أنهت الكويت أخيرا، أسبوعا مسرحيا تضمن عشرة عروض، وعددا من الندوات الفكرية، وجلسات التقييم والنقد المسرحي، مما ساعد من جديد على إثارة النقاش في الكويت حول دور المسرح، وعلاقته بالديمقراطية، وضرورة إعادة الاعتبار له بعد أن شهد تراجعا ملحوظا وهجرة لجيل الرواد نحو التلفزيون.
وجاء الأسبوع المسرحي ضمن مهرجان الكويت المسرحي العاشر، الذي افتتحه وزير الاعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وقالت عنه مديرة إدارة المسرح في المجلس ومديرة المهرجان كاملة العايد، انه يفتح (آفاقا جديدة للطاقات المسرحية الجديدة لتحقيق احلامهم من خلال التواصل مع جمهور المجتمع والتفاعل مع قضاياه المختلفة).
وإلى وقت قريب، مثّل المسرح الكويتي رافعة الأداء المسرحي الخليجي، واعتبرت فترة السبعينات والثمانينات الأكثر نضجا في التجربة المسرحية الكويتية والأكثر زخما، قبل أن تتراجع وينطفئ وهجها في التسعينات وما بعدها.
والمثير للاهتمام أن التجربة المسرحية الكويتية كانت تتراجع كلما تقدمت التجربة الديمقراطية، وتشكلت مؤسسات المجتمع المدني. وفي الوقت الذي يتهم فيه البعض التلفزيون كسبب أساسي في تراجع المسرح في الكويت، فإن واحدا من أبرز المسرحيين على الساحة الكويتية والخليجية وهو عبد العزيز السريّع يرى أن أزمة المسرح هي (عالمية) وليست عربية فقط أو كويتية على وجه الخصوص. وكانت كلية الاداب الثقافة والفنون والآداب بجامعة الكويت، قد كرمت أخيرا عبد العزيز السريع في حفل رعته عميدة الكلية الدكتورة ميمونة الصباح. وقال عنه رئيس قسم اللغة العربية في الكلية الدكتور عبد الله الغزالي، ان «عبد العزيز السريع وضع بصمات ومنارات في المسرح الكويتي فكان رائد النهضة الثقافية الكويتية»، واصفا إياه بـ (الموسوعة الثقافية وصاحب الرؤية التنويرية الذي خلف بصمات واضحة في كل عمل شغله في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب وفي مهمته كأمين عام لمؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للابداع الشعري).
واعتبرت استاذة اللغة العربية في الجامعة الدكتورة سعاد عبد الوهاب ان اعماله المسرحية مثل «ضاع الديك» و«الدرجة الرابعة» تشهد للسريع بتميزه. هنا حوار معه:
> ماذا بقي من مسرح السبعينات والثمانينات، من وجوه ومن أعمال ومن تطلعات؟ـ لم يبق من ذلك شيء، فقد غابت الوجوه والأعمال وانتهت التطلعات.
> لماذا، وأين غابت الأسماء التي تسيدت المشهد المسرحي في الكويت؟.
ـ بعضها غاب كما يغيب الناس، غيابا جسديا بالموت وهو حق، وبعضهم الآخر، يجتر الذكريات، وقد توقف عن العطاء، وقسم ثالث انصرف للإنتاج التلفزيوني ليعوض ما فاته لشح العائد في مجال المسرح..
> لماذا يبدو التلفزيون كأنه متهم دائما وهو الأكثر تواصلا مع الجمهور والأكثر انتشارا؟
ـ صحيح، لكن في ظني أن التلفزيون لم يكن السبب الوحيد في مضايقة المسرح والتأثير في جماهيره، بل وسائل الاتصال الحديثة والتسارع المذهل في تطورها أدى إلى ضمور عدد المهتمين بالمسرح من المبدعين ومن الجماهير. فقد استحوذ الفضاء الإعلامي الواسع وظهور أعداد غير محدودة من الفضائيات على كبار المبدعين وكذلك صغارهم، فانصرفوا جميعا لتغذية هذا الغول الشره الذي لا يبقي ولا يذر. ذلك أدى إلى انصراف الناس عن المسرح ليس في الكويت وحدها ولا في البلاد العربية فقط، إنما في العالم كله. تأتي المستجدات فتؤثر في المسرح، لكن المسرح ينهض دائما من بين الركام ويعيد الاعتبار لنفسه.
> هل أنت واثق من ذلك؟ ما الذي تراهن عليه اليوم مسرحيا في قبالة التلفزيون؟
ـ المسرح كونه فرصة للفرجة المشتركة والتواصل الحي بين المشهد بحيويته والمتفرج بحضوره، لا يغني عنه شيء، ولا بديل له، لذا فإن المبدعين الجدد سيعيدون الاعتبار للمسرح، وسيشكلون ذائقة جديدة مستحدثة سرعان ما تلفت الأنظار وتحقق حضورا جديدا للمسرح. وأتصور أن هؤلاء المبدعين لن يعدموا وسيلة في إعادة الاعتبار لأبي الفنون، حيث ان الشغف بالمسرح يحقق دائما الانتصار تلو الانتصار على مدار تاريخ المسرح.
> كيف نضب عطاء أربعة مسارح أهلية في الكويت كانت تمثل تجربة متطورة في محيطها، حتى أصبح المسرح هامشيا في المشهد الثقافي الكويتي؟
ـ لا المسارح الأهلية، ولا المسارح التي انشقت عنها أو استحدثت بعدها بسنوات قادرة على الصمود في وجه المتغيرات التي أسلفنا الحديث عنها، وهو أمر يواجهه المسرحيون في كل مكان، وهناك الآن مشكلات كبيرة للفرق ذات السمعة العالمية، فقد توقف بعضها لفترات طالت أو قصرت بسبب هجرة كبار المبدعين وأعداد غفيرة من الجماهير إلى القنوات الفضائية، ولهذه القنوات التلفزيونية تأثيرها في أنها تعطي ماديا أفضل بكثير من قدرة المسرح على الإنفاق، والمسارح التي رفعت أجور الدخول للعروض المسرحية ووجهت بضمور أعداد المقتدرين الذين يرتادون المسرح، بل إن هذه الأعداد تراجعت بشكل خطير. والإنتاج المسرحي اليوم مكلف جدا لا يستطيع تغطية نفقاته في وجه المنافسة اللا متكافئة، مما يدعونا للكلام بأن المسرح يحتاج إلى دعم، ليس فقط على النطاق الحكومي ولكن على النطاق الأهلي.
> أين يتقاطع الترفيه مع المسرح الجاد في التجربة الكويتية؟
ـ كانت الفرق في قمة عطائها في الستينات والسبعينات، تقدم كل الأنواع وكل المستويات، ولم يكن كل ما قدم ممتازا أو جيدا بكل المعايير، ولكن النظرة العامة لمجمل الإنتاج جيدة، وحتى الترفيه وأنا أسميه مسرح الفرجة، كان له فرسانه ومبدعوه الكبار، وكان الناس يقبلون عليه إقبالهم على الأعمال النوعية وحتى بأعداد أكثر. وكان الجناحان يكملان بعضهما وكأن هناك تخطيطا مسبقا أو لنقل مرسوما ومقررا، والحق أنه نوع من التوفيق في لحظة أو في فترة زمنية مدهشة في عطائها على كل الصعد، تلك الفترة لم يكن المسرح وحده يعيش فيها حالة التوهج والازدهار، بل كان كذلك الشعر والفن التشكيلي والإنتاج التلفزيوني والسينمائي، وإصدارات الكتب والمشهد الثقافي العام.
> هل ترى أن المسرح في الكويت لم يعد يملك القضية التي يطرحها، ولذلك اتجه للأسلوب الفكاهي؟
ـ لا أتصور ذلك، ولا أعتقد أن المسرح يستطيع أن ينجز شيئا حتى في الفكاهة من دون أن يكون له قضية، ولا توجد مسرحية بريئة، فوسط ضحكات الناس يبعث المسرح برسالته.
> لماذا لم تنتج الحالة الكويتية أسماء مسرحية نقدية؟
ـ عندما كان المسرح يحقق إنجازاته التي أشرتم إليها، كانت تواكبه حركة نقدية نشطة وفاعلة ومؤثرة، لكن الخمول والتراجع والتوقف في بعض الأحيان، عطل كل شيء ومع ذلك فإنك لا تستطيع أن تغفل أسماء مثل د. سليمان الشطي، ود. حسن يعقوب العلي ود. محمد مبارك بلال، وعدد من المتابعين للحركة الفنية والثقافية في الكويت. وينبغي أن لا ننسى جهود الأديب خالد سعود الزيد صاحب الكتاب المشهور «الحركة المسرحية في الكويت.. مقالات ووثائق»، وكذلك المؤسس للحركة النقدية والتوثيقية الدكتور محمد حسن عبد الله، والناقد الكبير وليد أبو بكر، وتطول القائمة لو أردت التفصيل.
> ما دور المعهد العالي في انتشال المسرح من الضحالة التي يعانيها؟
ـ أحتج على صيغة السؤال، لا يوجد في المسرح ضحالة، هناك عروض تتفاوت في قيمتها. المعهد استطاع أن يقدم عددا كبيرا من المؤهلين وبجهد بسيط سنتبيّن أن بينهم عدداً لا بأس به من الموهوبين الكبار، ولكن للأسباب التي ذكرنا لا يمكن ملاحظة جهودهم إلا من خلال المناسبات المتناثرة في المهرجانات المسرحية، كمهرجان الخرافي ومهرجان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب السنوي، هذه المهرجانات هي التي تشير إلى مواهب كبيرة في الإبداع المسرحي. لكن الوضع المسرحي مع الأسف غير مشجع، ولعل المستقبل يحقق للمسرح تألقه من جديد من خلال عطاء هؤلاء المبدعين، ويهمني هنا الإشارة إلى مجموعة من الأسماء التي أرى أنها جديرة بالمتابعة، ومنها عبد العزيز المسلم منتجا ومخرجا، وفطامي زيد العطار كمؤلفة، وسليمان البسام كمخرج وواحد من صناع العرض المسرحي المتميزين، وفيصل العميري هذا المبدع المدهش في الإخراج وفي التمثيل، وهناك عدد كبير من الأسماء رجالا ونساء يقدمون عطاءات مدهشة في المهرجانات التي تشهد جماهيرية واسعة، لكن المسرح لا يكتفي بالمهرجانات، بل يحقق الشهرة والانتشار حين تتوالى العروض أمام الجماهير، فتتعالى الشهقات والضحكات وتنهمر الدموع وتعلو الابتسامات الوجوه وتتحرك الأكف للتصفيق بتلقائية وحماس، ذلك هو المسرح الذي نفتقده الآن.. ولكنه قادم لا محالة.
> المهرجان الأخير (العاشر) شهد لغطا حول الديمقراطية والمسرح، كيف نقيّم علاقة الديمقراطية بالمسرح في الكويت تحديدا، ولماذا تتراجع التجربة المسرحية كلما تقدمت التجربة الديمقراطية؟
ـ لم يكن لغطا ولكنه نقاش ضمن ندوة نظمت يومي 13 و14 أبريل (نيسان) تحت هذا العنوان «الديمقراطية والمسرح»، تناول الحديث فيها عددٌ من المهتمين بالمسرح وشؤونه وعلى مدار اليومين... كان النقاش مفتوحا وجريئا وكان فرصة لإطلاع الحاضرين على التجارب المسرحية العربية في مختلف بيئاتها. وفي مداخلتي تحدثت عن الديمقراطية والمسرح في الكويت وبينت من خلالها أن المسرح كان حاضرا في عام 1922، بعد حل مجلس الشورى الأول وكان حاضرا بعد حل مجلس الشورى الثاني.. كان حاضرا بقوة.. ولكن للأسف أن بعض من يفترض أنهم حراس للديمقراطية.. وأعني بالتحديد بعض أعضاء مجلس الأمة يَضِيْقون بحرية التعبير التي يمارسها المسرحيون عندما يوجهون فيها نقدا لاذعا للتجربة البرلمانية، وكأن الديمقراطية تتمثل فقط في البرلمان، فيتدخل بعض هؤلاء الأعضاء لوقف هذه الأعمال أو عدم عرضها على جماهير أوسع عبر التلفزيون، ولو أنهم علموا لكانوا إلى جوار المسرح يدافعون عنه وعن حريته لأنه مثل كل أنواع التعبير الإنساني بحاجة إلى مناخ صحي يتمثل في حرية التعبير إلى أقصى حدودها.
* سيرة ذاتية
* ـ ولد عبد العزيز محمد السريع في الكويت عام 1939، وتخرج في جامعة الكويت.
ـ عمل موظفا في وزارة التربية منذ عام 1956 حتى 1972، حين انتدب رئيسا لقسم الدراما في تلفزيون الكويت.
ـ مقرر لجنة المسرح في اللجنة العليا لتطوير الفنون في الكويت، التي أمر بتشكيلها رئيس مجلس الوزراء عام 1972.
ـ في عام 1973 انتقل للعمل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فور تأسيسه وشغل فيه عدة مهام من بينها: رئيس قسم المسرح، رئيس قسم العلاقات الثقافية الخارجية، مراقب الشؤون الثقافية.
ـ مدير إدارة الثقافة والفنون حتى سبتمبر (أيلول) 1993.
ـ أمين عام مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري منذ عام 1991
ـ ألف عددا من المسرحيات بينها: (فلوس ونفوس) عام 1963، و(الجوع) عام 1964، و(عنده شهادة) عام 1965، ونشرت عام 2004 ضمن سلسلة مسرحيات كويتية عن رابطة الأدباء، ومسرحية (لمن القرار الأخير) عام 1968، ونشرت عام 2004 عن دائرة الثقافة بالشارقة، ومسرحية (الدرجة الرابعة) عام 1970، ونشرت عام 2003 ضمن سلسلة مسرحيات كويتية عن رابطة الأدباء، ومسرحية (ضاع الديك) عام 1971، ونشرت عام 1981 عن دار الربيعان، وأعيد نشرها عام 1990 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وترجمت للانجليزية ضمن مشروع بروتا.
ـ نال عــددا من الجوائز وشهادات التقدير وأولها كان جائزة التأليف المسرحي عن مسرحية «عنده شهادة» عام 1965 من وزارة الشؤون الاجتماعية و(العمل كرم) عام 1995 في مهرجان أيام قرطاج المسرحية (الدورة السابعة) وكان قد كرم في (الدورة الخامسة) لذات المهرجان.
ـ حصل على وسام الاستحقاق الثقافي من الطبقة الثانية من رئيس جمهورية تونس ـ أكتوبر 1995.
ـ عضو هيئة تحرير جريدة الفنون التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب منذ صدورها عام 2001، حتى عام 2004.
ـ احتفاء بمرور عشر سنوات على توليه الأمانة العامة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، أصدرت المؤسسة عنه، كتاب «تكريم وتحية»، كتبه عدد كبير من الزملاء والباحثين والأكاديميين، وصدر عام 2002 وأقيم له حفل تكريمي بهذه المناسبة خلال دورة علي بن المقرب العيوني في المنامة في أكتوبر من عام 2002.
ـ حصل على ميدالية التكريم الكبرى من المهرجان المسرحي لدول مجلس التعاون ـ أبوظبي 2003.
ـ ترأس مجلس إدارة مسرح الخليج العربي لعدة سنوات.
ـ عضو رابطة الأدباء في الكويت منذ تأسيسها.
ـ نائب رئيس الاتحاد العام للفنانين العرب 1994 ـ 1990.
ـ عضو اللجنة الدائمة للمسارح الأهلية التابعة لدول مجلس التعاون منذ عام 1986، حتى عام 2002.
ـ عضو لجنة تحكيم مهرجان القاهرة الدولي الثاني للمسرح التجريبي 1989، وعضو لجنة تحكيم في أكثر من مهرجان مسرحي ولأكثر من مسابقة أو جائزة محلية وعربية آخرها عضو لجنة تحكيم مسابقة التأليف المسرحي التي نظمتها وزارة الإعلام بدولة البحرين فبراير 1999، ورئيس لجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي الثالث، ابريل 1999، وعضو لجنة تحكيم المهرجان المسرحي السادس للفرق الأهلية التابعة لدول مجلس التعاون، مسقط مايو 1999 والسابع في الدوحة 2001.
ـ رئيس لجنة تحكيم مهرجان المسرح الأردني عام 2001. ورئيس لجنة تحكيم مهرجان الخرافي المسرحي الأول عام 2003.
* بروفايل
* المسرح الكويتي: بدأ مدرسيا وأرسى دعائمه زكي طليمات
* بدأت التجربة المسرحية في الكويت مبكرا، قياسا بجاراتها الخليجيات باستثناء العراق، وبدأ المسرح (مدرسيا) مع وصول طلائع المعلمين العرب الذين وفدوا في عام 1936 لمزاولة التعليم في الكويت، ومنذ ذلك الوقت قدمت أعمالا مسرحية تعيد تمثيل قصص تاريخية في المدارس. ويذكر أن أول مسرحية من نشاطات المسرح المدرسي كانت من تقديم طلاب مدرسة المباركية في عام 1938 ـ 1939، وكان العرض لمسرحية (إسلام عمر). وحتى عام 1940 كان هناك أربع فرق مسرحية مدرسية في الكويت، وفي نهاية الأربعينات قدم أول نص مسرحي كتب في الكويت من تأليف الشاعر أحمد العدواني، ومثلته فرقة التمثيل، وهو رواية هزلية اسمها (مهزلة في مهزلة). ثم أخذت الحركة المسرحية الطابع الرسمي بعد استدعاء دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل الممثل المسرحي والكاتب المصري زكي طليمات (1899ـ 1982)، الذي يرجع له الفضل في تأسيس الحركة المسرحية في الكويت، حيث قام في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 1961 بتكوين (فرقة المسرح العربي) كنواة للمسرح الكويتي الحديث.
كذلك ظهرت في الكويت فرقة (المسرح الشعبي)، الذي أسس في 10 مايو (أيار) 1957 بجهود محمد النشمي وعبد الله خريبط وعبد الله حسين وغيرهم، وتأثرت في بداياتها بمسرح الريحاني، واتجاهه للترفيه. ومن أبرز مسرحيات (المسرح الشعبي) مسرحية (مدير فاشل) التي قدمت عام 1955، ويعتبر إنشاء المسرح العربي في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 1961 بداية جديدة للحركة المسرحية في الكويت، لأنه بدأ خطا جديدا ومستحدثا في مستوى المسرحيات التي يقدمها ونوعيتها مستفيدا من خبرة زكي طليمات، تلي ذلك تأسيس فرقة (المسرح الوطني) وفي 13 مايو (أيار) 1963، تشكلت فرقة (مسرح الخليج العربي)، والتي اعتمدت في بدايتها على جهود مجموعة من الشباب المتحمسين للمسرح، وكانت آخر الفرق المسرحية ظهورا في الكويت، هي فرقة (المسرح الكويتي) التي تأسست في 1 يونيو (حزيران) 1964 بجهود محمد النشمي ـ الذي أسس المسرح الشعبي من قبل وفارقه.
في عام 1977 ظهر المسرح الجامعي، وأسسته جامعة الكويت من أجل النهوض بالحركة المسرحية في الكويت وبناء مركز للعمل المسرحي الجاد في الجامعة، وقدم عددا من الأعمال بينها: الثمن ـ هاموركو ـ السم ـ جنون في جنون ـ المخ ـ الطاعون ـ خريج ولكن ـ مأساة فنان، ومضار التبغ ـ الفيل يا كبرى البلدان... وأعمال أخرى.
وفي أغسطس (آب) 1982 كونت مجموعة من الشباب فرقة (مسرح الشباب)، وقدمت أول عرض مسرحي لها في الشهر نفسه، عبر مسرحية (قاضي المحكمة) ثم بعد ذلك مسرحية (الجوهرة)، ومن أعمالها (رجل مع وقف التنفيذ)، (بسام في وادي السمك)، (غريب وعجيب)، (الرسالة الأخيرة)، وأعمال أخرى.
وفي اكتوبر (تشرين الأول) 1992 تأسست فرقة (المسرح القومي)، وتختص هذه الفرقة بتقديم العروض المسرحية الرفيعة وتعمل على نشر الفن المسرحي في الداخل والخارج، وتمثل الكويت في المهرجانات المسرحية والمناسبات الفنية والثقافية، ومن أعمالها مسرحية «القضية» لأندريه جيد وجان لوي بارو.
أما المسارح الخاصة في الكويت، فتمثل في فرق مسرحية خاصة يملكها أفراد من ذوي النشاط المسرحي من بينها: الفنون ـ الكوميدي ـ الجزيرة ـ الطفل «البدر» ـ الأهلي ـ السور ـ الأمل ـ الناس ـ السلام ـ النشمي ـ الجديد. ومن أبرز رواد الحركة المسرحية في الكويت بالاضافة لزكي طليمات، المخرج صقر الرشو، ومحمد النشمي، وعبد العزيز السريع، وسليمان الشطي، وفي التمثيل إبراهيم الصلال، ومريم الغضبان، وسعد الفرج، وعبد الحسين عبد الرضا، وآخرون.