اتفقت أمس الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى على تشكيل خلية أزمة بهدف مواجهة تحديات الأزمة الغذائية العالمية، كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في برن.
ويجتمع الأمين العام للامم المتحدة ورؤساء وكالات الامم المتحدة ومنظماتها الـ27 منذ الاثنين في برن لوضع خطط لمواجهة الازمة التي سببها الارتفاع الحاد في اسعار المواد الغذائية.
وقال بان للصحفيين في العاصمة السويسرية برن إن الاسعار المرتفعة للغذاء خلقت «تحديا غير مسبوق» وناشد الدول الغنية المساهمة في دفع أمول لبرنامج الغذاء العالمي. وأعلن أيضا عن إنشاء قوة مهمات جديدة تابعة للامم المتحدة يترأسها شخصيا.
وذهب الامين العام للمنظمة الدولية إلى سويسرا لحضور اجتماع يستمر يومين لرؤساء صندوق النقد والبنك الدوليين. وحث بان دولا مثل الهند وفيتنام على رفع أمر التجميد الذي وضعته هذه الدول على تصدير الأرز بهدف تثبيت سعره وتوفيره محليا.
وقال روبرت زويليك رئيس البنك الدولي في المؤتمر الصحافي نفسه، إن هذه الإجراءات لا تؤدي سوى إلى تخزين البضائع ورفع أسعار الغذاء، وأضاف «أنها ليست كارثة طبيعية لكنها بالنسبة لغالبية الاشخاص مصيبة». وأضاف «يجب أن يعمل المانحون الآن».
وحث الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الغنية، أمس، على تلبية طلب عاجل بتقديم مبلغ 755 مليون دولار أخرى للمساعدة على حل مشكلة المجاعة في العالم وقال «يجب أن يأكل الجوعى».
من جهته، قال الرئيس الأميركي جورج بوش، أمس، إنه يشعر بقلق شديد بشأن ارتفاع أسعار الغذاء، لكنه يعتقد أن انتاج الايثانول ليس مسؤولا سوى عن جانب يسير من تضخم أسعار السلع الغذائية.
وأبلغ بوش مؤتمرا صحفيا «على صعيد الوضع العالمي يساورنا قلق عميق بشأن أسعار الغذاء هنا في الوطن ويساورنا قلق عميق بشأن الناس الذين لا يتوافر لهم الغذاء في الخارج».
وحث بان كي مون زعماء العالم على مناقشة سبل تحسين أنظمة توزيع الغذاء والإنتاج، وأرجع خبراء المشاكل الى عوامل بينها الجفاف في استراليا وارتفاع تكاليف الوقود واستخدام المحاصيل من أجل الوقود الحيوي والمضاربات في أسواق السلع العالمية.
وتسببت قيود التصدير من كبار الموردين بما في ذلك فيتنام ذاتها في هذا الارتفاع في أسعار الأرز. وحظرت فيتنام الصادرات حتى نهاية يونيو (حزيران).
وجاءت الأحداث في فيتنام في الوقت الذي قالت فيه الفلبين إنها طلبت من البنك الدولي إقناع الدول المصدرة للأرز برفع قيود التصدير التي تهدد الأمن الغذائي في الدول المستوردة.
وأدى القلق من ارتفاع أسعار الغذاء والإمدادات المحدودة الى الاطاحة بحكومة هايتي وتسبب في أعمال شغب في أجزاء في افريقيا وآسيا والشرق الاوسط.
الى ذلك، دعت أيضا أمس مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الاميركي من الديمقراطيين الرئيس الاميركي جورج بوش لمساندة زيادة المعونة الغذائية الدولية هذا العام بواقع 200 مليون دولار اضافة الى ما طلبه بالفعل البيت الأبيض.
وقال السناتور ريتشارد ديربن ثاني أبرز أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين «إنها أسوا أزمة غذاء عالمية فيما يزيد على 30 عاما. لا تهدد صحة وبقاء ملايين حول العالم فحسب، بل ان الكثير منهم من الأطفال كما أنها تمثل تهديدا للأمن العالمي».