الجامعة العربية تدخل على خط أزمة الفنانين العرب مع نقابة الممثلين المصريين

انتقدت القرار وطالبت بألا تتحول الضوابط إلى عوائق

TT

دخلت الجامعة العربية على خط الأزمة التي فجرها أخيرا قرار أشرف زكي، نقيب الممثلين المصريين، بوضع سقف لعمل الفنانين العرب في مصر.

انتقدت الجامعة في بيان أصدرته أمس هذا القرار، مطالبة بالتعمق في دراسته ودراسة آثاره وانعكاساته، مشيرة إلى أنها تتابع باهتمام كبير النقاش الجاري حول هذا الموضوع. وأشارت الجامعة في بيانها إلى أن صناعة السينما العربية كانت سباقة فى إطار محاولات العرب تطوير العمل العربي المشترك، لافتة إلى أن «أمجاد السينما العربية منذ نشأتها تحققت بفعل عناصر عدة كان من بينها حرية انتقال المواهب العربية السينمائية إلى مصر، وكذلك الحال بالنسبة لمختلف مجالات الفنون والاداب حيث لم يشعر الفنانون العرب أبدا أنهم غرباء عن بلادهم، وبالقطع لم يشعروا أنهم في مجتمع مختلف». وذكر البيان عددا من أسماء الفنانين الذين عاشوا في مصر وآثروا الحياة العربية في المسرح والغناء والموسيقى والغناء والسينما، من بينهم بيرم التونسي، نجيب الريحاني، جورج أبيض، فريد الأطرش، أسمهان، فايزة أحمد، وردة الجزائرية، نجاح سلام، صباح. ولفت البيان في هذا الصدد إلى أن «نجيب الريحاني لم يقف حائلا أمام تميز يوسف وهبي وإنما أضاف إليه، كما لم تؤثر اسمهان في أم كلثوم، ولا أنزل فريد الاطرش عبد الوهاب عن عرش الغناء، وإنما أصبحت للفن والثقافة العربيين دعائم متنوعة أثرت الفن والوجدان، بشكل يفتخر به مجتمعنا العربي».

وأشارت الجامعة إلى أن هذا التفاعل بين المواهب العربية والمصرية أثرى الحياة الثقافية المصرية والعربية، وساهم في بلورة المزاج الفني في العالم العربي من مشرقه إلى مغربه. وشدد البيان على أن «تنظيم عمل الفنانين العرب مثل تنظيم أي مجال آخر للعمل هو أمر مفهوم، ولكن يجب ألا تتحول الضوابط إلى عوائق أمام الإبداع أو قيود على الأعمال الفنية أو إضرار بالمنافسة».

وكان قرار نقيب الممثلين المصريين بتحديد عمل واحد على مدار العام لكل فنان عربي في السينما المصرية قد أثار استياء ومعارضة معظم النقابات المهنية الأخرى في مصر كنقابة السينمائيين التي اعتبر نقيبها ممدوح الليثي القرار متسرعا، بخاصة أن عدداً كبيراً من أعضاء نقابة السينمائيين، التي يرأسها، يعملون في الفضائيات العربية، ولو تم تطبيق المعاملة بالمثل معهم سيواجهون مشكلة كبيرة. كما ربط البعض بين تفاقم هذه الأزمة، وما تشهده العلاقات المصرية ـ السورية من توتر ملحوظ، معتبرين أن القرار موجه للسوريين في الأساس، خاصة مع ظهور ما أسماه البعض بـ«الغزو السوري» للدراما المصرية.