أميركا تحذر من الدور الإيراني والسوري في العراق

اتهمت دمشق برعاية نشاطات «القاعدة» وطهران بمواصلة تسليح وتدريب الميليشيات

جنود عراقيون يعرضون أسلحة وقذائف صودرت من مسلحين في البصرة أمس (رويترز)
TT

حذرت الولايات المتحدة من الدور الإيراني والسوري في العراق، وأكدت أن طهران ودمشق لا تزالان تواصلان التدخل في الشؤون الداخلية للعراق. ولأول مرة اتهمت واشنطن علنا سورية برعاية نشاطات تنظيم القاعدة أو ما اطلقت عليهم بـ«مساعدي إرهاب القاعدة».

وفي بيانه أمام مجلس الأمن الذي ناقش دور بعثة الأمم المتحدة في العراق، انتقد السفير الأميركي زلماي خليلزاد الدور الإيراني والسوري في العراق، وأكد أن المعارك الأخيرة بين القوات العراقية والقوات الأميركية من جهة و«جيش المهدي» التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر من جهة أخرى في البصرة ومدينة الصدر ببغداد، قد كشفت عن دور إيراني في الأفعال «التي تؤثر على الاستقرار».

وخص خليلزاد بالذكر الدور الذي تلعبه «قوات القدس» التابعة للحرس الثوري الايراني، وقال «انها لا تزال تواصل التسليح والتدريب والتمويل غير القانوني للجماعات المسلحة في العراق». وذكر أن ايران تقوم بتزويد الجماعات المسلحة بمعدات عسكرية من بينها القذائف والمتفجرات والصواريخ ومدافع الهاون الإيرانية الصنع، وقال «ان هذه الأسلحة الفتاكة تستهدف القوات العراقية والقوات المتعددة الجنسيات». واعتبر عمليات نقل السلاح وغيرها من النشاطات ذات الصلة بالدور الإيراني بأنها «لا تنسجم اساسا مع القيود التي فرضها مجلس الأمن على نقل الأسلحة الى العراق في قرار اعتمده وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة». من ناحية ثانية، اعتبر السفير الأميركي الحدود السورية أنها لا زالت مصدر قلق وقال «ان التقديرات تشير الى أن نسبة 90 % من كل الجماعات الارهابية المعروفة في العراق تدخل اليه عبر نقاط الحدود السورية» وأضاف «ان سورية لا زالت تواصل السماح للمقاتلين الأجانب باستخدام سورية كنقطة ترانزيت وكطريق لشن هجمات في العراق». وشدد متهما سورية قائلا «نحن نعرف ان من يقدم تسهيلات لإرهاب القاعدة لا زالوا ينشطون داخل سورية». وناشد خليلزاد إيران وسورية بوقف تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب الى العراق. وفي الوقت الذي أبرز السفير الأميركي الدور الإيراني والسوري في العراق، تجاهل سفير العراق حامد البياتي سواء في بيانه أمام المجلس أو في تصريحاته أمام الصحافة، ذكر الدور الإيراني والسوري واكتفى بالإشارة الى تدخل دول الجوار. ومن المعروف أن السفير العراقي لدى الأمم المتحدة حامد البياتي هو من الكوادر المتقدمة للمجلس الإسلامي الأعلى بقيادة عبد العزيز الحكيم. واكتفى السفير البياتي بالقول «نحن نعرف أن هناك تدخلا من قبل دول الجوار ولا استطيع ذكر الاسماء، ونعرف أن بعض دول الجوار تساعد الميليشيات والجماعات المسلحة، وأن الحكومة العراقية تحاول وقف التدخل في الشؤون الداخلية». ودافع البياتي عن العمليات العسكرية في مدينة الصدر والبصرة، وقال «هي رسالة الى كل الخارجين عن القانون بأنهم لن يكونوا فوق القانون بعد الآن وأن الحكومة عازمة على مقاتلتهم ومنع نشاطاتهم الخاصة بالقتل والسلب والاعتداء على المال العام وتهريب النفط والجريمة المنظمة واختراق المنشآت الحكومية وإشاعة الفساد على مستويات كثيرة». ونفت إيران بشدة ما ورد في بيان السفير الأميركي ووصف القائم بأعمال البعثة الإيرانية السفير مهدي دنيش باري في رسالة وجهها إلى رئيس مجلس الأمن وقامت البعثة الإيرانية توزيعها على الصحافة، الاتهامات الأميركية بـ«ادعاءات». وقال القائم بأعمال البعثة «ان هذه الادعاءات لا اساس لها من الصحة». وأضاف «إن إيران قد دانت كل أعمال العنف والإرهاب في العراق».