات مسحية، أن المؤسسات الإعلامية المحلية وكذلك العربية تعمد إلى التدريب على رأس العمل داخل هذه المنشآت، مبيناً أن تخصصات كثيرة يحتاجها قطاع الإعلام لم يكن الجهد ولا الإمكانات تساعد على تنفيذها داخل تلك المنشآت، بحيث يتم تصميم برامج تدريبية تنسجم مع احتياجات كل منشأة، مبيناً أنه بذلك يمكن تحقيق خفض في التكاليف كما يحقق جودة أعلى بتصميم برامج تطابق الاحتياجات الحقيقية لكل منشأة.
وأضاف الأمير فيصل خلال كلمته «لم نكن في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، نفكر في الاستثئار بالمعهد، ومن هنا بدأنا الاتصال مع أصدقائنا العاملين في هذا القطاع، طرحنا عليهم الفكرة، وأوضحنا لهم المزايا التي يمكن أن تتحقق، وتحمس لها من تحمس وبادر إلى دعمها». وأوضح «نحن نتطلع إلى أن تكون هذه البداية حافزا للآخرين كي يشاركونا الاستفادة من الإمكانيات والفرص التدريبية التي يتيحها المعهد»، مضيفاً «لقد أردنا لهذا المعهد أن يكون جسرا يتلقي فيه المهنيون في مختلف تخصصات الإعلام أعلى درجات التدريب، تدريب يركز على الكيف وعلى الجودة ولا يتغاضى عنها من أجل الكم».
وأشار إلى أنه من هنا جاءت خطوات المعهد للتعاون مع منشآت عالمية في مجال التدريب وتصميم البرامج المقدمة في المعهد، ويسعى إلى المزيد من التعاون والاستفادة من الجهات التدريبية التي تخدم توجهات المعهد لتلبية الاحتياجات التدريبية المستجدة في مؤسسات الإعلام.
ونوّه الأمير فيصل بإجماع مؤسسي المعهد على أن يحمل اسم الأمير أحمد بن سلمان، رحمه الله، تقديرا وعرفانا منهم لما قدمه من جهود في صناعة النشر والإعلام في الوطن العربي، ولدوره البارز في نجاحات وتطوير أعمال المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، التي تُعد جزءا من مسيرة تطور الإعلام السعودي.
كما ثمن رئيس مجلس ادارة معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي، مبادرة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض في دعم المعهد وجهود الداعمين له، وكذلك مبادرات رجال الأعمال وتبرعهم السخي لدعم انطلاقته، كما قدم الشكر للعاملين في المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وعلى رأسهم الدكتور علي الغفيص، على تعاونهم غير المحدود في توفير جميع الإمكانيات لتأسيس البنية التحتية للمعهد.
عقب ذلك ألقى الدكتور علي بن ناصر الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، كلمة أكد فيها أن الدولة أولت قطاع التدريب اهتماما يتفق مع الحاجة إليه باعتباره السبيل الموصل لإيجاد قاعدة عمالية وطنية مدربة، مبينا أن ذلك ترجم من خلال تخصيص جزء من فائض الميزانية لمشروعات خدمية وتنموية تضمنت دعم التدريب التقني والمهني وزيادة الطاقة الاستيعابية في وحداته وتطويرها وفقا لحاجة سوق العمل.
وأكد أن هذا الدعم أثمر عن نهضة شاملة وبمستوى غير مسبوق في مختلف مدن ومحافظات المملكة، مشيرا إلى أن المؤسسة اهتمت ببناء علاقة متينة مع قطاع الاعمال للاستفادة من فرص العمل المتاحة في منشآت القطاع الخاص وعملت على تطوير خططها وبرامجها التدريبية بشراكة كاملة مع سوق العمل بما يضمن ربط المتدرب ببيئة العمل مباشرة، واعتبار ذلك جزءا رئيسيا من المنهج.
وأوضح أنه تم التنسيق مع القطاع الخاص وشركائه من الدول الصناعية لبناء شراكة استراتيجية في انشاء وحدات تدريبية تضمن المواءمة بين المخرجات وحاجة السوق مثل المعهد السعودي الياباني للسيارات والمعهد العالي للبلاستيك ومعاهد متخصصة في مجال البناء والتشييد.
وأشار إلى أنه سينفذ من خلال المعهد برنامج التعاون المشترك بين المؤسسة والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق وشركائها من المؤسسات الإعلامية بهدف إعداد القوى العاملة الوطنية في مجال الاعلام التطبيقي بما يلبي حاجة مؤسسات القطاعين العام والخاص من الشباب السعودي المؤهل في هذا المجال الحيوي.
كما ألقى العضو المنتدب لمعهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي الدكتور عبد الله بن حمد الدليقان، كلمة قدم فيها الشكر والتقدير للأمير سلمان بن عبد العزيز على هذه الرعاية التي ترسم الخطوات الأولى للمعهد ضمن مسيرته. وأبان أنه منذ بداية التخطيط لتوجيهات واستراتيجية المعهد وفريق العمل ممثلا في أعضاء مجلس الإدارة يضع في مقدمة اهتماماته الاحتياجات الملحة في هذا القطاع الحيوي المتسم بالتطور السريع في مجال التقنية والتغير في المفهوم والتطبيق الإعلامي، الذي يستدعي إعداد طاقات بشرية مؤهلة تأهيلا متميزا.
وأفاد بأن التدريب في المعهد يغطي مجالات الصحافة والنشر والإعلام المرئي والمسموع والتطوير التقني والفني الإعلامي والتطوير الإداري والتسويقي لمنسوبي المؤسسات الإعلامية.
عقب ذلك شاهد الأمير سلمان والحضور، عرضا وثائقيا عن المعهد. ثم دشن أمير الرياض المعهد وكرم الداعمين له.
وتسلم أمير منطقة الرياض هدية تذكارية من حفيده الأمير فيصل بن أحمد بن سلمان بن عبد العزيز بمناسبة تدشين المعهد.
وحضر حفل التدشين الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، والأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم، وعدد من الأمراء والمسؤولين ورؤساء تحرير المؤسسات الإعلامية.
إلى ذلك رحب وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبد الله الجاسر بانطلاقة معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي، وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية «إن عصراً من التدريب الاحترافي للمهن الإعلامية سوف يبدأ في المملكة العربية السعودية، وإن برامج هذا المعهد والخبراء الذين سيعملون فيه ستجعله الأول في المنطقة العربية في مجال تنمية العناصر البشرية العاملة في أجهزة الإذاعة والتلفزيون وكذلك في حقول الصحافة».
ورأى أن أجهزة الإعلام العربية بقطاعها العام والخاص في حاجة ماسة إلى برامج تدريبية متخصصة وذات احتراف عال وبخاصة مع ازدياد الاستخدام الأكبر لتقنية الاتصالات الرقمية الحديثة في مجال العمل الإذاعي والتلفزيوني.