الطائف: تدريب سعوديين على صناعة الورد للحفاظ على الإنتاج

أحد المدربين لـ«الشرق الأوسط»: صناعة الورد تحمل أسرارا وتتطلب عملا ذهنيا دقيقا

أحد المتدربين خلال برنامج التدريب على صناعة الورد («الشرق الأوسط»)
TT

قال أحد المختصين في صناعة الورد الطائفي لـ«الشرق الأوسط» إن هناك مشروعا لتدريب شبان سعوديين على صناعة الورد يجري تنفيذه وذلك بهدف الحفاظ على استمرار هذه الصناعة وانتاجها مستقبلا وبخبرة محلية وبنفس الدرجة من الجودة.

ويأتي ذلك في وقت لم تقتصر جغرافية الورد الطائفي على المرتفعات الجبلية فحسب، بل طالت ديموغرافيته جامعة الطائف ومعامل التكرير والتصنيع وأروقة النادي الأدبي وأصبحت الطائف تعيش كرنفالا في المجالين التنظيري والتطبيقي على حدٍ سواء.

وأوضح راشد القرشي صاحب أحد البرامج التدريبية التي تعنى بتدريب الشباب السعوديين في مجال صناعة الورد في حديث لـ «الشرق الاوسط» أن الدورة تهدف الى المحافظة على المنتوج الذي يضاهي أفضل المنتوجات العالمية، وتأهيل الشباب على إتقان هذه الصنعة، وإيجاد الفرص الوظيفية للشباب السعودي وتحسين الدخل المعيشي لهم وتقام في معامل راشد حسين القرشي في الهدا وتستهدف 16 متدرباً. وذكر أن جميع الحاصلين على هذه الدورة تم إعطاؤهم قبلها جرعات تدريبية مكثفة نظرية وأعيد تأهيلهم بدورة تطبيقية هي الأولى من نوعها وتعد خلاصة دورتين سابقتين.

وأشار المدرب راشد القرشي إلى أن الدورة تستهدف صناعة الورد من حيث ماهيتها وطرقها والأساليب العلمية والعملية الصحيحة في هذا المنوال، مضيفاً إن صناعة الورد الطائفي صناعة دقيقة جداً تؤقت بوقت معين وملزمة، والخطأ فيها يكلف الكثير. مستطرداً بالقول: «ان السعوديين يقومون بصناعة الورد من الألف إلى الياء مروراً بمراحل التقطير والتبخير والتكثيف،وكل هذه المراحل تستحضر عقلية مبدعة قادرة على احتراف صناعة الورد بمهنية وحذاقة».

وأضاف القرشي «إن المتدربين السعوديين يبدأون يومهم في الصباح الباكر جداً وقبيل الشروق، حيث يقومون بتعبئة المعامل وتطبيقها وتختيمها وإيقاد النار ويقومون بعمليات التقطير والتبخير في هذا المنتج وكذلك التصفية، عدا البيع والتسويق، لأنهما من المهارات التي تستوجب جرعات تدريبية أخرى، وينبغي عند القيام بهما الاعتماد على أساليب البيع الحديثة والمتطورة».

ولأن المثل الإنجليزي يقول: «كثرة الأيادي تفسد الطبخة» وحول مدى الاختلاف في جودة المنتج من يد لأخرى أبان راشد القرشي أنها صناعة تحمل في طياتها أسرارا وخفايا تدرس بعناية وكل مرحلة فيها تتطلب عملاً ذهنياً وإشرافاً دقيقاً وهي صنعة لن يقوم بإجادتها من لم يتعلم خفاياها، حيث إن دراسة أساليب الورد وطرق تقطيره وتبخيره وتصنيعه علمٌ مستقل بديع أخاذ مثير في كل تفاصيله، خاصة عندما ترى وتسمع وتقرأ أن صيت هذه الصناعة طرق كل الدنيا، وأصبحت هناك طلبات شرائية من أقاصي الأرض». وتشهد مصانع الورد في الطائف هذه الأيام زيارات لكبار الشخصيات الدولية تهدف إلى التعرف على الورد الطائفي والمنتج عن كثب في جميع مراحله وأساليبه، كان آخرها زيارة القنصل الهندي في المنطقة الغربية.

وشمل البرنامج العلمي الذي أقامته جامعة الطائف وامتدت تفاصيله حتى ساعة متأخرة من ليل نادي الطائف الأدبي عدة محاضرات علمية وتعريفية ودورات في فن تصنيع الورد الحديث ودورات للسيدات في صناعة مواد تجميل من الورد خالية من المواد الكيميائية.

وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار وجه أمس باعتماد إسم «مدينة الورد» ضمن شعـــار هوية الطائف السيــاحية، والمتمثلة في الورد الطائفي. وجاء توجيه الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار باعتماد هذا الاسم بعد أن أطلق الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة اسم «مدينة الورد» على محافظة الطائف، كمسمى جديد تحظى به هذه المحافظة السياحية خلال رعايته افتتاح مهرجان الورد الطائفي الرابع الأحد الماضي.