جورج موستاكي يتخلى عن إحدى لياليه في «الأولمبيا» لمادونا

TT

تخلى المغني جورج موستاكي عن واحدة من الليالي الثلاث المحجوزة له على مسرح «أُولمبيا» العريق في باريس، إكراماً للمغنية الأميركية مادونا التي لم تجد في منهاجها المزدحم سوى مساء غد، الثلاثاء، لتقديم حفل استثنائي في العاصمة الفرنسية. وبالمقابل شكرت مادونا زميلها موستاكي بمنحه مقعداً في الصف الأول لحضور حفلها الغنائي.

وأعرب موستاكي عن امتنانه للفتة مادونا قائلاً: «ما كان ليخطر على بالي أن أذهب لحضور حفل لها لكن دعوتها أثرت فيّ وسأذهب لاكتشافها في مكان ممتاز».

وبهذا، يبقى للمغني اليوناني الأصل، الفرنسي الإقامة، ليلتان في «أولمبيا» مساء الغد والتاسع من هذا الشهر، لتقديم حفلتين ينتظرهما جمهوره بكثير من الشوق باعتباره، مع شارل أزنافور، آخر الكبار الذين ما زالوا أحياء يغنون من مجموعة «عشاق إديت بياف». وعرف عن المغنية الفرنسية الأشهر أنها كانت تأخذ بيد المغنين والملحنين الشباب الذين تجد لديهم المواهب الواعدة، فتتبناهم فنياً وعاطفياً وتطلقهم نجوماً في سماء الشهرة. ومن هؤلاء جاك بريل وإيف مونتان وأزنافور وجورج موستاكي. تأتي حفلتا موستاكي بمناسبة صدور اسطوانة جديدة له بعنوان «وحيد». وفيها يقدم اغنيات من تأليفه وتلحينه تتناول موضوع العزلة والموت دون أن تنسى حب البنات. وهناك أُغنية يتغزل فيها براكبات الدراجات الهوائية في شوارع باريس، هؤلاء اللواتي ارتفعت أعدادهن بشكل ملحوظ منذ إطلاق البلدية تجربة «دراجات الحرية» لتشجيع سكان العاصمة على التخلي عن سياراتهم والتنقل بوسيلة أكثر رفقاً بالبيئة.

يبلغ موستاكي، المولود في الإسكندرية لوالدين يونانيين، الرابعة والسبعين من العمر. وهو ما زال يكتب ويلحن ويقوم بجولات غنائية بمعدل 75 حفل في السنة، منذ أكثر من نصف قرن. وصل الى باريس عام 1951 وعمل صحافياً. ويبدو أنه لم يكن منذوراً لمهنة المتاعب إذ تركها ليشتغل ساقياً في أحد النوادي الموسيقية. وهناك تعرف على المغني والملحن جورج براسانز الذي يعتبره رائده في عالم الغناء بحيث أنه تخلى عن اسمه الأصلي غيسيبو وسمّى نفسه جورج، تيمناً به. وفي عام 1958 التقى المغني الوسيم الشاب الذي لا يفارق الغيتار بالفنانة الكبيرة إديت بياف التي أُعجبت به وأخذت منه كلمات أُغنيتها «ميلورد». وقامت بين الاثنين علاقة محمومة انتهت بسرعة البرق.