أبو مرزوق لـ«الشرق الاوسط»: حماس ضد التفاوض وقيادتها لا تفكر ببدائل في حال جرى التوافق بين دمشق وتل أبيب

14 آذار ترى في الاتصالات السورية ـ الإسرائيلية «مشروع صفقة» وحزب الله يحتفظ بموقفه المبدئي

TT

قال الدكتور موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ان الحركة «ضد التفاوض مع العدو الصهيوني.. وموقف حماس واضح في ذلك. وهذه هي سياستها في التعامل مع العدو الصهيوني». واكد ابو مرزوق لـ«الشرق الاوسط» ان «موقف حماس الرافض للمفاوضات مع اسرائيل.. في الوقت الحاضر لن يتغير». ولا يتصور ابو مرزوق ان تنعكس المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية سلبا على العلاقة بين دمشق وحماس، وليس لديه أي قلق على العلاقات بين الطرفين. واضاف ابو مرزوق المقيم في دمشق ان قيادة حماس الموجودة في دمشق لا تفكر ببدائل في حال جرى التوافق بين دمشق وتل ابيب.

وهو في الوقت نفسه لا يتوقع ان تسفر المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية ان جرت عن أي نتائج مستطردا ان «ابو مازن (الرئيس محمود عباس) يفاوض اسرائيل منذ عام 1990 ومن قبلها خاض مفاوضات سرية لمدة عشرين سنة، ولم يتفقوا.. وعادوا الان ليحاولوا الاتفاق على اعلان مبادئ.. وتوقع ان يتفق الاسرائيليون مع السوريين خلال العشرين سنة المقبلة؟».

ويعتقد ابو مرزوق بوجود لخبطات على المسار السوري ممثلة بمعارضة اميركية وخلافات داخلية اسرائيلية وذلك في رده على سؤال حول ان الوضع الفلسطيني اكثر تعقيدا من الوضع السوري ـ الاسرائيلي، واحتمالات الاتفاق السوري ـ الاسرائيلي اقرب من احتمالات الاتفاق الفلسطيني ـ الاسرائيلي. وقال «عندما أعلن عن وجود وساطة تركية على لسان الرئيس (بشار) الاسد الذي يرفض ان يكون هناك مفاوضات سرية، اطلق الاميركيون اكثر من ملف لخلط الاوراق منها التعاون النووي بين سورية وكوريا الشمالية.. لذلك اعتقد ان الوضع هو أعقد مما يتصور البعض. لكن اذا ما تمت.. فنحن لسنا قلقين على الاطلاق لان علاقاتنا مع سورية قوية. ونحن مطمئنون انه لن يكون هناك تأثير على العلاقة (بين دمشق وحماس) مهما كانت التوافقات». وتابع القول «ان حماس موجودة في كل مكان في الضفة الغربية وقطاع غزة ولا احد يستطيع انكارها.. والحقيقة ان ثقلها الاساسي موجود في الاراضي المحتلة. اما اذا كان الحديث عن الوجود القيادي.. فقيادة حماس موجودة في كل مكان يتواجد فيه الشعب الفلسطيني». وقال ردا على سؤال، ان كان لدى قيادة حماس في دمشق بدائل في حال جرى التوافق بين سورية واسرائيل: «ان هذه القضية غير مطروحة على الاطلاق ولا نفكر فيها ابدا» وفي لبنان تجنب حليفا سورية الأساسيان حزب الله وحركة أمل الخوض في «سجال» حول هذا الملف. فبينما قال مصدر في أمل انه «لا عناصر واضحة حوله خارج اطار المقابلة التي ادلى بها الرئيس السوري بشار الأسد»، اكتفى مسؤول الإعلام في الحزب حسين رحال بالقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا تعليق». وأضاف «ان موقف الحزب المبدئي لا يحتاج الى توضيح».

إلا أن وزير الشباب والرياضة احمد فتفت قال لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الحوار «ليس جديدا. وما نراه الآن هو قمة جبل الجليد. والعلاقات من تحت الطاولة بين الطرفين قديمة العهد»، لافتا الى «ان السوري مستعد للتنازل على كل الجبهات، فيما الملف الوحيد الذي يرفض التنازل فيه هو الملف اللبناني». لكن فتفت رأى ان لدى الأميركيين «اجندة خاصة مختلفة عن الأجندة الاسرائيلية. والدليل على ذلك هو أن الإعلان الأميركي عن الملف النووي السوري يدخل في هذا الإطار»، معتبرا ان الرئيس «الاسد يحاول تخفيف الضغط عنه على أمل الاحتفاظ بالنظام وبالملف اللبناني. وكل ما يقدمه هو في هذا الاطار»، مشيرا الى ان الرئيس السوري سيحاول لاحقا المساومة على ملف المحكمة الدولية ضمن خطة متكاملة».

واستغرب النائب هنري حلو (اللقاء الديمقراطي) «التناقض غير المفهوم في الأداء السوري». وقال لـ«الشرق الأوسط» ان «الحوار المباشر أو غير المباشر بدأ منذ فترة طويلة، فيما كان العدو الاسرائيلي يقصف بيروت وكانوا هم يتحدثون عن العروبة والنضال». ورأى ان «التفرد بالمفاوضات مع العدو يضعف الموقف العربي»، مشددا على ان «الموقف الموحد وحده يحمي القضايا العربية المحقة». وأشار الى ان ما قاله رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من أن لبنان هو آخر دولة توقع السلم مع اسرائيل «هو الكلام المحق، فلا احد يزايد على لبنان وعروبته وحكومة السنيورة تحديدا».

أما النائب نبيل نقولا، عضو تكتل «التغيير والإصلاح» الذي يرأسه النائب ميشال عون، فرأى ان الحوار السوري ـ الاسرائيلي «أمر يهم سورية واسرائيل». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «اكثر ما يهمني ان لا يضر الحوار بمصلحتي كلبناني. كل دولة لديها حرية التفاوض حول امورها الخاصة.