قوى «14 آذار» تطالب المجتمعين العربي والدولي بمساعدة لبنان وحمايته «في وجه المد الإيراني»

قضية الكاميرات لمراقبة مطار بيروت وشبكة الاتصالات تتفاعل

TT

لم تهدأ العاصفة التي اثارها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط حول كاميرات وضعها حزب الله لمراقبة المدرج 17 في مطار بيروت، وشبكة الاتصالات التي يعمل على مدها في مختلف المناطق اللبنانية، فقد عقدت امس الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعاً خصصته للبحث في هذه «التطورات الخطيرة» التي رأت انها تتطلب من اللبنانيين «خطوات سريعة» لإنقاذ الدولة منها التمسك باتفاق الطائف والدستور ومقررات الحوار الوطني فضلاً عن مقررات الاجماع العربي وقرارات الشرعية الدولية. كما دعت الى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ومطالبة المجتمع العربي بمساعدة لبنان «في وجه المد الايراني الذي يتهدده» وأيضاً دعوة المجتمع الدولي الى «حماية لبنان من خلال تطبيق القرارات الدولية كافة». وفيما اعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا «ان حزب الله وخلفه ايران بدآ يتجاوزان فكرة الدويلة الى طموح وضع اليد على كل لبنان».

وفيما تساءل النائب أكرم شهيب (اللقاء الديمقراطي) عمن نصَّب حزب الله وصياً على الدولة اللبنانية او بديلاً عنها، رد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن حب الله سائلاً «فريق السلطة» عن «موانئ الدولة التي يمر عليها الاميركي من دون رقابة والمستوعبات والطرود التي مرت عبر مطار بيروت الى السفارة الاميركية وكانت تحتوي اسلحة»، كما قال. واكد ان الحزب لن يسمح بأن تكون هناك دولة في لبنان «يرتبط قرارها باملاءات السياسة الاميركية».

وقالت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» في بيان اصدرته في ختام اجتماعها: «أولاً ـ دخل مشروع حزب الله الهادف الى إقامة دولته مرحلة حاسمة. فبعد احتلال وسط العاصمة وتعطيل الدورة الاقتصادية فيها وشل عمل الحكومة اللبنانية، وبعد العمل على تطهير مناطقه من أي وجود أمني فعلي للشرعية اللبنانية، انتقل حزب الله الى مرحلة جديدة بتوجيهه ضربة قاسية للدولة من خلال محاولته وضع المطار تحت سيطرته الامنية المباشرة. وتزامن الامر مع انشاء شبكة اتصالات سلكية خاصة تربط العاصمة بالمناطق وصولاً الى سورية. وتأتي هذه التطورات الخطيرة في وقت يستمر فيه حزب الله بإعاقة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ثانياـ أخطر ما في الامر هو الدور الذي يلعبه سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي اصبح مندوباً سامياً لا يعترف بشرعية الحكومة اللبنانية وإنما يرى ان مهمته تنحصر في الاشراف على قيام دولة حزب الله وتسخير الإمكانات الايرانية من خطوط جوية الى المصارف الى الاعلام الى مؤسسات البناء لخدمة هذا الهدف.

ثالثاـ ان هذه التطورات الخطيرة في تعامل حزب الله مع اللبنانيين تتطلب خطوات سريعة لانقاذ الدولة، منها: التمسك بالاجماعات اللبنانية وهي اتفاق الطائف والدستور ومقررات الحوار الوطني، وكذلك مقررات الاجماع العربي وقرارات الشرعية الدولية، الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية يتولى الاشراف على رعاية حوار جدي بين اللبنانيين، دعوة المجتمع العربي الى مساعدة لبنان في وجه المد الايراني الذي يتهدده، دعوة المجتمع الدولي الى حماية لبنان من خلال تطبيق كافة القرارات الدولية».

وقال النائب زهرا امس: «ان حزب الله وخلفه ايران بدآ يتجاوزان فكرة الدويلة الى طموح وضع اليد على كل لبنان... ولا عمل لهؤلاء في جبيل وكسروان فهذه المنطقة ليست مرتبطة لا بأمنهم ولا بطموحاتهم. وهذه اول المستحيلات وليست رابعها، ان يصل طموح حزب الله الى ان تكون كسروان وجبيل ضمن نطاق عمله الامني». وأضاف: «اذا كان السبب وجود اخوان من الطائفة الشيعية في هذه المنطقة (كسروان وجبيل) فهؤلاء من ابناء هذه المنطقة ويعرفون انهم بين اهلهم، ولم يكونوا مرة جسماً غريباً». ودعا «حزب الله» ومن وراءه الى «عدم تحويلهم الى جالية في قلب منطقة يشعرون فيها انهم اغراب من خلال طموحات الحزب بوضع اليد على لبنان، فهذا طموح مستحيل».

من جهته، قال النائب شهيب امس: «لنا الحق في ان نسأل: من نصب حزب الله وصياً على الدولة اللبنانية او بديلاً عنها وفوضه امتلاك ما يمتلك من سلاح وصواريخ ليجعل من لبنان موقعا متقدما للحرس الثوري الايراني خدمة لمشاريع خامنئي ونجاد؟ من فوضهم بقرار الحرب والسلم بديلا من الدولة ومؤسساتها؟ من فوضهم باقامة شبكة اتصالات في طول البلاد وعرضها لاسباب مالية وانفصالية لا جهادية وأمنية؟ من فوضهم بقرار التربية والتعليم وثقافة الموت لطلاب لبنانيين اعزاء ذنبهم انهم يعيشون في مربعاتهم ومثلثاتهم الامنية، جنوبا وبقاعا وفي مدارس الضاحية؟».

وأضاف: «من فوضهم بحجز ارادة الناس وحريتهم والتحقيق معهم اذا ما لامسوا حدود دويلتهم؟ من فوض جهاد البناء الاستيلاء على املاك الدولة والتجسس من خلالها على حركة انتقال اللبنانيين وسفرهم؟ من فوض بلدية طهران بديلا عن وزارات الدولة ومجلس الإنماء والإعمار ومجلس الجنوب؟ من فوضهم بإدخال المال الحلال نظيفا ومبيَّضاً من دون المرور بمصرف لبنان والخضوع لرقابته؟».

واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب مصطفى علوش «ان حزب الله قطع تواصله مع العمق المنطقي للمقاومة ومع التعاطف الذي كان يكنه اللبنانيون له، فهو يتمادى في إعلان حدود دولته ليستولي بشكل كامل على لبنان». وأشار الى «ان المكابرة والاستمرار في الاعتداء على الشرعية وعلى أمن الناس وحرياتهم من خلال كاميرات المراقبة والخطف والاحتجاز لا يؤديان الا الى إبراز الوجه الميليشيوي والانفصالي لحزب الله». وقال امس: «ان التطورات المحلية تتسارع وكلها تؤكد إصرار وتشديد حزب الله على إغلاق مداخل دولته تحت شعار الاستعداد للمعركة مع العدو. هذه المعركة ـ وكما يشاع عنها ـ تبدو انها سوف تكون حربا مدمرة تتخطى بأشواط ما تسببت به حرب تموز 2006. وهذا يؤكد ان هذا الحزب... يتمادى الآن في إعلان حدود دولته مؤقتا بانتظار اهتراء وضع بقية الدولة ليستولي عليها بالكامل».

في المقابل، سأل عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن حب الله فريق السلطة عن «موانئ الدولة التي يمر عليها الاميركي من دون رقابة والمستوعبات والطرود التي مرت عبر مطار بيروت الى السفارة الاميركية وكانت تحتوي اسلحة». وقال: «لن نسمح بأن تكون هناك دولة في لبنان يرتبط قرارها بإملاءات السياسة الاميركية الداعمة لعدوان اسرائيل» مؤكداً «ان الازمة الموجودة في البلد ليست من صنعنا بل من صنع الاميركي الذي يريد ان يمارس علينا سياسة الجهل والانحطاط والقهر والحرمان».

على صعيد آخر، عقدت امس قوى «14 آذار» و«الجماعة الاسلامية» في اقليم الخروب اجتماعا في منزل النائب محمد الحجار ناقشت خلاله تداعيات حادثة اطلاق النار (الاسبوع الماضي) من قبل عناصر من «حزب الله» على اهالي منطقة السعديات ومنعهم الجيش اللبناني من دهم المبنى الذي اطلقت منه النار. واكدت «ان حادثة اطلاق النار هذه تتعدى كونها مشكلة عابرة، الى كونها دلالة واضحة على سياسة حزب الله التوسعية العسكرية والتي تسعى الى اقامة جزر امنية مغلقة على امتداد ساحل الشوف، بدءا من خلدة مروراً بالسعديات وجدرا ووادي الزينة». .. محذرة من «انعكاسات سلبية لهذه الاعمال المستغلة لشعار مقاومة العدو الاسرائيلي».

وشدد المجتمعون على «ضرورة ان يقوم الجيش اللبناني والقوى الامنية الاخرى بواجبها على اكمل وجه عبر دهم هذه الثكن ومصادرة السلاح المكدس فيها والذي يحمل زورا شعار مقاومة العدو الصهيوني».

أما «حزب الله» فقد أصدر البيان التالي: «اطلعنا على بيان قوى 14 آذار والجماعة الاسلامية في اقليم الخروب الذي يتحدثون فيه عن حادثة اطلاق نار حصلت في منطقة السعديات.. لقد مرّ على الحادثة المذكورة اسبوع كامل حيث تمت معالجتها ووضعت الاجهزة الامنية المختصة يدها على الحادثة منهية إياها مع ذيولها كافة. وما استنفار القوى المذكورة لإصدار هذا البيان المتأخر الا جزء من الحملة المنظمة التي بدأت منذ اسبوعين انسجاما مع «التقرير الارهابي» لوزارة الخارجية الاميركية الذي يشير الى خطر حزب الله ويحث القوى المؤتمرة بتوجيهاتها على ان تواجهه... فليسمعوا جيداً وليسمع معهم الاميركيون والإسرائيليون: لن تحقق مثل هذه الحملات المسعورة اهدافها. وسيبقى حزب الله ومقاومته جبلاً شامخاً بوجه كل المؤامرات. وهو مستمر بصلابة في مواجهة المشروع الاميركي ـ الصهيوني ضد لبنان وشعبه».