رايس تصف المستوطنات بـ«المثيرة للمشاكل» .. عباس: المفاوضات شبه يومية للتوصل لاتفاق

لقاء جديد بين أبو مازن وأولمرت في القدس الغربية اليوم

TT

وصفت وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس، المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بالقضية «المثيرة للمشاكل»، قائلة، ان الولايات المتحدة تقر بأن هذه المستوطنات تتعارض وخطة خارطة الطريق. وتعرقل جهود بناء الثقة بين الطرفين في المفاوضات الرامية لاقامة دولة فلسطينية. وطالبت بوقف «اي خطوات (استيطانية) قد تعرض المفاوضات للخطر». في غضون ذلك، تقرر ان يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) مع رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت في مقر الأخير بالقدس الغربية، في محاولة اخرى لدفع مباحثات السلام. وقالت الوزيرة الاميركية خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ابو مازن عقب محادثاتهما في رام الله، إن واشنطن لا زالت تعتقد أن بالإمكان التوصل لاتفاق سلام اسرائيلي ـ فلسطيني مع نهاية العام الجاري، معتبرة ان ذلك هدف يمكن تحقيقه، وهو ما اكده ابو مازن بقوله ان الفلسطينيين يسابقون الزمنَ، ويكادون يجرون مفاوضات في كل يوم وساعة من اجل التوصل الى اتفاق كامل في كافة القضايا. وأقر ابو مازن بأنهم لم يكتبوا حرفاً واحداً بعد. وأضاف «لكن ايضا كل القضايا الـ6 مطروحة على طاولة المفاوضات». وتابع «الكتابة ليست صعبة، المهم ان نصل الى اتفاق ثم نكتب». واستدرك ابو مازن «إذا لم نتمكن من الوصول لاتفاق، فلا بد أن نفكر في الخطوة المقلبة، وسنعود حينها لشعبنا وقيادتنا لنرى ماذا سنفعل مستقبلا». ولم تحمل رايس ايَّ جديد في جولتها هذه، وحاولت تسويق الانتشار الامني الفلسطيني في جنين على انه انجاز كبير. وعلم انها حاولت فقط تشجيع الرئيس الفلسطيني، بعد خيبة الأمل التي اصابته من الموقف الأميركي تجاه عملية السلام. وإن كان وصفه في المؤتمر الصحافي بأنه موقف جاد. وشدد ابو مازن اثناء لقائه رايس على ضرورة ان تنفذ اسرائيل المرحلة الاولى من خارطة الطريق، لدفع مباحثات السلام. وقال «طالبنا (رايس) بوجوب وقف كافة النشاطات الاستيطانية، وفتح مؤسسات القدس، واعادة الاوضاع على الارض الى ما قبل 28 سبتمبر (ايلول) 2000، (بداية الانتفاضة)، ورفع الإغلاق، وإزالة الحواجز، واعادة المبعدين. وهذه قضايا تقول السلطة انها لا زالت تواجه عقبات كبيرة في المفاوضات التي شهدت امس وبرعاية رايس نفسها جلسة وصفت بالسرية. والتقت رايس ابو مازن في رام الله، بعد لقائها بوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. في محاولة منها لخلق «ظروف حياتية افضل للفلسطينيين»، وقالت انها تضغط على اسرائيل لبذل مزيد من الجهد تجاه تخفيف القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين. لكنها ايضا أكدت أن الفلسطينيين بحاجة لاتخاذ مزيد من الخطوات للوفاء بالمطالب الامنية الاسرائيلية. وتطرقت الى شروط تحسين قوات الامن الفلسطينية وتدريبها وقيادتها بشكل صحيح. ولم تجب الوزيرة الاميركية عن سؤال حول ما اذا تلقت وعدا اسرائيليا بازالة حواجز، بل دعت الى الاخذ بالاعتبار، البعد الامني الاسرائيلي ايضا. وكان حوالي 600 عنصر من الامن الفلسطيني قد انتشروا في جنين اول من امس، وهو ما اعتبرته رايس خطوة نحو الامام. اما ابو مازن فطالب بنشر قوات السلطة على كل الارض الفلسطينية، مؤكدا ان «السلاح الشرعي واحد (سلاح السلطة) وليس هناك سلاح شرعي آخر ومَنْ يرفض يعرض نفسه للمساءلة».

وفي اللقاء الذي جمع رايس، بباراك وفياض، شدد الاخير، على ضرورة التزام إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية كافة، والتوقف عن سلوكها وممارستها الأمنية، وخاصة الاجتياحات للمدن الفلسطينية والاعتقالات والاغتيالات، إضافة إلى ضمان حرية الحركة والمرور، وذلك بالاستجابة لمبادرة السلطة الوطنية الفلسطينية بفتح معابر قطاع غزة، وإزالة الحواجز في الضفة الغربية.

وأضاف فياض في بيان، أن المعيار الرئيسي لأي تقدم يتمثل بما يلمسه المواطن الفلسطيني على الأرض إزاء هذه القضايا الأساسية التي نصت عليها خارطة الطريق.

وكانت رايس قد قالت ان اول شيء سنفعله هو مراجعة الحواجز التي يفترض انها أزيلت. واضافت ان الجنرال الاميركي جيمس فريزر يتابع ذلك. كما اعلنت انها لأول مرة تطرح قضية الاستيطان بقوة على باراك. وكانت رايس قد التقت أولمرت بعد وصولها إلى القدس، الليلة قبل الماضية. ولم يذكر اولمرت امس تفاصيل المباحثات، ولكنه قال انها «جزء من جهود السلام التي لن نوقفها». وستلتقيه مرة اخرى اليوم. من جهتها، قالت حماس ان التصريحات التي أدلت بها رايس، تدلل على أن مفاوضات التسوية تعاني من موات حقيقي حيث أنها لم تضف جديدًا وتحدثت بعموميات بل تهربت من أسئلة الصحافيين حول استمرار الاستيطان والحواجز. وقالت الحركة ان تصريحات ابو مازن حول أمله في التوصل إلى قيام دولة فلسطينية قبل نهاية العام، «تمثل استمرار اللهث خلف سراب وأوهام التسوية وعدم الاستفادة من الصدمة التي مر بها أبو مازن خلال زيارته الأخيرة لواشنطن».