الآمال التي لاحت في اليومين الماضيين بتحرك مسار الحل في لبنان، انطلاقا من لقاء متوقع بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، تبددت او كادت تتبدد امس. وعادت المواقف التصادمية بين الاكثرية والمعارضة تملأ الساحة السياسية بالبلبلة والغموض.
وفيما نقل عن الرئيس بري «إصراره» على عودة القادة السياسيين الى طاولة الحوار وصدور «اعلان نيات» حول موضوعي الحكومة وقانون الانتخاب، ومن ثم الانتقال الى «طاولة القرار» (أي القاعة العامة لمجلس النواب) لانتخاب الرئيس التوافقي للجمهورية، أكدت قوى «14 اذار» على تمسكها بانتخاب الرئيس اولا في جلسة 13 مايو (ايار) المقبل «كي لا يندفع لبنان من فراغ في مؤسسة الرئاسة الى فراغ في المجلس النيابي» ـ كما قال وزير الاتصالات مروان حمادة. في حين اكد احد اركان «14 اذار» النائب بطرس حرب ان هذه القوى «ليست مع الحوار اذا كان لتبادل الشروط التعجيزية».
وقد دعا الوزير حمادة المعارضة الى «التعاطي بإيجابية مع تاريخ 13 ايار». وقال في مداخلة تلفزيونية: «ان الاولوية هي لانتخاب رئيس وملء الفراغ في سدة الرئاسة لكي لا يندفع لبنان من فراغ في مؤسسة الرئاسة الى فراغ في المجلس النيابي، لا سمح الله». واكد ان «المبادرة العربية تبقى هي الاساس».
اما النائب حرب فقال عقب زيارته البطريرك الماروني نصرالله صفير امس، كانت مناسبة للتأكيد ان رئاسة الجمهورية هي استحقاق لا يمكن ربطه بأي شرط لتحقيقه. ولا يجوز ابقاء موقع الرئاسة شاغراً مع ما ينتجه ذلك من ضرر على صعيد النظام السياسي اللبناني.
وقال حرب: «لقد طلبنا من النائب سعد الحريري التواصل مع الرئيس بري لدرس امكان نجاح هذه المبادرة... واذا كان الهدف (من الحوار) تسهيل انتخاب الرئيس. فنحن على استعداد. واذا كان الحوار من اجل الحوار وكسب المزيد من الوقت من دون اي فائدة فاننا نرفضه» .
من جهته، قال وزير الشباب والرياضة احمد فتفت (تيار المستقبل) ان اللقاء بين الرئيس بري والنائب الحريري «يفترض ان يتم في اسرع وقت اذا كانت هناك نية لاتمامه». فيما تمنى عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني، امس، «حصول الانتخابات في 13 أيار لانه لا يجوز على الاطلاق الاستمرار في الفراغ». وقلل عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب انطوان اندراوس من «اهمية انعقاد الحوار من دون ان تحصل الاكثرية على ضمانة لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 13 ايار، فشل الحوار او نجح». واعتبر «ان المشكلة لا تكمن في موضوع الرئاسة او الحكومة او قانون الانتخابات انما تكمن في رغبة حزب الله بالسيطرة على البلد بغطاء من (رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب) العماد ميشال عون الذي يتقاطع مشروعه ان يصبح رئيسا للجمهورية، مع مشروع حزب الله».
وأمل عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب سليم سلهب في ان «يعرف فريق 14 اذار ان الطريقة الحوارية التي طرحها الرئيس بري هي طريقة وسطية ويمكن ان توصل الى انتخاب رئيس للجمهورية في 13 أيار».
ورأت «جبهة العمل الاسلامي» في بيان صدر اثر اجتماعها امس برئاسة رئيسها فتحي يكن «ليست هناك ملامح حل في الافق القريب على رغم موافقة قوى المعارضة على بنود المبادرة العربية كاملة لانقاذ لبنان» .